اخر الاخبار

اكتتابات ملغاة تعيد “نمو” للواجهة في سوق تفتقر للسيولة

بينما تسعى السوق المالية السعودية إلى ترسيخ مكانة السوق الموازية “نمو” كمنصة محفزة للشركات الصغيرة والمتوسطة، شهد العام 2025 عودة ملف الاكتتابات الملغاة إلى الواجهة.

خلال هذا العام، جرى إلغاء ثلاثة اكتتابات، تفاوتت بين شركات لم تكتمل عملية طرحهما وهما ” شركات دوم العالمية” و”الخالدي للإمدادات” إلى جانب شركة “الاتحادات الدولية للتجارة” التي ألغت الاكتتاب قبل الموعد المحدد لانطلاقه في 2 فبراير 2025.

وبانضمام هذه الحالات إلى قائمة سابقة، يرتفع عدد الاكتتابات التي أُعلن عن إلغائها في “نمو” منذ عام 2019 إلى تسعة، بحسب بيانات موقع “أرقام”.

قبل الطرح أم بعد فشل التغطية؟

من اللافت أن ثلاث شركات اختارت إلغاء اكتتابها قبل انطلاق فترة الطرح الرسمية منذ 2019، من بينها “الاتحادات الدولية للتجارة” و”مجموعة الحقيل الطبية”، التي كان من المقرر طرحها في يوليو 2024، إضافة إلى “الرمز للعقارات” التي سحبت اكتتابها في ديسمبر 2022.

أقرأ أيضاً: السوق الموازية السعودية.. من تجربة ناشئة إلى منصة مليارية تبحث عن السيولة

في المقابل، ألغت أربع شركات أخرى اكتتاباتها بعد فشل تغطية الطرح، منها “دوم العالمية” و”الخالدي للإمدادات” في يونيو 2025، وشركة “عبدالعزيز أحمد التويجري للتجارة” منتصف عام 2023، و”شركة الريان المتقدمة للتجارة” أواخر 2022.

أما الحالة الأبرز فكانت لشركة “سعودي كول”، التي قررت إلغاء الطرح رغم اكتمال تغطيته.

الشركة التاسعة، “القحطاني للمزادات”، فتبدو حالتها غامضة؛ إذ بدأ اكتتابها في منتصف فبراير 2019 كأول طرح في ذلك العام، إلا أنها لم تُدرج ولم يُعلَن عن أي تطورات بخصوص نتائج الطرح حتى الآن.

سيولة شحيحة وتسعير غير جذاب

يرى عبدالله الربدي، العضو المنتدب لشركة رصانة المالية، أن نفسية المستثمرين في السوق ليست في أفضل حالاتها، مستشهداً بالهبوط الذي سجلته السوق مؤخراً. ويشير إلى أن ضعف السيولة يمثل أحد أبرز التحديات، وهو ما يُعزى جزئياً إلى بروز قنوات استثمارية بديلة، مثل أدوات الدين الصادرة عن البنوك، التي تقدم عوائد مرتفعة.

ويضيف أن بعض الاكتتابات التي طرحت لم تكن مغرية، سواء من حيث التقييم أو القطاع، في هذه الفترة من السوق، بشكل يدفع المستثمرين للدخول فيها أو لتحويل استثماراتهم من أدوات الدين إلى تلك الاكتتابات، أو بيع بعض أسهمهم للاكتتاب فيها.

وأضاف أن بعض الشركات طرحت بتقييمات لا تتناسب مع الوضع الحالي للسوق الذي يطلب تقيمات اكثر اغراءً، ولربما كانت التقيمات التي طرحت بها بعض الشركات التي لم تنجح مناسبة قبل 4 أو 5 أشهر حينما كان السوق في وضع أفضل.

وبيّن أن المستثمرين في الوقت الحالي يبحثون عن تقييمات مغرية لتحويل جزء من سيولتهم إلى هذه الاكتتابات، مع التأكيد على أن هناك اكتتابات أُجريت في الفترة ذاتها وتمت تغطيتها عدة مرات واعتُبرت ناجحة لتقييماتها المغرية.

أما ثامر السعيد، الرئيس التنفيذي للاستثمار في “BLME”، فيعتبر أن ما تشهده السوق من انسحابات أو إلغاءات أمر طبيعي في ظل الظروف الراهنة. ويُذكّر بأن السوق فقدت نحو 6% من قيمتها خلال مايو، وهو أسوأ أداء بين الأسواق العالمية في تلك الفترة، ما أثر سلباً على معنويات المستثمرين وأضعف شهية الاكتتاب.

ويشير السعيد إلى ضرورة أن تكون هناك انتقائية في الطروحات، مشدداً على أن تسعير جميع الاكتتابات عند الحد الأعلى من النطاق السعري لم يعد ملائماً، خاصة في ظل تراجع الثقة. ويرى أن المستثمرين باتوا يعيدون تقييم جدوى التسعير الأمثل قبل اتخاذ قرار المشاركة.

من جهته، يرى محمد الميموني، المستشار المالي لدى “المتداول العربي”، أن إلغاء بعض الاكتتابات في السوق الموازية “نمو” ليس مفاجئاً، في ظل التوترات المحيطة وتراجع أداء السوق بشكل عام، ما يعزز حالة الترقب والحذر في أوساط المستثمرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *