اخر الاخبار

الأسواق العالمية تواصل خسائرها وسط ترقب لرسوم ترمب المقبلة

تراجعت الأسهم العالمية لليوم الرابع على التوالي، وسط ترقب لإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن جولة جديدة من الرسوم الجمركية، وتصاعد المخاوف بشأن تداعيات حرب تجارية عالمية محتملة على الاقتصاد.

انخفض مؤشر “نيكاي 225” الياباني إلى أدنى مستوياته منذ أكثر من ستة أشهر، كما تراجعت المؤشرات في كوريا الجنوبية وأستراليا عند الافتتاح، إلى جانب العقود الآجلة للأسهم الأميركية والأوروبية. في المقابل، سجل الذهب مستوى قياسياً جديداً، وتراجعت عوائد سندات الخزانة الأميركية، مدفوعة بالطلب على الملاذات الآمنة.

جاءت هذه التطورات بعد بيانات أظهرت تراجعاً حاداً في ثقة المستهلك الأميركي، وضعفاً في الإنفاق، وارتفاعاً في الأسعار، ما دفع بأسهم الولايات المتحدة للهبوط يوم الجمعة. ويتوقع أن تشهد الأسواق مزيداً من التقلب هذا الأسبوع، بالتزامن مع نهاية الربع الأول من العام، وإعلان ترمب المرتقب عن “الرسوم المتبادلة” يوم الأربعاء.

ويتوقع خبراء الاقتصاد في مجموعة “غولدمان ساكس” أن يُقدم الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة ثلاث مرات هذا العام، في ظل تأثير الرسوم الجمركية على النمو الاقتصادي وارتفاع معدلات البطالة.

وقالت كاترينا إيل، مديرة البحوث الاقتصادية في “موديز أناليتكس”: “كل هذه التغييرات العشوائية والعدوانية في السياسات التي نشهدها من إدارة ترمب، لها تأثيرات سلبية على الاقتصاد. ولهذا السبب نرى تصاعداً سريعاً في التوقعات بحدوث ركود اقتصادي أميركي. إنها صورة مقلقة”.

تصعيد تجاري مرتقب وتقلبات حادة في الأسواق الآسيوية

أكد ترمب أنه يعتزم إطلاق حملة الرسوم المتبادلة ضد “جميع الدول”، ما نفى التكهنات بأنه سيكتفي بمجموعة محدودة من الدول عند الإعلان الرسمي في 2 أبريل.

ووصف الرئيس الأميركي هذا اليوم المنتظر بـ”يوم التحرير”، وكان قد صعّد الأسبوع الماضي من حدة الحرب التجارية عبر فرض رسوم بنسبة 25% على جميع السيارات غير المُصنّعة في الولايات المتحدة. وأشار سابقاً إلى أن الرسوم المتبادلة ستكون “متساهلة للغاية”.

وبحسب “بلومبرغ إيكونوميكس”، فإن مدى الضرر على الناتج المحلي الإجمالي الأميركي والأسعار على المدى الطويل، سيعتمد على حجم الرسوم المُعلنة، لا سيما إذا شملت زيادات كبيرة في الرسوم على الواردات من بعض الدول.

وقال ترمب إنه سيدرس فرض “رسوم ثانوية” على النفط الروسي والمشترين له إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا. وتُعد روسيا ثالث أكبر منتج للنفط في العالم، وقد يكون لهذا القرار تأثيرات بعيدة المدى على الاقتصاد العالمي، خاصة الصين والهند اللتين أصبحتا من أكبر المشترين.

وكتب كريس ويستون، رئيس البحوث في مجموعة “بيبر ستون” (Pepperstone) في ملبورن: “الأسواق الآن تحت رحمة سيل من الأخبار المرتبطة بالرسوم الجمركية”.

بيانات الصين تحت المجهر

في آسيا، سيركز المتداولون على بيانات نشاط المصانع في الصين، لمعرفة ما إذا كانت الحوافز الأخيرة تساعد في استقرار الاقتصاد. كما ستكون أسهم البنوك محل متابعة، إذ تخطط أربعة من أكبر البنوك المملوكة للدولة لجمع ما يصل إلى 72 مليار دولار من خلال طروحات خاصة لتعزيز رأسمالها، بعد ضغوط من بكين لبناء هوامش مالية أقوى تدعم الاقتصاد.

ومن المقرر أن تكون وزارة المالية الصينية المستثمر الأكبر في هذه العملية، حيث ستضخ 69 مليار دولار، مع إصدار أسهم جديدة بعلاوة تتراوح بين 8.8% و21.5% عن أسعار الإغلاق يوم الجمعة في شنغهاي.

أما السوق التايلاندية، فستُعاود نشاطها بعد تعليق التداول يوم الجمعة نتيجة زلزال في ميانمار أدى إلى إخلاء مبانٍ في فيتنام وتايلاندا المجاورتين. كما يُتوقع أن تشهد الأسهم الكورية الجنوبية تقلبات، مع إلغاء الحظر الذي استمر 17 شهراً على البيع على المكشوف.

هذا الأسبوع، يُرجح أن يبقي البنك المركزي الأسترالي سعر الفائدة من دون تغيير وسط حملة انتخابية وطنية مشحونة، في حين تنتظر الأسواق بيانات اقتصادية من أوروبا، إلى جانب أرقام الوظائف الأميركية في نهاية الأسبوع.

وكتب استراتيجيون في بنك “باركليز” بقيادة ثيمستوكليس فيوتاكيس في مذكرة للعملاء: “رغم تزايد القلق بشأن ضعف البيانات الأميركية الثانوية، فإن البيانات الرئيسية لا تزال صامدة إلى حد ما. وهذا ما يجعل بيانات الوظائف الشاغرة ومسح التوظيف المنتظرين هذا الأسبوع، بالغي الأهمية لتقييم الضرر الأساسي الذي قد يلحق بالاقتصاد الأميركي نتيجة عدم اليقين بشأن التعريفات الجمركية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *