الأسواق العربية تتكبد خسائر مع امتداد موجة البيع من أميركا إلى آسيا

تراجعت الأسواق العربية اليوم الثلاثاء، تأثراً بموجة بيع عالمية للأسهم في الأسواق الأميركية والآسيوية، في ظل مخاوف إزاء وضع الاقتصاد الأميركي، وتأثيرات التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترمب على العديد من الدول.
كان سوق دبي المالي الأكثر تراجعاً بين أسواق الخليج، وهبط سوقا السعودية وأبوظبي بنسبة تجاوز 1%. كما تراجع مؤشر بورصة مصر ما يقل عن 1%.
تغير معنويات المستثمرين
“إذا كنا أمام سوق هابطة على المستوى الدولي، فلا يُعتقد أن أسواق الخليج ستكون حصينة من هذا الوضع.. إذ أنها منسجمة مع أداء تلك الأسواق في الوقت الحالي بشكل أكبر مقارنة مع السنوات الماضية” بحسب ما قاله فيصل حسن، رئيس قسم الاستثمارات في شركة “المال كابيتال” في مقابلة مع “الشرق”، عازياً ذلك إلى ردود فعل المستثمرين الأجانب في تلك الأسواق، وتحديداً ما يخص محافظهم على المستوى الدولي.
ووصف حسن الوضع في السوق بأنه يشهد عملية تصحيح كبيرة مع تغير في المعنويات، إذ يسعى الأفراد والمؤسسات لبيع الأسهم وحيازة السيولة. وأضاف “مع عمليات بيعية واسعة النطاق دولياً، ومعنويات سلبية تجاه أسهم المنطقة، سيكون من الصعب وقف التراجع”.
لكنه أشار أن الشركات التي تقدم توزيعات نقدية مرتفعة للمساهمين، وتتمتع بالربحية، وتستفيد من النمو في القطاع غير النفطي، لا سيما في السعودية والإمارات، ستظل تحفز المستثمرين على الشراء، لكن مع انتظار الفرصة السانحة عند مستوى سعري أدنى.
وحول دور محتمل لصناديق الثروة السيادية في دعم أسواق الأسهم، قال حسن إن الصناديق السيادية في المنطقة منكشفة على أسواق الأسهم، لذا ربما تقتنص الفرصة وتشتري أسهماً في بعض الشركات عند مستويات سعرية متدنية.
انخفضت الأسهم الآسيوية لأدنى مستوى في خمسة أسابيع بعد أن سجل المؤشر “ناسداك 100” أسوأ أداء يومي منذ 2022. لكن مؤشرات الأسهم في هونغ كونغ والصين قلصت خسائرها في وقت لاحق.
يتحول المزاج العام في السوق العالمية إلى السلبية مع تزايد قلق المستثمرين من توقف نمو الاقتصاد الأميركي، بعد أن بدأ الرئيس ترمب حرباً تجارية، واستمر في تقليص الإنفاق الحكومي، بينما يقلِب علاقات جيوسياسية تعود لعقود. ويعد هذا التحول في المزاج لافتاً للنظر بعد أقل من شهرين على تولي ترمب الرئاسة، والتي كانت قد لاقت ترحيباً في “وول ستريت”، مما دفع الأسهم وبتكوين والدولار للارتفاع.
هل يحدث ركود أميركي؟
قالت جينا بولفين، رئيسة مجموعة “بولفين” لإدارة الثروات لـ”بلومبرغ”: “انتقلنا من حماس الأسواق إلى التساؤل عن احتمالات حدوث ركود”. وأضافت: “السوق الآن تتأثر بالعناوين الرئيسية، وهي سوق قد تتغير في ساعة. تمسكوا بمراكزكم، واستعدوا للمزيد. أخيراً حصلنا على التصحيح الذي كنا ننتظره، وسيُكافأ المستثمرون طويلو الأجل مجدداً”.
خفض استراتيجيون من “سيتي غروب” تصنيف الأسهم الأميركية إلى محايد بدلاً من مرتفع، بينما رفعوا تصنيف الصين إلى مرتفع، قائلين إن الأسهم الاستثنائية الأميركية أصبحت، على الأقل، في فترة توقف. ورفع “سيتي” تصنيف الصين إلى مرتفع، نظرا لأن البلاد تظل جذابة حتى بعد الارتفاع الذي شهدته الأسواق.
في وقت سابق، رفع استراتيجيون من “إتش إس بي سي” تصنيفهم للأسهم الأوروبية، باستثناء المملكة المتحدة، إلى مرتفع من منخفض، مع توقعهم أن يكون التحفيز المالي في منطقة اليورو “مغيرا محتملاً للعبة”.
في الولايات المتحدة يوم الإثنين، انخفض مؤشر “إس أند بي 500” بنسبة 2.7%، وفقد مؤشر “ناسداك 100” نسبة 3.8%. في قطاع الشركات الكبرى، تراجعت “تسلا” بنسبة 15%، بينما دفعت شركة “إنفيديا” مؤشرا مهماً لأسهم شركات الرقائق إلى أدنى مستوى له منذ أبريل.