اخر الاخبار

الاتحاد الأوروبي يعتزم تسريع محادثات التجارة مع الولايات المتحدة

قال الاتحاد الأوروبي إنه وافق على تسريع وتيرة المفاوضات مع الولايات المتحدة لتفادي اندلاع حرب تجارية عبر الأطلسي، في إشارة إلى نهج أكثر وداً بعد أيام فقط من انتقاد الرئيس دونالد ترمب للتكتل، متهماً إياه باستغلال الولايات المتحدة وبالتباطؤ في إجراء المحادثات.

صرحت بولا بينو، المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية، للصحفيين يوم الإثنين، بعد يوم من المكالمة الهاتفية بين رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين وترمب: “هناك الآن قوة دفع جديدة للمفاوضات”، مضيفة: “اتفق الطرفان على تسريع المفاوضات التجارية والبقاء على تواصل وثيق”.

بعد المكالمة مع  فون دير لاين، مدّد ترمب الموعد النهائي لفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي لأكثر من شهر، إلى التاسع من يوليو، لإتاحة مزيد من الوقت للمفاوضات. قال ترمب للصحافيين يوم الأحد: “أجرينا مكالمة لطيفة جداً، ووافقت على تأجيل الموعد”.

عراقيل مفاوضات التجارة مع أميركا

حتى الآن، اصطدمت المفاوضات بعدد كبير من العراقيل، دون وجود مسار واضح نحو حل وسط يرضي الجانبين. اشتكى الأوروبيون من أن مطالب الولايات المتحدة ليست واضحة، بل ومن غير المعروف من يتحدث باسم الرئيس الأميركي، بينما قالت واشنطن إن الاتحاد الأوروبي يستهدف الشركات الأميركية بشكل غير عادل من خلال الدعاوى القضائية والتشريعات التنظيمية.

كان من المقرر أن يجري مفوض التجارة الأوروبي ماروش شيفتشوفيتش محادثات مع وزير التجارة الأميركي هاوارد لوتنيك يوم الإثنين. كما كان من المزمع أن يعقد سفراء الاتحاد الأوروبي اجتماعاً طارئاً في اليوم نفسه لمناقشة آخر المستجدات مع المفوضية.

سجلت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية والأوروبية ارتفاعاً بالتزامن مع مكاسب في الأسواق الآسيوية يوم الإثنين، فيما شهد الدولار تقلبات بعد أن هبط إلى أدنى مستوى له منذ ديسمبر 2023.

تشير تقديرات إلى أن تهديد ترمب بفرض رسوم بنسبة 50% قد يطال تجارة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بقيمة 321 مليار دولار، ما قد يخفض الناتج المحلي الإجمالي الأميركي بنحو 0.6%، ويرفع الأسعار بأكثر من 0.3%، وفقاً لحسابات “بلومبرغ إيكونوميكس”.

بعد تبادل أولي للوثائق، رفضت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي مقترحاً أرسلته المفوضية الأوروبية، التي تتولى ملفات التجارة نيابة عن الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد. وكان الاتحاد قد عرض إزالة الرسوم الجمركية على السلع الصناعية بشكل مشترك، وتعزيز دخول بعض المنتجات الزراعية الأميركية، والتعاون في تطوير مراكز بيانات للذكاء الاصطناعي، وفقاً لما نقلته “بلومبرغ”.

على الرغم من تأكيد الاتحاد الأوروبي أن أولوية التكتل هي التوصل إلى حل تفاوضي مع واشنطن، فإن التكتل في الوقت نفسه يستعد للرد إذا اقتضت الحاجة.

رسوم انتقامية

وافق الاتحاد الأوروبي على فرض رسوم جمركية على واردات أميركية بقيمة 21 مليار يورو (23.9 مليار دولار)، رداً على رسوم المعادن التي فرضها ترمب، ويمكن تنفيذ هذه الإجراءات بسرعة.

وتستهدف هذه الرسوم ولايات أميركية حساسة سياسياً، وتشمل منتجات مثل فول الصويا من ولاية لويزيانا، مسقط رأس رئيس مجلس النواب مايك جونسون، إلى جانب منتجات زراعية، ولحوم الدواجن، ودراجات نارية.

كما يجهز الاتحاد قائمة إضافية من الرسوم الجمركية على منتجات أميركية بقيمة 95 مليار يورو. وتشمل هذه التدابير، التي تأتي رداً على رسوم ترمب “المتبادلة” ورسوم السيارات، سلعاً صناعية من بينها طائرات شركة “بوينغ”، وسيارات أميركية الصنع و”البوربون”.

في ظل اقتراب الموعد النهائي، دعت بعض الدول الأعضاء إلى التحلي بالهدوء. قالت وزيرة الاقتصاد الألمانية كاثرينا رايش إن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة “يحتاجان إلى التهدئة” قبل استئناف المحادثات.

أضافت رايش خلال مشاركتها في فعالية نظمتها صحيفة “هاندلسبلات” في مدينة هايلبرون الألمانية يوم الإثنين: “نحن بحاجة إلى إيجاد أرضية مشتركة. هذا يجب أن يكون الهدف”. لكنها شددت في الوقت نفسه على أن الولايات المتحدة يجب أن تدرك أن الرسوم الجمركية تضر بها أيضاً. وتابعت: “لا يزال أمامنا ستة أسابيع للتوصل إلى حل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *