انخفضت الأسهم الآسيوية مع العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم، بينما يتدافع المستثمرون إلى الأصول الآمنة، بعد أن هاجمت إسرائيل مواقع البرنامج النووي الإيراني، في تصعيد كبير للتوترات في الشرق الأوسط. وقفز النفط الخام بما يصل إلى 9.3%.
تراجعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية بنحو 1.5%، بينما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن العملية “ستستمر لعدد الأيام الذي يلزم لإزالة هذا التهديد”.
وانخفضت الأسهم الآسيوية بنسبة 0.4%. وارتفعت سندات الخزانة الأميركية مع انخفاض العائد على السندات لأجل 10 سنوات بثلاث نقاط أساس إلى 4.33%. وصعد الين بنسبة 0.2% إلى 143.16 مقابل الدولار، وارتفع الذهب بأكثر من 1%. وقادت “بتكوين” و”إيثر” تراجع العملات المشفرة.
تداول خام “غرب تكساس” الوسيط عند 73.39 دولاراً للبرميل، بزيادة 28% عن أدنى مستوى سجله في أوائل مايو. ويتجه النفط لتحقيق أكبر مكاسب أسبوعية منذ 2022.
بدّدت هذه التحركات خسائر العام، والتي جاءت مدفوعة بتداعيات التوترات التجارية العالمية وقرار “أوبك+” بإعادة تشغيل قدرات إنتاج معطّلة بوتيرة أسرع من المتوقع.
“جرس إنذار صارخ”
هاجمت إسرائيل إيران في تصعيد كبير في المواجهة حول برنامج طهران النووي. جاءت هذه الخطوة وسط تجدد التساؤلات حول الجهود الدبلوماسية الرامية إلى حل التوترات بشأن البرنامج النووي الإيراني.
من المقرر أن يعقد المفاوضون الأميركيون والإيرانيون جولة سادسة من المحادثات في سلطنة عُمان يوم الأحد، لكن الرئيس دونالد ترمب قال هذا الأسبوع إنه يشعر بثقة أقل بشأن فرص التوصل إلى اتفاق.
قالت هيبي تشين، محللة الأسواق لدى “فانتج ماركتس” في ملبورن: “هذا الهجوم مرشح لترك صدى في الأسواق العالمية، ليس فقط كنقطة ساخنة جيوسياسية، بل باعتباره جرس إنذار صارخ”.
وأضافت: “على المستثمرين الآن مواجهة تهديد متزايد من توترات متعددة الجبهات، حيث تتقاطع الحروب الساخنة المحتملة مع الحروب التجارية المتصاعدة، مما يعيد تشكيل معنويات المخاطرة في الوقت الفعلي”.
إسرائيل تعلن حالة الطوارئ
أعلنت إسرائيل حالة طوارئ بعد تنفيذ “الضربات الوقائية”، بحسب ما قال وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس.
جاءت خطوة إسرائيل بعد تحذيرات متكررة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن ضرب إيران وشلّ برنامجها النووي. في وقت سابق يوم الخميس، قالت إيران إنها ستدشن منشأة جديدة لتخصيب اليورانيوم رداً على اللوم الذي وجهته “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” إلى برنامجها النووي.
تشارك إسرائيل بالفعل في عملية عسكرية كبرى في غزة، حيث تقصف وتحاصر السكان المدنيين منذ 20 شهراً، في مسعى لتدمير “حماس” عقب الهجوم الدموي الذي شنّته الجماعة على الدولة في 7 أكتوبر 2023.
علاوة المخاطر الجيوسياسية
قالت تشارو تشانانا، كبيرة استراتيجيي الاستثمار لدى “ساكسو ماركتس”: “العناوين حول الغارة الجوية الإسرائيلية داخل إيران أعادت إحياء علاوة المخاطر الجيوسياسية”.
وأضافت: “أي مؤشرات على رد انتقامي أو اضطراب في الإمدادات ستُبقي على ارتفاع حالة التقلبات، وتدفع بأسعار النفط والأصول الآمنة إلى الأعلى”.
وقال وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، إن الولايات المتحدة ليست طرفاً في الضربات الجوية، وإن إسرائيل اتخذت إجراءً أحادياً ضد إيران.
ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.2% بعد أن تراجع في البداية عقب صدور التقارير. كانت العملة الأميركية سجلت أدنى مستوى لها في ثلاث سنوات يوم الخميس.
قال مارك كودمور، استراتيجي الاقتصاد الكلي في “بلومبرغ”: “الولايات المتحدة هي أكبر منتج للنفط في العالم. نظراً لأن الدولار الأميركي كان قد بلغ للتو مستوى منخفضاً جديداً في سنوات عدة، فقد جرى تنظيف مستويات وقف الخسائر على الجانب الهابط، وستتفاجأ السوق قصيرة الأجل بارتداد العملة، ما قد يجعل هذا الارتداد يتحول إلى صعود ذاتي الاستدامة”.
