الأسهم الآسيوية تتراجع تحت ضغط من شركات التكنولوجيا

تراجعت الأسهم الآسيوية بقيادة أسهم التكنولوجيا، بعدما أثار تراجع “وول ستريت” عن مستوياتها القياسية الحذر بشأن التقييمات المرتفعة والإنفاق المتزايد على الذكاء الاصطناعي.
انخفض مؤشر الأسهم الإقليمي “إم إس سي آي” بنسبة 0.7%، مع تسجيل أسهم التكنولوجيا أكبر الخسائر. وتراجعت الأسهم في هونغ كونغ بنسبة 1.4% بعد أن هبط مؤشر الأسهم الصينية المدرجة في الولايات المتحدة بأكبر وتيرة منذ نهاية أغسطس.
في الوقت ذاته، صعد الذهب إلى 4,000 دولار للأونصة، بينما تراجع الدولار النيوزيلندي بعد أن خفّض البنك المركزي سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، وأشار إلى انفتاحه على مزيد من الخفض.
تراجع الين وتزايد المخاوف من فقاعة الذكاء الاصطناعي
مدّد الين خسائره لليوم الخامس، متراجعاً إلى أدنى مستوى له أمام الدولار منذ فبراير، مع استمرار تأثير فوز ساناي تاكايشي المفاجئ برئاسة الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم، على العملة اليابانية.
وتراجع مؤشر “إس آند بي 500” الأميركي الثلاثاء مع تزايد القلق من أن القفزة البالغة 16 تريليون دولار منذ أدنى مستوياته في أبريل، قد تكون مفرطة. وجاء ذلك وسط تزايد الحديث عن احتمال تشكّل فقاعة حول الذكاء الاصطناعي، مع تعهد الشركات الكبرى بضخ مليارات الدولارات في صفقات مع شركات تبني البنية التحتية لهذه التكنولوجيا.
ومع تدفق المزيد من الأموال، تتنامى المخاوف من أن ينتهي هذا الاتجاه بانفجار شبيه بما حدث قبل 25 عاماً بعد فقاعة الإنترنت.
اقرأ أيضاً: “xAI” التابعة لماسك تحاول جمع 20 مليار دولار بمشاركة “إنفيديا”
وقال كريس مونتاغو من “سيتي غروب” إن “مخاطر جني الأرباح ارتفعت بسرعة في مختلف الأسواق، وهي مرتفعة بشكل خاص بالنسبة لمؤشر ناسداك، ما قد يحدّ من أي مكاسب إضافية”.
وفي الولايات المتحدة، أصبح تفاؤل المستثمرين مفرطاً في الأشهر الأخيرة، إذ بدوا منشغلين بملاحقة المكاسب أكثر من القلق من مخاطر مثل الإغلاق الحكومي الأميركي أو التقييمات المبالغ فيها.
وأشار بعض المحللين في وول ستريت إلى أن الارتفاع المتتالي لأسهم كبرى شركات التكنولوجيا بنسبة مزدوجة الرقم، قد يشير إلى أن التقييمات انفصلت عن الأساسيات الاقتصادية.
داليو يحذّر من “فقاعة” ويدعم الذهب كملاذ آمن
عبّر الملياردير راي داليو، مؤسس شركة “بريج ووتر أسوشيتس”، عن تحفظاته بشأن حجم ارتفاع سوق الأسهم الأخير، والذي أثار مخاوف من فقاعة في قطاع الذكاء الاصطناعي مع تضخم التقييمات. وقال داليو: “يبدو لي أن هناك نوعاً من المبالغة أو الفورة المفرطة في السوق”.
اقرأ أيضاً: لماذا يعد الذهب الملاذ الآمن الأول.. وماذا يمكن أن يوقف صعوده؟
ويرى داليو أن الذهب يشكّل مخزناً قوياً للقيمة في ظل ارتفاع أعباء الديون الحكومية، وتصاعد التوترات الجيوسياسية، وتراجع الثقة في استقرار العملات الوطنية. وقد ارتفع المعدن الثمين بنسبة 52% هذا العام، في طريقه لتسجيل أفضل أداء سنوي منذ عام 1979.
تقييمات مرتفعة لكن لا تهديد حقيقياً للسوق الصاعدة
كتب كايل رودا، كبير محللي السوق في شركة “كابيتال دوت كوم” في ملبورن بمذكرة: “رغم أن المخاوف مبرّرة وتشكل خطراً دائماً، فإنه لم تظهر أي معلومات جديدة تهدد الاتجاه الصاعد للسوق”.
وفي الاتجاه نفسه، قالت روبال أغاروال، المحللة الكمية في “سانفورد سي بيرنستاين”، في مقابلة مع تلفزيون “بلومبرغ”: “رغم وجود جيوب من المخاطر في آسيا والولايات المتحدة، فإننا لا نرى بعد خطراً واسع النطاق لانعكاس الاتجاه، لذا نعتقد أن التداول قد يستمر في الوقت الحالي”.
ضعف الين يضغط على بنك اليابان
توجّهت الأنظار في آسيا أيضاً نحو الين، الذي تراجع إلى 152.34 أمام الدولار، مسجلاً أدنى مستوى له أمام اليورو منذ إنشاء العملة الموحدة عام 1999.
وقد خفّض المستثمرون توقعاتهم بشأن رفع بنك اليابان لأسعار الفائدة بعد فوز النائبة المؤيدة للتحفيز الاقتصادي ساناي تاكايشي. وقبل أسابيع من الاجتماع المقبل للبنك، قال أحد كبار مستشاريها الاقتصاديين إن رفع الفائدة في ديسمبر سيكون أكثر ملاءمة.
وأظهرت بيانات يوم الأربعاء أن الأجور في اليابان ارتفعت بأبطأ وتيرة في ثلاثة أشهر، فيما واصلت الأجور الحقيقية تراجعها.
وقال مارك كرانفيلد، المحلل الاستراتيجي الكلي في “بلومبرغ ماركيتس لايف” إن “استراتيجيات بيع الين ستحصل على دفعة جديدة بعد تراجع بيانات الأجور النقدية في اليابان. ستكون هذه سبباً إضافياً للسياسيين في البلاد لدعوة بنك اليابان إلى تأجيل رفع أسعار الفائدة”.
وأضاف أن “بيانات اليوم تمثل عاملاً إضافياً يدفع الين إلى مزيد من التراجع أمام العملات الرئيسية”.
ترقية فيتنام وتوقعات بخفض الفائدة في تايلندا
في أماكن أخرى من آسيا، تمت ترقية فيتنام إلى فئة الأسواق الناشئة من قبل “إف تي إس إي راسل”، ما قد يفتح الباب أمام تدفقات بمليارات الدولارات من رؤوس الأموال.
ومن المتوقع أيضاً أن يخفض البنك المركزي التايلندي أسعار الفائدة في اجتماعه المقرر لاحقاً الأربعاء.
وفي أسواق السلع، ارتفع النفط في التعاملات الآسيوية المبكرة بعد أن أشار تقرير صناعي إلى انخفاض المخزونات في أحد مراكز التسليم الأميركية.