ارتفعت العقود المستقبلية لمؤشرات الأسهم الأميركية وتراجع الدولار بعد أنباء عن مناقشة أعضاء الفريق الاقتصادي للرئيس المنتخب دونالد ترمب لنهج تدريجي لزيادة التعريفات الجمركية لتجنب تسارع التضخم.
انخفض مؤشر الدولار لأول مرة في ستة أيام، مع تصدر العملة النيوزيلندية المكاسب بين نظرائها من عملات مجموعة العشر الكبرى. وصعدت الأسهم في سيدني وكوريا الجنوبية، بينما فتحت الأسهم في الصين وهونغ كونغ على ارتفاع. كما ارتفع المؤشر الإقليمي “إم إس سي آي” (MSCI). وصعدت العقود الأميركية، لتوسع المكاسب الطفيفة التي حققها مؤشر “إس أند بي 500” يوم الإثنين.
تثير إمكانية تطبيق التعريفات الأميركية بشكل تدريجي قدراً من التفاؤل عبر آسيا، حيث كانت تهديدات ترمب قد ألقت بظلالها على جميع فئات الأصول في المنطقة، وخاصة الصين. كما قد يساعد التقرير في تخفيف المخاوف المتعلقة بالتضخم، حيث يراقب المتداولون بيانات التضخم الأميركية هذا الأسبوع التي قد تقدم مزيداً من الأدلة على مسار أسعار الفائدة لدى الاحتياطي الفيدرالي.
قال فريدريك نيومان، كبير الاقتصاديين في آسيا لدى “إتش إس بي سي” في هونغ كونغ: “قد يمنح تنفيذ التعريفات بشكل تدريجي المصدرين الآسيويين المزيد من المساحة للعثور على أسواق بديلة أو تعديل استراتيجيات التسعير الخاصة بهم لتتناسب مع التعريفات الأميركية، ولكن في النهاية، ستثبت التعريفات أنها مزعجة للتجارة”. وأضاف: “قد يتنفس المستثمرون الصعداء بمجرد الكشف عن خطط التعريفات المفصلة، حيث سيزيل ذلك عدم اليقين بشأن الأطر الزمنية ومستويات التعريفات”.
السندات اليابانية تخالف بيع عالمي
في اليابان، ارتفع العائد على السندات ذات أجل 40 عاما إلى أعلى مستوى له منذ طرحها في عام 2007، وسط موجة بيع عالمية للسندات وتوقعات بأن بنك اليابان سيرفع بأسعار الفائدة مستقبلاً. وتراجعت الأسهم في البلاد بعد إعادة فتح الأسواق عقب العطلة.
انخفض عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات بمقدار نقطة أساس واحدة إلى 4.77% بعد أن ارتفع إلى 4.78% يوم الاثنين. كما ارتفع مؤشر “إس أند بي 500” بنسبة 0.2%، بينما انخفض مؤشر “ناسداك 100” بنسبة 0.3%. وارتفع مؤشر “داو جونز” الصناعي بنسبة 0.9%.
تراجع مؤشر “بلومبرغ” للأسهم الكبرى “العظماء السبعة” بنسبة 0.4%. وكان البيت الأبيض قد كشف عن قيود جديدة واسعة النطاق على بيع شرائح الذكاء الاصطناعي المتقدمة من شركة “إنفيديا” وغيرها من الشركات، مما يترك لإدارة ترمب اتخاذ قرار بشأن كيفية تنفيذ هذه القيود وما إذا كانت ستنفذها، وقد واجهت هذه القيود معارضة شديدة من قبل القطاع.
استقرار السوق الصينية
في آسيا، قالت أكبر هيئة تنظيمية للأوراق المالية الصينية إنها ستعمل على بناء آلية لاستقرار السوق، متعهدة بتثبيت التوقعات في عام 2025 بعد بداية مخيبة للآمال للعام الجديد. كما يقوم المسؤولون الصينيون بتقييم خيار محتمل ينطوي على استحواذ إيلون ماسك على العمليات الأميركية لشركة “تيك توك”، إذا فشلت الشركة في التصدي لحظر مثير للجدل على تطبيق الفيديوهات القصيرة، بحسب ما أوردت “بلومبرغ”.
من المحتمل أن يكون التضخم الأساسي في الولايات المتحدة قد تباطأ قليلاً في نهاية عام 2024 في ظل متانة سوق العمل واستقرار الاقتصاد، مما يدعم نهج بنك الاحتياطي الفيدرالي الحذر في إجراء المزيد من التخفيضات على معدلات الفائدة. يتخارج المستثمرون من الأسهم مع تزايد المخاوف من أن الضغوط السعرية ما زالت عنيدة.
من المتوقع أن يرتفع مؤشر أسعار المستهلكين، الذي يستثني الغذاء والطاقة، بنسبة 0.2% في ديسمبر بعد أربعة أشهر متتالية من الزيادات بنسبة 0.3%، وفقاً لأوسط التوقعات في مسح أجرته “بلومبرغ” لآراء خبراء اقتصاديين. ومن المتوقع أن يكون مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي قد ارتفع بنسبة 3.3% مقارنة بالعام السابق، مما يتماشى مع القراءات التي تم تسجيلها في الأشهر الثلاثة السابقة.
سيتم نشر تقرير أسعار المستهلكين يوم الأربعاء، تليه بيانات مبيعات التجزئة لشهر ديسمبر في اليوم التالي، ومن المتوقع أن تؤكد هذه الأرقام على الإنفاق القوي خلال موسم العطلات.
قال كريس لاركن من “إي* تريد” (E*Trade) التابعة لـ”مورغان ستانلي”: “بينما لن تدفع بيانات التضخم الأكثر ضعفا من المتوقع هذا الأسبوع الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض الفائدة مرة أخرى هذا الشهر، فقد تساعد في تخفيف بعض الزخم المحيط بالميل إلى الهبوط، كما يمكن أن يساهم بدء موسم الأرباح بشكل قوي في ذلك”.
وانخفضت أسعار النفط قليلاً يوم الثلاثاء بعد أن سجلت أعلى مستوى لها في خمسة أشهر في الجلسة السابقة.
