اخر الاخبار

الأسهم الآسيوية ترتفع وسط ترقب لتفاصيل الاتفاق بين بكين وواشنطن

سجّلت الأسهم الآسيوية مكاسب متواضعة بعدما أبدى المسؤولون الأميركيون والصينيون نبرة متفائلة في ختام يومين من المحادثات الهادفة إلى تخفيف حدة التوترات التجارية. وكانت الأسهم في البر الرئيسي الصيني استثناءً بارزاً.

ارتفعت الأسهم الآسيوية بنسبة 0.3%، فيما تراجعت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية في التداولات الآسيوية بنسبة 0.3%، مع استمرار بحث المستثمرين عن تفاصيل من المحادثات التي عُقدت في لندن. وتقدمت الأسهم في البر الرئيسي الصيني بنسبة 0.8%، بينما ارتفعت تلك المدرجة في هونغ كونغ بنسبة 1%.

وصعد مؤشر للدولار بنسبة 0.1%، وارتفع الذهب بنسبة 0.5%. وانخفضت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات بنحو نقطة أساس واحدة إلى 4.46%، قبيل صدور بيانات التضخم الأميركية يوم الأربعاء.

توافق مبدئي على تنفيذ اتفاق جنيف

كانت الولايات المتحدة والصين قد خففتا من حدة التوترات التجارية، بعدما اتفقتا على صفقة مبدئية بشأن كيفية تنفيذ التوافق الذي توصّل إليه الطرفان في جنيف، وفقاً لما أعلنه مفاوضو الجانبين.

ورغم أن التفاصيل الكاملة للاتفاق لم تكن متاحة على الفور، قال المفاوضون الأميركيون إنهم “يتوقعون تماماً” أن تتم معالجة القضايا المتعلقة بشحنات المعادن الأرضية النادرة والمغناطيسات في إطار تنفيذ الاتفاق.

قال تيم ووترر، كبير المحللين في الأسواق لدى “كيه سي إن ترايد” (KCM Trade) في سيدني: “رغم أن الجانبين شددا على إحراز تقدم في محادثات لندن، لا يزال هناك عمل ينبغي القيام به للتوصل إلى اتفاق ملموس، ما يترك المجال لاحتمال ظهور عراقيل وعدم اليقين”. وأضاف: “قد تحد هذه العوامل من الحماس في الأسواق الآسيوية اليوم”.

أنظار الأسواق تركز على جهود التهدئة التجارية

كانت الأسواق المالية تراقب عن كثب ما إذا كان أكبر اقتصادين في العالم سيجدان سبيلاً لتخفيف حدة التوترات التجارية، التي يقول اقتصاديون إنها ساهمت في دفع الاقتصاد العالمي نحو تباطؤ، مع كون الولايات المتحدة بين الاقتصادات الأكثر تضرراً.

ورغم التحركات المتواضعة يوم الأربعاء، لا تزال الأسهم العالمية عند مستويات قياسية، بعدما تعافت من أدنى مستوياتها في أبريل، إثر قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب تعليق الرسوم الجمركية حتى 9 يوليو.

وجاءت محادثات لندن بعد أن اتهمت الولايات المتحدة والصين بعضهما البعض بعدم الالتزام باتفاق توصّلتا إليه في جنيف الشهر الماضي، حيث حاول الطرفان حينها البدء في تخفيف الحرب التجارية.

إشارات أولية لانفراجة

قبيل المحادثات، منحت الصين الموافقة على بعض طلبات تصدير المعادن الأرضية النادرة. كما استأنفت شركة “بوينغ” شحن الطائرات التجارية إلى الصين لأول مرة منذ أوائل أبريل، في مؤشر على إعادة فتح قنوات التجارة.

ستظل المنافسة التكنولوجية بين الولايات المتحدة والصين، وما يرتبط بها من ضوابط تصديرية، نقاط توتر مع استمرار محادثات التجارة خلال الأشهر المقبلة، وفقاً لما كتبته سارة بيانكي، الخبيرة الاستراتيجية في شركة “إيفركور” (Evercore)، في مذكرة يوم الثلاثاء.

وأضافت: “نرجح بشكل أكبر التوصل إلى اتفاق أكثر تواضعاً يتضمن التزامات شراء جديدة وتطبيق تيك توك، بدلاً من صفقة شاملة تشمل التكنولوجيا”.

في سياق منفصل، سمحت محكمة استئناف فيدرالية لترمب بالاستمرار في فرض الرسوم الجمركية المتبادلة. وارتفعت أسهم شركات المعادن الأرضية النادرة والمغناطيسات في الصين، بعدما اتفقت الولايات المتحدة والصين على خطة مبدئية لتخفيف التوترات التجارية.

الصين لم تقدم تنازلات كبيرة

قال مارك كرانفيلد، استراتيجي الأسواق في “ماركتس لايف” (Markets Live): “تُظهر حركة الأسعار أن المستثمرين يرون أن الصين لم تضطر إلى تقديم الكثير من التنازلات للطرف الأميركي من أجل استمرار المحادثات. مع ذلك، لم يُدلِ الرئيس ترمب حتى الآن برأيه حول سير المحادثات، لذا فإن حالة الهدوء النسبي التي نشهدها اليوم ليست مضمونة الاستمرار”.

بالإضافة لذلك، من المتوقع أن تُظهر البيانات المرتقبة يوم الأربعاء أن المستهلكين الأميركيين شهدوا على الأرجح تسارعاً طفيفاً في التضخم خلال مايو، لا سيما في قطاع السلع، مع شروع الشركات تدريجياً في تمرير الرسوم الجمركية الأعلى إلى المستهلكين.

وقد يعزز ذلك موقف مجلس الاحتياطي الفيدرالي في التريث قبل اتخاذ خطوات إضافية للتيسير النقدي، بينما يقيم تأثير الرسوم الجمركية. ويتزايد رهان المتعاملين على أن الفيدرالي سيُقدم على خفض واحد فقط لأسعار الفائدة هذا العام.

ومن المتوقع أن تُظهر أسعار السلع والخدمات، باستثناء المواد الغذائية والطاقة المتقلبة، ارتفاعاً بنسبة 0.3% في مايو، وهي أكبر زيادة في أربعة أشهر.

كما يُنتظر أن يُسجّل ما يُعرف بـ”مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي”، الذي يُعد مؤشراً أفضل لقياس التضخم الأساسي، تسارعاً للمرة الأولى هذا العام ليصل إلى 2.9% على أساس سنوي، وفقاً للمتوسط المرجح للتوقعات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *