اخر الاخبار

الاقتصاد السوري يبدأ مسار التعافي بعد 10 أيام من سقوط الأسد

بعد 10 أيام من سقوط نظام بشار الأسد، بدأ تدفق الدماء في شرايين الاقتصاد السوري، ليعلن المصرف المركزي عن إعادة تشغيل أجهزة الصراف الآلي، فضلاً عن انتعاش سعر صرف الليرة لتتداول عند مستويات ما قبل سقوط الأسد، كما استأنفت المطارات الرئيسية في سوريا عملها، وعادت الشاحنات القادمة من الأردن لدخول الأراضي السورية وسط مطالب بإعادة النظر في العقوبات لتيسير إعادة الإعمار.

إعادة تشغيل أجهزة الصراف الآلي

أعلن مصرف سوريا المركزي، الأربعاء، إعادة تشغيل أجهزة الصراف الآلي مع إضافة ‏خدمات الدفع الإلكتروني، داعياً المواطنين إلى التعاون مع المصارف ‏للحصول على مستحقاتهم المضمونة قانونياً.

وذكر المركزي، في بيان، نشره عبر قناته على ‏”تليغرام”، إنه تم توجيه المصارف العاملة بمتابعة عمليات ‏السحب بما فيها السحب عبر أجهزة الصراف الآلي خلال اليومين الماضيين.‏ مشيراً إلى أن هذه الخطوة تأتي بعد المتغيرات ‏الاقتصادية الأخيرة المتعلّقة بعملية التحرير ورغبةً في مراقبة وضبط ‏السيولة النقدية في السوق.

وأكد المركزي أن الإجراءات الحالية مؤقتة، وستتم إزالتها تدريجياً بهدف ‏الوصول إلى خدمات مصرفية متكاملة تلبي احتياجات المتعاملين.‏

الليرة السورية ترتفع 45% بعد سقوط الأسد

قفز سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأميركي، ليعود سريعاً للمستويات التي كان عليها قبل سقوط نظام بشار الأسد، في وقت تشير تقديرات إلى أن مخزون البلاد من الذهب لدى البنك المركزي يبلغ 26 طناً، فيما يصل احتياطي النقد الأجنبي إلى 200 مليون دولار فقط.

خلال 10 أيام على رحيل الرئيس السابق، صعدت العملة السورية بما يزيد عن 45% تقريباً إلى متوسط بلغ 16 ألف مقابل الدولار الأميركي، بعد أن هوت عشية دخول قوات المعارضة إلى دمشق حتى متوسط 30 ألفاً، بحسب ما أفاد مراسلو “الشرق”.

وفقاً للأسعار المرسلة من مصرف سورية المركزي للصرافين، تراوح سعر العملة بين 16200 و16 ألفاً للدولار يوم الثلاثاء.

وصل حجم الناتج المحلي الإجمالي في سوريا إلى 67.5 مليار دولار في 2011، لتبدأ بعد ذلك رحلة هبوطٍ دراماتيكي جعلته يصل إلى 9 مليارات دولار في 2021، وفق أحدث البيانات المتاحة من البنك الدولي.

عودة الحركة الجوية

استأنفت المطارات الرئيسية في سوريا عملها لأول مرة منذ سقوط نظام بشار الأسد، ليعود أحد مظاهر الحياة الطبيعية إلى البلد التي مزقتها الحرب. إذ استقبل مطار حلب الدولي، الأربعاء، أول طائرة مدنية، قادمة من مطار دمشق، منذ سقوط نظام بشار الأسد.

طائرة تابعة لخطوط “السورية للطيران” من طراز YK-AKH أقلعت من مطار دمشق إلى مطار حلب، الأربعاء، وقال مسؤول بمطار دمشق في تصريحات لـ”الشرق”، إن الرحلة التي أقلعت إلى حلب كان على متنها ما يزيد عن 40 مسافراً، فيما جرى شراء التذاكر من مناطق داخل مدينة دمشق.

وأضاف أن مطاري دمشق وحلب ليسا الوحيدين، بل أن مطاريْ اللاذقية والقامشلي يعملان أيضاً، موضحاً أن تسيير الرحلات سيتم على حسب الطلب والإمكانات المتاحة في الوقت الحالي.

وكانت المطارات الرئيسية في سوريا علّقت عملياتها الجوية عقب انهيار نظام الأسد، ما أدى إلى توقف الرحلات الجوية القليلة المتبقية التي كانت تحافظ على مستوى متواضع من الربط الجوي مع العالم خلال العقد الماضي.

ومن المتوقع أن يرتفع نشاط حركة السفر في الفترة المقبلة، خاصة وسط توقعات بعودة السوريين إلى بلادهم. قالت ريما جاموس إمسيس مديرة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الثلاثاء، إن نحو مليون لاجئ سوري من المتوقع أن يعودوا إلى بلدهم في الأشهر الستة الأولى من 2025.

إعادة النظر في العقوبات

وعلى الصعيد الدولي، طالب الاتحاد الأوروبي بإعادة النظر في العقوبات على سوريا لتيسير إعادة الإعمار، إذ قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، الأربعاء، إن التكتل سيكثف المحادثات مع هيئة تحرير الشام والفصائل الأخرى في سوريا، مشددة على ضرورة إعادة النظر في العقوبات المفروضة على سوريا من أجل تيسير عملية إعادة الإعمار.

قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، جير بيدرسن، أمام مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، إن التحرك الملموس نحو انتقال سياسي شامل في سوريا سيكون مهماً لضمان حصول البلاد على الدعم الاقتصادي الذي تحتاجه. وأضاف بيدرسن: “هناك استعداد دولي واضح للمشاركة.. الاحتياجات هائلة ولا يمكن معالجتها إلا بدعم واسع النطاق، بما في ذلك إنهاء سلس للعقوبات، واتخاذ إجراءات ملائمة بشأن تصنيف (الجماعات) أيضاً، وإعادة الإعمار الكامل”.

وفي سياق مواز، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى ضرورة تعاون المجتمع الدولي خلال مرحلة إعادة إعمار سوريا، بعد إطاحة الفصائل المسلحة بنظام الرئيس السابق بشار الأسد.

ونقلت وكالة “الأناضول” للأنباء عن أردوغان قوله خلال لقاء مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني: “تركيا تكافح التنظيمات الإرهابية لحماية أمنها القومي وإنهاء حالة عدم الاستقرار في سوريا بأسرع وقت”.

فرضت الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي ودول أخرى عقوبات صارمة على سوريا بعد أن تحولت “حملة الأسد” إلى قمع الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في 2011 إلى حرب أهلية. لكن الواقع الجديد في سوريا أصبح أكثر تعقيداً بسبب العقوبات المفروضة على جماعة “هيئة تحرير الشام”، بسبب تبعيتها في السابق لتنظيم “القاعدة”.

النشاط التجاري

قال وزير الصناعة الأردني، يعرب القضاة، الثلاثاء، إنه “سيسمح للشاحنات الأردنية بالدخول إلى داخل الأراضي السورية، اعتباراً من صباح الأربعاء عبر معبر جابر الحدودي”.

وأضاف القضاة، لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن “قرار دخول الشاحنات للأراضي السورية، سيساعد في انسياب البضائع وحركة الشحن بين الأردن وسوريا”. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *