الأسهم الأمريكية تمحو خسائرها مع ترقب أرباح شركات التكنولوجيا

قلصت الأسهم الأميركية خسائرها السابقة وسط عمليات شراء عند انخفاض الأسعار وتغطية مراكز البيع على المكشوف، وذلك قبل صدور نتائج أرباح بعض شركات التكنولوجيا الكبرى.
لم يشهد مؤشرا “إسي أند بي 500″ و”ناسداك 100” أي تغيير يُذكر. وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.3%. وتجاوز مؤشر “فيكس” (VIX)، وهو مؤشر لقياس التقلبات، مستوى 25.
تذبذبت الأسهم الأميركية بين المكاسب والخسائر وسط تزايد المخاوف بشأن التأثير المحتمل لسياسات الرئيس الأميركي دونالد ترمب التجارية، بعد أن انخفض مؤشر نشاط التصنيع في تكساس، الذي يحظى بمتابعة واسعة، إلى أدنى مستوى له منذ مايو 2020.
معاناة السوق من الأخبار التجارية
قالت سيما شاه، كبيرة الاستراتيجيين العالميين في “برينسيبال أسيت مانجمنت” (Principal Asset Management) إن “معاناة السوق تُعيد التأكيد على مدى تأثير عناوين الأخبار التجارية على الخطاب السائد، وتُشكّل أسهم التكنولوجيا قلب التيارات المتضاربة”، وأضافت أنه “في أسبوع حافل ببيانات الاقتصاد الكلي، يُؤثّر مؤشر دالاس الفيدرالي للتصنيع لشهر أبريل على مخاوف المستثمرين من تباطؤ اقتصادي وشيك”.
ولم ينل المتداولون توضيحات تُذكر من آخر عناوين الأخبار المتعلقة بالرسوم الجمركية. وصرح وزير الخزانة سكوت بيسنت لشبكة “سي إن بي سي” بأن إدارة ترمب “تلقت من العديد من الدول مقترحات ممتازة”، دون أن يُقدّم أي معلومات عن صفقات مُحددة.
قال آدم باركر، مؤسس شركة “تريفاريت ريسيرش” (Trivariate Research) إن “المستثمرون اتخذوا موقفاً حذراً بعدما لم يؤكد بيسنت وضع محادثات الرسوم الجمركية مع الصين، ومع ورود تقارير عن انخفاض الطلب وتأجيل المستوردين شحن البضائع إلى الولايات المتحدة، مما يشير إلى احتمال حدوث بعض صدمات العرض”.
لم تكن معنويات المخاطرة متساوية في سوق الأسهم. ارتفع مؤشر “راسل 2000” بنسبة 0.4%، متفوقاً على المؤشرات القياسية الأخرى. وارتفعت سلة أسهم التكنولوجيا الخاسرة لدى مجموعة “غولدمان ساكس” بنسبة 2.16%. وارتفعت سلة أسهم البنك الأكثر بيعاً على المكشوف بنسبة 1.34%.
لا يزال استراتيجيو البنوك الكبرى ومكاتب التداول منقسمين بشأن تحديد مراكزهم. ويتجه مكتب التداول لدى “جي بي مورغان” نحو التفاؤل التكتيكي تجاه الأسهم الأميركية، متوقعاً أن تستمر العوامل المواتية، بما في ذلك أرباح شركات التكنولوجيا الكبرى وإعلانات اتفاقيات التجارة، في دعم الأسهم بعد التراجع الأخير.
بالنسبة لخبراء الاستراتيجيات في “سيتي غروب”، فإن شركات النمو المدرجة في مؤشر “ناسداك 100” تشكل مكاناً أكثر أماناً للاحتماء من تقلبات السوق مقارنة بشركات مؤشر “راسل 2000″، والتي تتكون إلى حد كبير من الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم في الولايات المتحدة.
ضعف الدولار يدعم أرباح شركات التكنولوجيا الكبرى
يرى مايكل ويلسون، من “مورغان ستانلي” يرى أن ضُعف الدولار سيدعم أرباح الشركات الأميركية، مما سيساعد سوق الأسهم في نهاية المطاف على التفوق على بقية الأسواق العالمية. في الوقت الذي يُسلّط فيه العديد من استراتيجيي وول ستريت الضوء على نقاط الضعف الجديدة المحيطة بمفهوم “الاستثنائية الأميركية”، يبرز ويلسون برأيه بأن الولايات المتحدة تُمثّل رهاناً أفضل نسبياً. وأشار إلى نمو الأرباح الأقل تقلباً، وكون الشركات الأميركية تُعتبر ذات جودة أعلى كأسباب أخرى لرأيه.
راقب المتداولون عن كثب قطاع التكنولوجيا يوم الاثنين بعد أن ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن شركة “هواوي تكنولوجيز” الصينية تستعد لاختبار معالج ذكاء اصطناعي جديد وقوي، تأمل الشركة أن يحل محل بعض المنتجات التي تُصنّعها شركة “إنفيديا” الأميركية.
من بين الشركات الأخرى التي ستصدر بياناتها بعد انتهاء التداول شركة صناعة الرقائق “إن إكس بي سوميكونداكترز” (NXP Semiconductors NV)، وشركة توزيع المعدات الصناعية “روبر تكنولوجيز” (Roper Technologies)، من بين شركات أخرى. سيتابع المستثمرون أي معلومات جديدة حول تأثير سياسة التعريفات الجمركية على الأعمال.
توقعات بأرباح الشركات التكنولوجيا الكبرى بنسبة 15%
مع تبقي ثلاثة أيام تداول هذا الشهر، انخفض مؤشر “إس أند بي 500” بنسبة 1.4% حتى الآن في أبريل، بينما ارتفع مؤشر “ناسداك 100” بنسبة 0.8%.
ستُعلن شركات “مايكروسوفت” و”آبل” و”ميتا بلاتفورمز” و”أمازون” نتائجها الفصلية لهذا الأسبوع في سوق مهووسة بكل تطورات الحرب التجارية التي أفقدت االمؤشر 5.5 تريليون دولار. ويتوقع المحللون أن تحقق شركات التكنولوجيا السبع الكبرى نمواً في الأرباح بنسبة 15% في عام 2025، على الرغم من أجواء السوق غير المستقرة.
وينتظر المستثمرون أيضاً أحدث قراءة حكومية لسوق العمل يوم الجمعة.
وفي تحركات الأسهم الفردية، ارتفع سهم “بوينغ” بنسبة 2.44% بعد موافقة “إيرباص” على الاستحواذ على بعض الأصول والمواقع من شركة “سبيريت إيروسيستمز”، مما يُمهد الطريق لاستحواذ “بوينغ” على “سبيريت”. انخفض سهم شركة “إيلي ليلي” (Eli Lilly) بنسبة 0.8% بعد تخفيض تصنيفها الائتماني مرتين – وهو ما يعادل البيع – من توصية شراء لدى بنك “إتش إس بي سي”، حيث قال محللون إن نسبة المخاطرة إلى العائد لدى شركة الأدوية “غير جذابة”.
وارتفعت أسهم شركة” بلغ باور” (Plug Power) بنسبة 46%، وهو أعلى مستوى لها خلال اليوم منذ عام 2017، بعد أن أعلنت شركة الطاقة الهيدروجينية عن اتفاقية تسهيل ائتماني جديدة تصل إلى 525 مليون دولار، وعن نتائجها الأولية للربع الأول، وعن مركز السيولة لديها.