الأسهم الآسيوية تتراجع قبيل صدور بيانات الوظائف الأميركية
![](https://khaleejcapital.com/wp-content/uploads/2025/02/LVY27losTO_1738898980-780x470.jpg)
تراجعت الأسهم الآسيوية، يوم الجمعة، بعد تحركات محدودة في وول ستريت، حيث ينتظر المتداولون بيانات الوظائف الأميركية التي ستساعد في تحديد المسار المستقبلي لأسعار الفائدة.
تقلبت الأسهم في الصين وهونغ كونغ، بينما تراجعت في اليابان وكوريا الجنوبية. كما قلّصت أستراليا خسائرها المبكرة. وظلت العقود المستقبلية للأسهم الأميركية ضمن نطاقات ضيقة بعد أن أغلق مؤشر “إس إند بي 500” مرتفعاً بنسبة 0.4%، بينما أضاف مؤشر “ناسداك 100” مكاسب بنسبة 0.5% يوم الخميس. أما الين الياباني، فقد شهد تذبذباً يوم الجمعة بعد أربعة أيام متتالية من الارتفاع.
جاء تراجع الأسهم اليابانية جزئياً بسبب قوة الين، الذي ارتفع يوم الخميس إلى أعلى مستوى له منذ أوائل ديسمبر. وجاءت هذه المكاسب بعد تصريحات من ناوكي تامورا، عضو مجلس إدارة بنك اليابان، الذي شدد على ضرورة رفع أسعار الفائدة. في الوقت نفسه، يستعد رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الجمعة.
اقرأ أيضا: توقعات بمواصلة سوق العمل الأميركية قوتها بداية العام
قال جيري مينير، الرئيس المشارك لتداول العملات في مجموعة العشر الكبار لدى “بنك باركليز”: “التصريحات المتشددة من المسؤولين اليابانيين بشأن أسعار الفائدة المحلية أثارت بعض الحماس للين، بينما فقد الدولار بعض الزخم حالياً”.
وحافظت سندات الخزانة الأميركية على استقرارها بعد تراجع طفيف عبر المنحنى يوم الخميس، في حين لم يطرأ تغيير كبير على مؤشر الدولار.
هدوء ما قبل بيانات الوظائف
تشير التحركات في الأسواق إلى قدر من الهدوء قبيل صدور تقرير الوظائف غير الزراعية يوم الجمعة، والذي سيحول انتباه المتداولين بعيداً عن التوترات التجارية التي هزت الأسواق المالية في وقت سابق من الأسبوع. ومن المتوقع أن يُظهر تقرير الوظائف يوم الجمعة إضافة 175 ألف وظيفة جديدة إلى الاقتصاد الأميركي. وإذا جاءت البيانات أضعف من المتوقع، فقد تعزز التوقعات بخفض إضافي في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، بينما قد يؤدي رقم أقوى من المتوقع إلى التأثير العكسي.
من جهة أخرى، أظهرت بيانات توظيف منفصلة نُشرت يوم الخميس ارتفاعاً في طلبات إعانة البطالة الأولية، بينما ظلت إنتاجية العمل قوية. وبالإضافة إلى تقرير الوظائف المرتقب يوم الجمعة، ستراقب وول ستريت عن كثب مراجعة لنمو الوظائف، والتي يتوقع الاقتصاديون أن تكون كبيرة، لكنها قد لا تكون بالسوء الذي كان متوقعاً في التقديرات الأولية.
اقرأ أيضا: ترمب: الفيدرالي محق بشأن قرار أسعار الفائدة الأخير
قالت إيمي شي باتريك، رئيسة استراتيجيات الدخل في مجموعة “بيندال” (Pendal)، في مقابلة مع تلفزيون “بلومبرغ”: “السوق ستظل دون اتجاه واضح إلى حد ما”، وأضافت أنها تركز على الاحتفاظ بالأصول عالية الجودة “والبحث عن ملاذات آمنة وإمكانية التنقل بين الأصول المختلفة”.
في سياق آخر، قال وزير الخزانة سكوت بيسنت إن وزارته تجري محادثات مع كبار حاملي الأوراق المالية الحكومية للحصول على صورة أوضح عن آرائهم بشأن سقف الدَّين الفيدرالي. وأضاف بيسنت أنه يؤيد الدولار القوي وليس لديه خطط لتغيير استراتيجية إصدار الديون الحكومية.
تراجعت أسهم شركة “أمازون” في تداولات ما بعد إغلاق السوق، بعد أن أظهرت نتائجها أن الأرباح المتوقعة للربع الحالي جاءت أقل من تقديرات المحللين. ويشير هذا التراجع إلى أن الشركة لا تزال تزيد من إنفاقها لدعم خدمات الذكاء الاصطناعي.
ترقب في الأسواق الآسيوية
تشمل البيانات المنتظر صدورها في آسيا عمليات شراء السندات المباشرة من قبل بنك اليابان، بالإضافة إلى بيانات التضخم في تايوان، وقرار سعر الفائدة في الهند. وتشير التوقعات إلى أن البنك الاحتياطي الهندي سيخفض معدل إعادة الشراء الأساسي بمقدار 25 نقطة أساس إلى 6.25%، لكن بعض المحللين يرون أن هناك احتمالاً بأن يخفض البنك السعر بمقدار ضعف هذا الرقم.
اقرأ أيضا: تايوان تخطط لمساعدة شركات التكنولوجيا في التعامل مع رسوم ترمب
يصدر مكتب إحصاءات العمل في يناير مراجعات سنوية لبيانات الوظائف عن الاثني عشر شهراً السابقة حتى مارس. وعادةً لا تحظى هذه التعديلات بالكثير من الاهتمام، لكن هذه السنة مختلفة، حيث أشار التقدير الأولي في أغسطس، إلى مراجعة هبوطية محتملة بـ818 ألف وظيفة، وهي الأكبر منذ عام 2009.
يتوقع الاقتصاديون أن يكون التخفيض الفعلي في تقرير يناير ما بين 600 ألفاً إلى 700 ألف وظيفة، مما قد يكون بمثابة تخفيف للقلق في الأسواق. في الوقت نفسه، تشير التوقعات إلى أن بيانات الوظائف القياسية الشهرية ستظهر زيادة في الوظائف بمقدار 175 ألف وظيفة خلال الشهر الماضي، مقارنة بأكثر من 200 ألف وظيفة في الشهرين السابقين، وهو ما يعكس جزئياً تعافي سوق العمل بعد إعصارين شديدين.
بالنسبة لمسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي، من المحتمل أن تعكس نتائج تقرير الوظائف لشهر يناير والتعديلات المرجعية، رؤيتهم بأن الطلب على العمالة يتراجع تدريجياً لكنه لا يزال قوياً بما يكفي لدعم الاقتصاد.
اقرأ أيضا: ترمب يهاجم نهج الاحتياطي الفيدرالي ويتجنب الحديث عن أسعار الفائدة
قال غوراف ماليك من “باللاس كابيتال أدفيسورز” (Pallas Capital Advisors): “طالما أن تقرير الوظائف يظهر إضافة 170 ألفاً إلى 200 ألف وظيفة خلال الشهر، فمن المرجح أن تستوعب السوق هذه الأرقام دون تقلبات كبيرة. لكن إذا كانت الأرقام أعلى من ذلك بكثير، فقد يقلل ذلك من احتمالات خفض الفائدة هذا العام، وإذا كانت الأرقام أقل بكثير، فقد يثير ذلك مخاوف بشأن ضعف سوق العمل”.
في الأسبوع الماضي، أكد جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، أن المسؤولين بحاجة إلى رؤية قراءات سلسلة من القراءات تُظهر انخفاض الضغوط التضخمية، قبل التحرك نحو خفض الفائدة.
في الوقت الحالي، لا يزال المتداولون يرون أن الخطوة المقبلة للفيدرالي ستكون خفض الفائدة، ولكن ليس قبل منتصف العام. في غضون ذلك، سجلت عوائد سندات الخزانة أدنى مستوياتها لعام 2025 هذا الأسبوع.
وفي أسواق السلع، استقرت أسعار الذهب بعد أن تراجعت يوم الخميس من أعلى مستوى قياسي لها، وهو أول انخفاض في ست جلسات. كما لم تشهد أسعار النفط تغيراً كبيراً بعد انخفاضها يوم الخميس، حيث غطت تعهدات ترمب المتجددة بخفض أسعار النفط الخام على جهوده لتشديد العقوبات على إيران.