الإنفاق على الذكاء الاصطناعي يثقل كاهل “ميتا” ويهز ثقة المستثمرين

قالت شركة “ميتا بلاتفورمز” إنها تتوقع زيادة كبيرة في إجمالي نفقاتها خلال عام 2026، مؤكدة أنها ستواصل الإنفاق بمستويات تاريخية على مراكز البيانات والمعدات اللازمة لدعم جهودها في مجال الذكاء الاصطناعي، ما أدى إلى تراجع أسهمها في تعاملات ما بعد الإغلاق.
أوضحت الشركة في بيانها أن صافي الدخل خلال الربع الثالث بلغ 2.71 مليار دولار، متضمناً رسماً ضريبياً لمرة واحدة وغير نقدي بقيمة 15.9 مليار دولار ناتجاً عن تطبيق قانون الضرائب الذي تم توقيعه في يوليو. وبدون هذا البند المحاسبي، كان صافي الدخل سيرتفع بنسبة 19% ليصل إلى 18.6 مليار دولار.
وسجلت “ميتا” مبيعات بلغت 51.2 مليار دولار في الربع الثالث، متجاوزة متوسط توقعات المحللين البالغ 49.6 مليار دولار.
تستخدم الشركة أرباحها من الإعلانات لتمويل طموحاتها في الذكاء الاصطناعي، لكنها تواجه مخاوف المستثمرين من أن يؤدي تباطؤ مبيعات الإعلانات إلى الحد من الحماس تجاه رؤية الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ طويلة الأمد في هذا المجال، رغم تأكيدها بأن الاستثمارات تؤتي ثمارها من خلال مساعدتها على تحسين استهداف الإعلانات والمحتوى.
يتعرض زوكربيرغ لضغوط لإثبات أن التزامه باستثمار مئات المليارات من الدولارات في الذكاء الاصطناعي قبل نهاية العقد سيحقق عوائد ضخمة لاحقاً.
اقرأ أيضاً: ترمب: “ميتا” ستنفق 50 مليار دولار لإنشاء مركز بيانات لويزيانا
وبينما تواصل الشركة بناء مراكز البيانات واستقطاب المواهب بتكاليف مرتفعة، فإنها تعمل في الوقت نفسه على خفض النفقات في بعض الجوانب. ففي الأسبوع الماضي، سرّحت “ميتا” 600 موظف من وحدة الذكاء الاصطناعي التابعة لها “ميتا سوبر إنتيليجنس لابز” (Meta Superintelligence Labs) في محاولة لتحسين الكفاءة.
نفقات رأسمالية قياسية وتوجيهات حذرة للأرباح المقبلة
توقعت الشركة أن تتراوح إيرادات الربع الرابع بين 56 و59 مليار دولار، مقارنة بمتوسط تقديرات المحللين البالغ 57.4 مليار دولار وفقاً لبيانات جمعتها “بلومبرغ”، مشيرة إلى أن نحو 98% من إيراداتها تأتي من الإعلانات.
وقال جيسي كوهين، كبير المحللين في موقع “إنفستينغ دوت كوم” (Investing.com)، في تعليق عبر البريد الإلكتروني: “تكشف أرباح ميتا عن التوتر المتزايد بين استثمارات الشركة الضخمة في بنية الذكاء الاصطناعي التحتية وتوقعات المستثمرين لتحقيق عوائد قريبة الأجل”.
وأضاف أن “ارتفاع الإنفاق المرتبط بالذكاء الاصطناعي والتوجيه الحذر للأداء المستقبلي، إلى جانب التعديلات الضريبية غير النقدية، تبرز التحديات التي تواجه ميتا في الموازنة بين التموضع الاستراتيجي طويل الأمد والربحية قصيرة المدى التي يطالب بها المستثمرون من شركات التكنولوجيا الكبرى”.
اقرأ أيضاً: “ميتا” تبني مراكز بيانات عملاقة لدعم جهود الذكاء الاصطناعي
وقالت الشركة إن إنفاقها الرأسمالي لعام 2025 سيتراوح بين 70 و72 مليار دولار، بزيادة طفيفة عن الحد الأدنى لتوقعاتها السابقة البالغة 66 مليار دولار.
الاستثمار بقوة لتلبية احتياجات الذكاء الاصطناعي
المديرة المالية سوزان لي نبهت في البيان إلى أنه “مع بدء التخطيط للعام المقبل، أصبح واضحاً أن احتياجاتنا الحوسبية تزداد بوتيرة تفوق توقعاتنا في الربع السابق”.
وأضافت: “ما زلنا نعمل على تحديد خططنا للقدرات، لكننا نتوقع الاستثمار بقوة لتلبية هذه الاحتياجات، من خلال بناء البنية التحتية الخاصة بنا والتعاقد مع مزودي خدمات سحابية خارجيين، ما سيزيد من الضغط التصاعدي على النفقات الرأسمالية والمصاريف العامة في العام المقبل”.
اقرأ أيضاً: ميتا و”بلو أول” بصدد إبرام صفقة مراكز بيانات بـ30 مليار دولار
وقال زوكربيرغ في مكالمة مع المستثمرين إن “ميتا” تسعى إلى “تسريع وتيرة بناء القدرات الحاسوبية”، وذلك بهدف امتلاك قدرات حوسبة رائدة في هذا المجال لدعم أجندتها في مجال الذكاء الاصطناعي.
خسائر “رياليتي لابس” تتواصل وسط ضعف الإيرادات
في غضون ذلك، لا تزال وحدة الأجهزة المعززة بالذكاء الاصطناعي التابعة للشركة، والمعروفة باسم “رياليتي لابس”، تسجّل خسائر كبيرة، إذ بلغت خسائر التشغيل 4.4 مليار دولار في الربع الثالث، مقابل إيرادات بلغت 470 مليون دولار فقط.
وأشارت الشركة إلى أنها تتوقع انخفاض الإيرادات السنوية للوحدة في الربع الرابع، بسبب قيام شركائها في قطاع التجزئة بشراء نظارات “كويست” خلال هذا الربع استعداداً لموسم العطلات.
وتراجعت أسهم الشركة، التي تتخذ من “مينلو بارك” في كاليفورنيا مقراً لها، بنسبة 6.5% في تعاملات ما بعد الإغلاق يوم الأربعاء بعد أن أغلقت عند 751.67 دولار، رغم ارتفاعها بنسبة 28% منذ بداية العام حتى الإغلاق الأخير.



