“الاتحاد للطيران” تدرس بناء مخزون قطع غيار تجنباً لأزمات التوريد

تبحث شركة “الاتحاد للطيران” عن طريقة مبتكرة لتجاوز الاختناقات المستمرة في سلاسل التوريد التي طالما أعاقت صناعة الطيران، من خلال شراء مكونات مثل المقاعد بكميات كبيرة وتخزينها في مستودع محلي إلى حين الحاجة إليها.
تُنفذ الشركة الوطنية الواقع مقرها في أبوظبي خطة تحديث لأسطولها الحالي بقيمة مليار دولار بسبب تأخر تسليم الطائرات الجديدة. غير أن مواءمة تسليم المقاعد، وهي من أكثر مكونات المقصورة تعقيداً، مع دورة تحديث الطائرة قد يصبح أمراً مستحيلاً في ظل سجل الموردين المتسم بعدم الالتزام بالمواعيد، بحسب تصريحات الرئيس التنفيذي للشركة أنتونوالدو نيفيس.
قد يهمك: “الاتحاد للطيران” تجدد أسطولها بمليار دولار وسط تأخر الطائرات الجديدة
قال نيفيس في مقابلة في نيويورك: “لا يمكنني ببساطة أن أوقف خمس أو ست أو سبع طائرات، وتدمير شبكتي لمجرد تحديث الطائرات، فسيكون ذلك مكلفاً للغاية. نحن نقول: أعطوني جميع المقاعد اللازمة لتحديث نحو 50 طائرة خلال ثلاثة أشهر، وسأخزن المقاعد، ثم أستخدمها عندما لا يؤثر ذلك على شبكتي لإخراج هذه الطائرات من الخدمة”.
خطط “الاتحاد للطيران”
تعكس خطط “الاتحاد للطيران” محاولات قطاع الطيران التغلب على أحد أكبر عوائق النمو، وهو بطء تسليم الطائرات. عانت شركتا “إيرباص” و”بوينغ” لسنوات من إعادة خطوط إنتاجهما إلى المسار الصحيح بسبب نقص المكونات، والأعطال في الجودة بمصانعها. هذا أجبر شركات الطيران على تشغيل طائرات قديمة لفترات أطول، ما يستلزم أعمال صيانة مكلفة، أو تحديثات للمقصورة للحفاظ على حداثة الطائرات.
لا يزال العملاء ينتظرون طائرات جديدة مثل “بوينغ 777 إكس” المتأخرة نصف عقد عن الجدول الزمني. كما واجهت “إيرباص” صعوبات في تحقيق أهداف التسليم، بينما بدأت “بوينغ” في تحسين الإنتاج مجدداً بعد سنوات من الاضطرابات. تنفق شركة “طيران الإمارات” حوالي 5 مليارات دولار على تحديث طائراتها الحالية مثل “إيرباص A380″ العملاقة و”بوينغ 777” لتجاوز التأخير في تسلم الطرازات الجديدة، خاصة من الشركة الأميركية. هذه التحديثات تعرقلت أيضاً بسبب تأخر تسليم الأجزاء، ما أجبر شركات الطيران على إيقاف بعض الطائرات وإلغاء رحلات أو استئجار سعة إضافية قصيرة الأجل.
اقرأ المزيد: “الاتحاد للطيران” الإماراتية تزود الطائرات الأصغر بالرفاهية الكبيرة
أصبح تجديد المقصورات بمقاعد جديدة بمثابة أداة تسويقية مهمة لشركات الطيران، خصوصاً مع زيادة توجه المسافرين نحو المقاعد الأغلى مثل الدرجة السياحية الممتازة أو درجة رجال الأعمال. بينما تشهد بعض الأسواق تباطؤاً في حجوزات الدرجة السياحية، ترى “الاتحاد” طلباً مستمراً على السفر الفاخر في أسواق رئيسية مثل الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط، ما يجعل من الصعب على الشركة إخراج طائراتها من الخدمة، وفقاً لنيفيس.
اختناقات سلاسل التوريد
أضاف نيفيس أن العائق لا يكمن فقط في اختناقات سلاسل التوريد، إذ تتسبب متطلبات الحصول على الاعتمادات من جهات مثل “إدارة الطيران الفيدرالية” الأميركية ونظيرتها “وكالة سلامة الطيران الأوروبية” في تأخيرات متزايدة تؤثر على خطط النمو. وقال: “الاعتماد لم يتحسن، وهذا أمر محبط. كل شيء يستغرق وقتاً طويلاً، ولا نملك هذا الوقت، والزبائن لا يمكنهم الانتظار”.
أعلنت الشركة تحقيق أرباح قياسية بلغت 1.1 مليار درهم (306 ملايين دولار) في النصف الأول من العام، مدفوعة بالطلب على السفر والشحن. وبينما تستعد “الاتحاد”، المملوكة للدولة، لطرح عام أولي، أشار نيفيس إلى أن القرار بشأن توقيته بيد المساهم.
كجزء من خطتها للاستفادة من الطلب المستمر على السفر الفاخر، تعيد الشركة تشغيل طائرتين إضافيتين من طراز “إيرباص A380” ذات الطابقين. تتميز طائرة “الاتحاد” بخدمة “الإقامة” (The Residence) التي تضم ثلاث غرف تشمل سريراً مزدوجاً ومنطقة جلوس وكابينة للاستحمام.
اقرأ أيضاً: “الاتحاد” تعيد طائرات A380 للأجواء مع انتعاش الرحلات الفاخرة
كانت الشركة قد خططت سابقاً للتقاعد الدائم للطائرة ذات المحركات الأربعة لصالح طائرات أصغر وأكثر مرونة، لكنها أعادت بالفعل سبع طائرات إلى الخدمة. نقلت الشركة هذا الطراز إلى تورونتو من نيويورك بسبب قيود السعة في الأخيرة، رغم أن نيفيس أعرب عن رغبته في إعادة “A380” إلى الوجهات الأميركية في المستقبل.
مضاعفة أسطول “الاتحاد للطيران”
تتوقع الشركة مضاعفة أسطولها تقريباً ليصل إلى 200 طائرة خلال الأربع أو الخمس سنوات المقبلة، وفقاً لنيفيس. رغم ذلك، لا تعتزم الشركة تقديم طلبات ضخمة لشراء أساطيل كاملة، بل ستشتري الطائرات بشكل متدرج وفق الحاجة، بحسب الرئيس التنفيذي.
لا تتوقع الشركة أن يؤثر انسحاب شركة “ويز إير هولدينغز” (Wizz Air Holdings) من أبوظبي على حركة المرور إلى مركزها الرئيسي. قال نيفيس إن شركات أخرى، بما فيها مشروعها المشترك مع “العربية للطيران”، ستضيف أكثر من ضعف حركة المرور إلى المطار مقارنة بما ستسحبه “ويز”.
أعلنت “ويز إير” في يوليو أنها ستنسحب من أبوظبي بعد ست سنوات من العمليات، بسبب التحديات الجيوسياسية والتنظيمية والظروف الجوية غير الملائمة لمحركاتها، ما أدى إلى تكاليف إضافية.