اخر الاخبار

ارتفاع قيمة العملات المشفرة بتريليون دولار لم يصل بعد لجنون عصر الوباء

أشرق وجه قطب العملات المشفرة المثير للجدل جاستن صن وهو يأكل موزة بعد إنفاقه 6.2 مليون دولار على عمل فني يحتوي على تلك الفاكهة، خلال فعالية أُقيمت في هونغ كونغ، وهو مشهد سلط الضوء على الأصول الرقمية حيث تحاول الصناعة الحفاظ على زخم ارتفاع السوق التاريخي.

الموزة مأخوذة من عمل فني مفاهيمي شهير يُسمى “كوميديان” (Comedian)، وهو عبارة عن موزة مثبتة على الحائط باستخدام شريط لاصق. اشترى  جاستن صن العمل الفني الأسبوع الماضي في دار “سوذبيز” للمزادات. 

بالنسبة لجاستن صن، يصبح شراء أشياء باهظة لإظهار المكانة الاجتماعية جزءً من تاريخ الفن، وكونه مالكاً للعمل الفني، يحق له استبدال الموزة الأصلية بموزة جديدة أو تعديلها كما يشاء. 

قال صن المولود في الصين والذي اشتهر حتى وقت قريب بأنه هدفاً لاتهامات بالاحتيال من جانب هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، والتي يرفضها. إن العمل الفني، مثل العملات المشفرة، يستمد معناه في النهاية من الفكرة الأساسية التي يقوم عليها. 

قال صن في مقابلة: “إن ربط الميمات (نصوص مضحكة أو صور مشهورة يتم تعديلها لتعكس مشاعر أو مواقف معينة) والعملات المشفرة والفن أمر “مهم للغاية”. 

الفعاليات التي ينظمها أشخاص مثل صن، مهما كانت أهدافها المعلنة، تجذب الأنظار إلى سوق العملات المشفرة التي تتأثر قيمتها بحركة الأسعار والاهتمام العام، إذ لم يشارك المستثمرون الأفراد بعد في طفرة الأسعار الأخيرة على غرار ما حدث إبان فترة الوباء، الأمر الذي ربما يعكس الذكريات المؤلمة عن كيفية انفجار الفقاعة في 2021 بسرعة. 

المستثمرون يراقبون تطورات السوق 

قال جوش غيلبرت، محلل السوق في “إي تورو” (EToro): “من منظور المستثمرين الأفراد، من الواضح أن الاهتمام ينمو مع زيادة تداول بتكوين بشكل كبير. ومع ذلك، لم نصل بعد إلى نفس مستويات الاهتمام المسجلة خلال الدورات السابقة، مما يشير إلى أن هناك عدداً  كبيراً من المستثمرين الأفراد يترقبون الوضع في السوق”. 

عندما يبلغ الخوف من ضياع الفرصة ذروته، ينتقل الاستثمار بهدف المضاربة من بتكوين إلى العملات الأصغر أو البديلة. ولكن بينما تسجل بتكوين ارتفاعاً قياسياً وكادت تصل قيمتها إلى 100 ألف دولار بفضل أجندة عمل الرئيس المنتخب دونالد ترمب المؤيدة للعملات المشفرة، فإن العديد من العملات البديلة يتم تداولها دون المستويات المرتفعة التي سجلتها قبل ثلاث سنوات.

تشمل المؤشرات الأخرى ذات الصلة “علاوة كيمتشي” (Kimchi premium) في كوريا الجنوبية، والتي تقارن تكلفة بتكوين هناك مع السعر في الأسواق الخارجية. 

عادةً ما يرتفع هذا الفرق خلال فترات التداول المفرط غير الموجود حالياً. وفي مكان آخر، يعاني مؤشر عالمي لسوق الرموز غير القابلة للاستبدال -المقتنيات الرقمية القائمة على تقنية بلوكتشين- إذ تبلغ حالياً نحو خمس قيمتها من مستوى الذروة.

قال جوبيتر تشنغ، الشريك في شركة العملات المشفرة “هاشكي كابيتال” (HashKey Capital): “لم يصل حماس المستثمرين خوفاً من تفويت الفرص إلى نفس المستويات التي كانت موجودة في2021. بعض العملات البديلة فقط هي التي تحقق أداءً جيداً في السوق حالياً”. 

يشير بعض المشاركين في الصناعة إلى اهتمام الشركات والمؤسسات الكبرى بالاستثمار في بتكوين باعتباره القوة الدافعة الأولية للقفزة البالغة تريليون دولار في سوق العملات المشفرة بعد فوز ترمب في الانتخابات يوم 5 نوفمبر. تتضمن أجندة الرئيس المنتخب دونالد ترمب وعوداً بتنظيمات أكثر مرونة لصالح العملات المشفرة بالإضافة إلى خطة لإنشاء احتياطي استراتيجي من عملات بتكوين في الولايات المتحدة. 

التحفيز بسبب الخوف من فوات الفرصة 

يقول آخرون إن زيادة الاهتمام من قبل المستثمرين الأفراد بالعملات المشفرة متواصلة بالفعل، مشيرين إلى الارتفاع القياسي لسعر عملة “سولانا” البديلة الشهيرة في الآونة الأخيرة، وزيادة تحميل تطبيقات تبادل العملات المشفرة وانتشار حملات ترويجية لعملات مشفرة على وسائل التواصل الاجتماعي. 

قالت كارولين بولر، الرئيسة التنفيذية لبورصة الأصول الرقمية “بي تي سي ماركتس” (BTC Markets) إن هناك “علامات واضحة على عودة المستثمرين الأفراد إلى سوق العملات المشفرة بعد الانتخابات”. و”تمت إعادة تفعيل عدد كبير من حسابات التداول التي كانت خاملة منذ عامي 2020 و2021 في نوفمبر”. 

صن البالغ من العمر 34 عاماً يعمل مستشاراً لبورصة “اتش تي إكس” (HTX) ومؤسس منصة “ترون” القائمة على تقنية بلوكتشين. 

اتهمت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية صن بالاحتيال والتلاعب بالسوق بشأن عملة “تي أر إكس”( TRX)، وهي أصل رقمي مرتبط بمنصة “ترون”.  

قال صن إن الدعوى القضائية تفتقر إلى الأساس القانوني. وأثار صن ضجة مؤخراً باستثماره 30 مليون دولار في مشروع العملات المشفرة “وورلد ليبرتي فاينانشال” (World Liberty Financial) التابع للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، وأشاد بإمكاناته ونفي أن يكون استثماره لأغراض سياسية. 

تعهد ترمب بأن تكون الولايات المتحدة الموطن العالمي للعملات المشفرة ويخطط لإلغاء القيود الصارمة التي فرضتها إدارة بايدن بعد انهيار السوق في 2022 والذي كشف عن وجود ممارسات محفوفة بالمخاطر وأنشطة احتيالية. من المرجح أن تجذب التغييرات المزيد من المسؤولين التنفيذيين في مجال العملات المشفرة إلى دائرة الاهتمام الإعلامي والحديث العام. 

قال صن، الذي وضع موزة في صفحته على منصة التواصل الاجتماعي “إكس”: “أنا متفائل للغاية بشأن إدارة ترمب وتنظيمها للعملات المشفرة. لديها فهم أعمق لكيفية التعامل مع العملات المشفرة مقارنةً بالتنظيمات السابقة التي وضعتها هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية في الماضي”.   

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *