اخر الاخبار

الانفراجة بين أميركا والصين تتسع مع صفقة “تيك توك” والجهود الدبلوماسية

اتخذت الولايات المتحدة والصين مزيداً من الخطوات نحو استقرار العلاقات بينهما الخميس، في ظل دعوة رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ في نيويورك إلى التعاون، ومُضي الرئيس دونالد ترمب قدماً في صفقة في واشنطن لحل الخلاف الدائر حول “تيك توك”.

قال لي لمجموعة من التنفيذيين الأميركيين، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن أكبر اقتصادين في العالم “بإمكانهما، ويجب عليهما، أن يكونا صديقين وشريكين”. 

وبعد ساعات من تصريحات لي، أعطى ترمب الضوء الأخضر لمستثمرين أميركيين لشراء وحدة “تيك توك” في الولايات المتحدة من مالكتها الصينية “بايت دانس” (ByteDance)، في صفقة ستؤدي إلى الإبقاء على إتاحة الخدمة في الولايات المتحدة، وتُنهي نقطة خلاف شائكة في العلاقات بين الجانبين.

زخم إيجابي قبل اجتماع ترمب وشي المرتقب

يُضاف هذا التطور إلى الزخم الإيجابي الذي شهدته العلاقات الثنائية قبل الاجتماع المحتمل بين ترمب والرئيس الصيني شي جين بينغ خلال الأسابيع المقبلة. وسيكون هذا أول اجتماع بينهما منذ عودة ترمب إلى البيت الأبيض، كما سيتيح للجانبين الفرصة للتفاوض على حل أكثر استدامة لنزاعهما حول التجارة والتكنولوجيا.

اقرأ أيضاً: “تيك توك” بين واشنطن وبكين.. قصة صراع يسدل ستاره

كشف ترمب، بعد مكالمته مع شي الجمعة الماضية، إنهما سيجتمعان على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ، التي ستقام في كوريا الجنوبية الشهر المقبل. وأشار الرئيس الجمهوري إلى التقدم المحرز في قضايا تشمل التجارة، ومخدر الفنتانيل، والحرب في أوكرانيا، وأوضح أن شي وافق على صفقة “تيك توك”، رغم أن الحكومة الصينية لم تؤكد رسمياً تفاصيل أي اتفاقات.

جاءت رسالة لي الداعية إلى التصالح بعد إعلانه في وقت سابق من الأسبوع عن توقف بكين عن المطالبة بمزايا خاصة جديدة في مفاوضات منظمة التجارة العالمية، في خطوة تعالج نقطة خلاف مزمنة مع واشنطن.

رئيس وزراء الصين يجتمع مع قادة أعمال أميركيين

قال لي لمجموعة من قادة الأعمال الخميس إن الصين “ستعمل مع الجانب الأميركي على دعم التعافي المستمر للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة على أسس المساواة، والاحترام المتبادل، والمنفعة المشتركة”، مشيراً إلى قول شي إن المحيط الهادئ ضخم بما يكفي ليتسع لكلا البلدين.

وتضمن من حضروا الاجتماع مع لي توماس دونيلون، رئيس مجلس إدارة معهد بلاك روك للاستثمار، وبينغ تشاو، الرئيس التنفيذي لـ”سيتادل سيكيوريتيز” (Citadel Securities)، وألبرت بورلا، المدير التنفيذي لـ”فايزر”، وروبرت جولدشتاين، رئيس مجلس إدارة “لاس فيغاس ساندز”، بحسب اللجنة الوطنية للعلاقات الأميركية الصينية.

اقرأ أيضاً: ترمب يزور الصين بداية العام المقبل.. وشي يحث على تجنب التدابير التجارية التقييدية

كما حضر الاجتماع كلٌ من الرئيس التنفيذي لـ”فيزا” رايان ماكينيرني، والمدير التنفيذي لـ”فيديكس” راجيش سوبرامانيام، ورئيس “أمفينول” ريتشارد آدم نورويت، ورئيس “إستيه لاودير كوز” ستيفان دو لا فافري.

تعهد لي، الرجل الثاني في القيادة الصينية، بتحقيق نمو مستقر وصحي، ما سيخلق المزيد من الفرص للشركات الأجنبية، سواء كانت أميركية أو من دول أخرى. ولفت لي إلى أن “الصين ستبذل كل جهد ممكن لضمان قدر أكبر من الوضوح في نمو الشركات الأجنبية، بغض النظر عن التغيرات في البيئة الخارجية”.

وانضم إلى لي في الاجتماع وزير التجارة الصيني وانغ ونتاو، وسفير الصين في الولايات المتحدة شيه فنغ، فضلاً عن مسؤولين آخرين، وفقاً للمنظمة التي استضافت الاجتماع.

عقبات على طريق إعادة ضبط العلاقات الأميركية الصينية

وجّه وانغ في وقت سابق من الأسبوع ممثلي 10 شركات صينية تمارس نشاطها في الولايات المتحدة بتجنب مواصلة حرب الأسعار هناك، في إشارة إلى حرص بكين على الحفاظ على هدنة تجارية هشة جرى التوصل إليها مع واشنطن.

اقرأ أيضاً: الصين تغرق العالم بصادرات رخيصة بعد رسوم ترمب

طالما انتقدت إدارة ترمب اختلال ميزان تدفق البضائع بين الاقتصادين، واتهمت الصين بتقويض القاعدة الصناعية الأميركية عبر إغراق البلاد بالمنتجات الرخيصة.

تشير موجة الجهود الدبلوماسية في الآونة الأخيرة إلى جهد مشترك لتهدئة التوترات، رغم استمرار العديد من التحديات؛ فالاتفاق حول “تيك توك” بحد ذاته لا يزال قيد التدقيق من المشرعين الأميركيين، الذين يساورهم الشك في أن الصيغة المطروحة للصفقة تستوفي شروط قانون صدر في 2024 يفرض على “بايت دانس” تقليص حصتها المسيطرة وإما مواجهة الحظر.

إضافة إلى قائمة العقبات المحتملة أمام إعادة ضبط العلاقات الثنائية، قال مشرع أميركي التقى مسؤولين صينيين في بكين هذا الأسبوع إن الخلاف حول سيطرة الصين على إمدادات المعادن الأرضية النادرة لم يُحل بعد. كما دعا الوفد الأميركي، برئاسة آدم سميث- العضو الديمقراطي في مجلس النواب الأميركي عن ولاية واشنطن- إلى بذل مزيد من الجهود لمنع تدفق مخدر الفنتانيل، وخفض الحواجز غير الجمركية أمام الصادرات الأميركية إلى الصين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *