البورصة السعودية تترقب أثر تراجع ترمب عن تهديداته الجمركية
يستمر الترقب في سوق الأسهم السعودية وسط تقييم للآثار المترتبة على تهديات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على الصين وكندا والمكسيك لا سيما في قطاع البتروكيماويات الذي يعتمد على الطلب من الصين.
أغلق المؤشر “تاسي” أمس منخفضاً حوالي 0.26% لينزل دون حاجز 12400 نقطة الهام مع تراجع معظم الأسهم القيادية بقيادة “أكوا باور” و”أرامكو السعودية” و”سابك”.
“السوق لا تزال تقيّم تأثير تهديات الرسوم الجمركية الأميركية على الاقتصاد العالمي خاصة أننا شهدنا خلال يوم الإثنين انخفاضات قوية في الأسواق العالمية عموماً وحركة للعملات لكن الأسواق الخليجية تشهد انخفاضات بسيطة لأن التأثير سيكون يسيراً جداً” بحسب سعد آل ثقفان عضو مجلس إدارة جمعية الاقتصاد السعودية.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن تأجيل فرض الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك لمدة شهر، وقد يعلن اليوم عن قرار مماثل بالنسبة لبكين إذ سيعقد محادثات مع نظيره الصيني، وذلك قبل دخول قرار الرسوم حيز التنفيذ منتصف يوم الثلاثاء في الولايات المتحدة.
وعقب إعلان التأجيل، ارتفعت الأسهم في هونغ كونغ وأستراليا واليابان، كما ارتفعت العقود الآجلة للأسواق الأميركية بعد أن عوّض مؤشر “إس أند بي 500” يوم الإثنين معظم تراجعه الذي اقترب في وقت سابق من 2%.
ورغم أن السوق قد أيقن أن قرارات فرض الرسوم ما هي إلا وسيلة للتفاوض في إدارة ترمب، إلا أن حالة عدم اليقين ستظل مسيطرة على الأسواق العالمية.
اقرأ أيضاً: “غولدمان”: رسوم ترمب قد تضرب أرباح وأسهم أكبر الشركات الأميركية
من المنتظر أن تتفاعل السوق السعودية إيجابياً مع صعود الأسواق الآسيوية، رغم أن تأثرها بتراجع الأسواق العالمية أمس كان ضعيفاً، إذ إن “نطاق جني الأرباح محدود خاصة أن قيمة التداولات لا بأس بها عند 6.6 مليار ريال. لا تزال هناك عمليات شراء وإعادة تمركز من جانب المستثمرين لذلك فالانخفاض كان طفيفاً أمس”، وفق ماري سالم المحللة المالية لدى “الشرق”.
ماذا نتابع؟
نتابع في المرحلة المقبلة أداء قطاع البتروكيماويات الذي شهد الجلسة الماضية انخفاض أسهم “سابك” بنسبة 0.15% و”سبكيم العالمية” بنسبة 0.26% و”كيمانول” بنسبة 1.44% و”كيان السعودية” بنسبة 0.76%.
“القطاعات التي تصدر إلى الصين ستكون الأكثر تأثراً بالقرارات الأميركية بشكل أساسي وعلى رأسها البتروكيماويات التي ستتأثر في حال تراجع الطلب الصيني على البتروكيماويات نتيجة لانخفاض النشاط الاقتصادي خاصة وأن أسعار المنتجات البتروكيماوية منخفضة من الأساس”، بحسب أحمد الرشيد المحلل المالي الأول في صحيفة “الاقتصادية”.
سنتابع كذلك أداء قطاع البنوك الذي، رغم ارتفاعه بنسبة طفيفة أمس، شهد تراجع 8 من 10 أسهم مدرجة، إذ لم يرتفع سوى سهمي “مصرف الراجحي” بنسبة 1.42% و”بنك الرياض” بنسبة 0.34%.
اقرأ أيضاً: شراكة بين “السعودي الفرنسي كابيتال” و”بلاك روك” لتقديم حلول استثمارية في السعودية
“هناك علامة استفهام على قدرة البنوك على التوسع في الإقراض لأن محفظة القروض في معظم البنوك أعلى من الودائع وهذا يدل على أن البنوك وصلت إلى سقفها في الإقراض وهذا ربما ما يثير مخاوف بعض المستثمرين. لكن في الجهة الأخرى تقييمات البنوك منخفضة جداً عن مثيلاتها في خارج المملكة لذا أرى أن التخوفات ليست في محلها” بحسب هشام أبو جامع الرئيس التنفيذي لشركة تقنيات مكيال المالية.
على الجانب الآخر ترى ماري سالم المحللة المالية لدى “الشرق” إن “نتائج البنوك كان لها تأثير إيجابي خلال الأسبوع الماضي لكن المؤثرات العالمية طغت عليها مؤقتاً وعلينا الانتظار حتى يظهر الأثر الكامل لنتائج تلك البنوك”.
حتى الآن، أعلنت 8 بنوك من أصل 10 مدرجة نمواً في أرباحها عن العام الماضي كان آخرها “بنك الرياض” الذي أعلن بعد انتهاء تداولات أمس نمو أرباحه السنوية حوالي 16% إلى 9.32 مليار ريال.