تقلبت أسعار النفط بين الصعود والهبوط بعدما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترمب سيتخذ قراره بشأن توجيه ضربة لإيران خلال أسبوعين، مما خفّف من التكهنات بشأن تدخل أميركي وشيك في النزاع.
ارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الآجلة، الأكثر نشاطاً للتسليم في أغسطس، بنسبة 0.4% إلى حوالي 74 دولاراً للبرميل، بعدما أدلت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت بتصريحات حول الإطار الزمني لاتخاذ القرار خلال مؤتمر صحفي. وكانت الأسعار قد اقتربت من 76 دولاراً في وقت سابق من اليوم على خلفية تقارير أفادت بأن مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى قالوا إن الإدارة الأميركية تستعد لضربة محتملة ضد إيران خلال الأيام المقبلة.
ورغم ذلك، لا تزال أسعار الخام أعلى بكثير من مستوياتها قبل الضربة الإسرائيلية الأولى ضد إيران مطلع الشهر، وسط ارتفاع في معدل التقلّب، وزيادة في الرهانات الصعودية في سوق الخيارات، وقفزة في فروق أسعار العقود الفورية مقابل الآجلة.
قال دانيال غالي، استراتيجي السلع لدى “تي دي سيكيوريتيز”: “السوق تعيش حالة ترقّب حادة مع اقتراب عطلة نهاية الأسبوع، والتركيز ينصب على ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتدخل، وما شكل هذا التدخل، وما هي تبعاته”.
أسواق النفط تترقب قرار ترمب بشأن الانخراط في حرب إيران وإسرائيل
أنهى ترمب اجتماعاً يوم الأربعاء مع كبار مستشاريه، لكن البيت الأبيض لم يُدلِ بمؤشرات واضحة بشأن الخطوة التالية. وعندما سئل الرئيس الأميركي عمّا إذا كان يقترب من قصف إيران، قال: “قد أفعل ذلك، وقد لا أفعل”. وأفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” بأن الرئيس وافق في وقت سابق من الأسبوع على خطة عسكرية للهجوم، لكنه علّق التنفيذ النهائي بينما يقيّم ما إذا كانت طهران ستلبي مطالبه.
حذّر الرئيس التنفيذي لشركة “شل”، وائل صوان، يوم الخميس من “تأثير هائل” على التجارة العالمية إذا أسفر النزاع عن إغلاق مضيق هرمز، وهو الممر المائي الضيق بين إيران وعُمان، الذي يمرّ عبره حوالي خُمس نفط العالم. وأكد صوان، خلال قمة ومعرض الطاقة في طوكيو، أن “شل” لديها خطط للطوارئ في حال تفاقم الوضع.
وحتى الآن، لا توجد مؤشرات على أن طهران تسعى لتعطيل حركة الشحن في مضيق هرمز. ويُقدّر محللو النفط والمتداولون أن الأسعار تحوي حالياً علاوة جيوسياسية تبلغ حوالي 8 دولارات، ويتوقعون ارتفاعها إذا شاركت الولايات المتحدة في الهجمات.
اقرأ المزيد: أسواق النفط تتوقع علاوة مخاطر أكبر حال تدخل أميركا في حرب إسرائيل وإيران
قال مايك سومرز، رئيس معهد البترول الأميركي، في مقابلة تلفزيونية مع “بلومبرغ”: “لا نرى هذا السيناريو مرجّحاً في الوقت الحالي، لكن بالنظر إلى هشاشة وضع النظام الإيراني، ينبغي على الجميع مراقبة الممر المائي عن كثب”.
