تراجعت الأسهم الأميركية يوم الثلاثاء مع فقدان الزخم الذي شهدته، مع توقف المتداولين قبل أن يُستأنف الاحتياطي الفيدرالي، والذي من المتوقع على نطاق واسع، دورة خفض أسعار الفائدة.
أغلق مؤشرا “إس آند بي 500″ و”ناسداك 100” على انخفاض بنسبة 0.1% في نيويورك. وأنهى المؤشر القياسي للأسهم التكنولوجية سلسلة مكاسب استمرت تسع جلسات، وهي الأطول منذ نوفمبر 2023.
ارتفعت مبيعات التجزئة الأميركية في أغسطس للشهر الثالث على التوالي، في تقدم ملحوظ، مما يشير إلى مرونة الإنفاق الاستهلاكي.
اقرأ التفاصيل: مبيعات التجزئة الأميركية تفوق التوقعات في أغسطس وسط إنفاق قوي
أظهرت بيانات وزارة التجارة يوم الثلاثاء أن قيمة مشتريات التجزئة، غير المعدلة للتضخم، ارتفعت بنسبة 0.6% بعد ارتفاع مماثل في يوليو. وتجاوز هذا جميع التقديرات في استطلاع أجرته بلومبرغ لآراء الاقتصاديين. وباستثناء السيارات، ارتفعت المبيعات بنسبة 0.7%.
الأخبار الجيدة أخبار سيئة
قال كيفن جوردون، كبير استراتيجيي الاستثمار في شركة “تشارلز شواب”: “قد يكون هناك رد فعل من نوع “الأخبار الجيدة أخبار سيئة” مع ارتفاع مبيعات التجزئة الذي لا يدعم المزيد من التخفيضات من جانب الاحتياطي الفيدرالي”.
وأضاف أن التدهور الأخير في اتساع نطاق السوق قد يكون السبب وراء ضعف يوم الثلاثاء، وزاد قائلاً: “مع ذلك، في نهاية المطاف، أنا دائماً مؤمن بأن الأخبار الجيدة أخبار جيدة – والعكس صحيح – لذا ينبغي النظر إلى ارتفاع مبيعات التجزئة في نهاية المطاف بإيجابية على المدى الطويل”.
اقرأ أيضاً: ترمب يمدد مهلة “تيك توك” في الولايات المتحدة حتى 16 ديسمبر
في سياق التحركات الفردية، ارتفعت أسهم شركة “أوراكل” وسط تقرير يفيد بأن الشركة ستنضم إلى تحالف مستثمرين يسيطر على أعمال “تيك توك” في الولايات المتحدة، إلى جانب “سيلفر ليك” و”أندريسن هورويتز”. وارتفعت أسهم شركة “تسلا” حتى في ظل تحقيق تجريه هيئة تنظيم سلامة السيارات الأميركية بشأن عيوب في بعض أبواب سياراتها.
الاجتماع المنتظر للاحتياطي الفيدرالي
يبدأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي اجتماعه للسياسة النقدية، الذي يستمر يومين، يوم الثلاثاء، حيث يضع المتداولون في الحسبان تماماً خفضاً بمقدار ربع نقطة مئوية.
وأكد البيت الأبيض أنه سيستأنف قراراً قضائياً يمنع محاولة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إقالة ليزا كوك، محافظة مجلس الاحتياطي الفيدرالي، مما يُصعّد معركة قانونية ذات تداعيات كبيرة على البنك المركزي الأميركي.
اقرأ أيضاً: الفيدرالي الأميركي أمام مرآة التاريخ.. هل يطلق “المهمة الثالثة”؟
يتزايد القلق من أن سعي مؤشر “إس أند بي 500” لتحقيق أرقام قياسية تلو الأخرى يُهدد بالتحول إلى فقاعة، حيث يُشار إلى التقييم المرتفع للمؤشر غالباً كسبب للقلق.
لكن وفقاً لشركة “سيبورت ريسرش بارنتنر” (Seaport Research Partners)، فإن “بقية السوق هي التي بدأت تبدو مبالغاً في أسعارها. فقد ارتفع مؤشر شركات “S&P 500″، الذي يستثني قطاع التكنولوجيا، بنسبة 13% خلال العام الماضي، لكنه لم يشهد نمواً في الأرباح سوى بنسبة 6.4%، وفقاً لبيانات جمعتها “بلومبرغ أنتلجنس”.
مخاطر المدى القريب
“الارتفاع الذي دفع الأسهم الأميركية إلى مستويات قياسية قد يشهد اضطرابات في الأسابيع المقبلة قبل أن يختتم العام بنجاح”، بحسب سكوت روبنر من شركة “سيتاديل سيكيوريتيز” (Citadel Securities). وأوضح أن المخاطر على المدى القريب تشمل التقييمات المبالغ فيها، والتقلبات الموسمية، واحتمالية البيع من الصناديق التي تتبع الاتجاهات، مع أن أي ضعف محتمل من غير المرجح أن يستمر.
اقرأ أيضاً: أسبوع حاسم للسياسة النقدية العالمية.. “الفيدرالي” يتأهب لأول خفض للفائدة في عهد ترمب
أظهر أحدث استطلاع لـ”بنك أوف أميركا” أن 28% من مديري الصناديق العالمية يفضلون بشكل أكبر في الأسهم، وهي أعلى نسبة في سبعة أشهر. وأظهرت الآراء بشأن النمو أكبر تحسن منذ ما يقرب من عام، وفقاً لما ذكره كبير استراتيجيي الاستثمار مايكل هارتنت، حيث يتوقع 16% فقط من المستثمرين الآن أن يضعف الاقتصاد.
