اعتقال رئيس “تيليغرام” التنفيذي بمطار قرب باريس
اعتقلت السلطات في فرنسا الرئيس التنفيذي لشركة “تيليغرام”، بافيل دوروف، في مطار قرب باريس أمس السبت بسبب جرائم مزعومة تتعلق بتطبيق المراسلة، حسبما ذكرت وكالة فرانس برس نقلاً عن مسؤولين لم تحدد هويتهم.
وأضاف التقرير نقلاً عن أحد المسؤولين أن دوروف المولود في روسيا اعتُقل في مطار لو بورجيه. وقالت فرانس برس إن الملياردير البالغ من العمر 39 عاماً يشتبه في تقاعسه عن اتخاذ خطوات لمنع استخدام “تيليغرام” لأغراض إجرامية، مضيفة أنه من المتوقع أن يمثل أمام المحكمة اليوم الأحد.
ولم تتمكن “بلومبرغ نيوز” من التحقق بشكل مستقل من اعتقال دوروف. قالت امرأة على اتصال بالشرطة الفرنسية إنها لا تملك أي معلومات عن الأمر، بينما قال مكتب المدعي العام في باريس إنه ليس لديه تعليق في هذه المرحلة، بما يتماشى مع “الإجراءات المتبعة أثناء التحقيق”. ولم ترد شرطة باريس و”تيليغرام” على الرسائل التي تطلب التعليق خارج ساعات العمل العادية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في منشور على “تيليغرام” في وقت مبكر من اليوم الأحد إن سفارة بلادها في باريس، “بدأت العمل على الفور مثلما هو متوقع في حالات تلقي معلومات حول احتجاز مواطنين روس من قبل الجانب المحلي”. وذكرت وكالة تاس للأنباء نقلاً عن الخدمة الصحفية لوزارة الخارجية أن السفارة اتخذت خطوات لتوضيح الموقف على الرغم من أن “ممثلي رجل الأعمال لم يقدموا أي طلب” للمساعدة.
وقالت فرانس برس إن وكالة “أوفمين” (Ofmin) الفرنسية، وهي وكالة أنشئت لمكافحة العنف ضد القُصّر، أصدرت مذكرة اعتقال لدوروف. و”أوفمين” هي الوكالة التي تتولى التنسيق في أي تحقيق أولي في جرائم مزعومة مثل الاحتيال والاتجار بالمخدرات والتنمر الإلكتروني والجريمة المنظمة والترويج للإرهاب، بحسب “فرانس برس”.
وفي أعقاب تقارير اعتقال دوروف، هوت قيمة عملة “تونكوين” المشفرة المرتبطة “بتيليغرام” 22%.
900 مليون مستخدم نشط
أسس دوروف وشقيقه نيكولاي، وهو مبرمج وعالم رياضيات، “تيليغرام”. ويبلغ عدد مستخدميه النشطين نحو 900 مليون وهو أحد أكثر تطبيقات المراسلة شعبية على مستوى العالم. وأدى نهجه المتساهل نسبياً في تعديل المحتوى إلى مزاعم بأنه يُستخدم بشكل متكرر في الأنشطة الإجرامية والمواد المتطرفة.
حقق الأخوان دوروف ثروتهما من إنشاء شبكة التواصل الاجتماعي الروسية “فكونتاكتي” في 2006. وسرعان ما أصبحت هذه المنصة شائعة بين الروس، مما جعلها هدفاً لملياردير مرتبط بالكرملين.
فر دوروف من روسيا وباع حصته في “فكونتاكتي”. وهو يعيش حالياً في دبي ويحمل الجنسية المزدوجة للإمارات وفرنسا، وفق موقع “تيليغرام” على الإنترنت، والذي لم يذكر ما إذا كان دوروف يحتفظ بجنسيته الروسية. تتجاوز ثروته الصافية 9 مليارات دولار، وفق مؤشر بلومبرغ للمليارديرات.
وفي مقابلة أجريت معه في أبريل مع مذيع فوكس نيوز السابق تاكر كارلسون، ناقش دوروف الضغوط التي واجهها من السلطات الروسية أثناء إدارة “فكونتاكتي” بالإضافة إلى التدقيق الذي خضعت له “تيليغرام” من وكالات إنفاذ القانون في جميع أنحاء العالم.
قال دوروف خلال المقابلة: “أفضل أن أكون حراً، لا أريد أن أتلقى أوامر من أي شخص”.