اعتماد المصافي الأميركية على النفط الصخري غير مسبوق

تعتمد شركات التكرير الأميركية على إمدادات النفط القادمة من أكبر أحواض النفط الصخري في البلاد أكثر من أي وقت مضى، في ظل تراجع تدفقات الأصناف الأثقل القادمة من أماكن مثل المكسيك وكندا.
يستهلك منتجو الوقود في الولايات المتحدة أخف مزيج نفطي على الإطلاق، وفقاً لبيانات حكومية حديثة، إذ يعتمدون بشكل كبير على التكوينات الصخرية في تكساس ونيو مكسيكو وداكوتا الشمالية، ويأتي هذا التحوّل في ظل تقلّص إمدادات الخام الثقيل نتيجة انخفاض الإنتاج في المكسيك، والنزاع التجاري مع كندا، والحظر الأميركي لواردات النفط الفنزويلي.
في الوقت نفسه، تغمر الأسواق العالمية كميات كبيرة من الزيوت الأخف والأحلى أو منخفضة الكبريت القادمة من غيانا وبحر الشمال وكذلك من الولايات المتحدة، ما قلّص الفارق السعري بينها وبين الخامات الثقيلة التي كانت أرخص تاريخياً.
حرب التجارة تقلص شهية آسيا للنفط الأميركي
قللت حروب ترمب التجارية مع دول من بينها الصين شهية آسيا للخام الأميركي، ما جعل النفط الصخري أرخص لشركات التكرير مثل “ماراثون بتروليوم” (Marathon Petroleum) و”فاليرو إنرجي” (Valero Energy Corp) و”إكسون موبيل”.
تراجع الخصم السعري بين الزيوت الثقيلة والكبريتية مقارنةً بالأصناف الأخف والأحلى من نحو 7.70 دولارات للبرميل العام الماضي إلى نحو 3.25 دولارات للبرميل حالياً، وهو نطاق تكون فيه شركات التكرير مستعدة لدفع مبلغ إضافي طفيف لقاء الحصول على خام أعلى جودة.
قد يهمك أيضاً: الصين تعزف عن شراء النفط الأميركي لأطول فترة منذ 2018
استثمرت أكبر المصافي في البلاد خلال السنوات الماضية لتعظيم استخدام النفط الصخري، الذي يتمتع بحماية من التوترات الجيوسياسية ويصل عبر خطوط الأنابيب خلال أيام بدلاً من أسابيع عبر السفن.
العام الماضي، بلغ نصيب النفط الصخري من الكميات المستخدمة في إنتاج البنزين والديزل محلياً 61%، ومن المتوقع أن ترتفع هذه الحصة العام الجاري إذا بقيت إمدادات النفط الصخري ذات جدوى اقتصادية.