ارتفاع عالمي في أسعار اليوريا مع توقف بعض المنتجين في الشرق الأوسط

ارتفعت أسعار اليوريا، أحد المكونات الرئيسية في صناعة الأسمدة، بشكل حاد على الصعيد العالمي بالتزامن مع تصاعد أعمال العنف في منطقة الشرق الأوسط، ما يهدد بتقييد الإمدادات من هذه المادة الزراعية الأساسية من منطقة تُعد من كبار المنتجين والمُصدرين.
ووفقاً لتقديرات “بلومبرغ إنتليجنس” (Bloomberg Intelligence)، يُستخرج نحو نصف صادرات العالم من اليوريا من منشآت تصنيع تقع على الخليج العربي، إلا أن الضربات الأخيرة في المنطقة باتت تُعرّض هذه الإمدادات للخطر. وقد خفضت مصر وإيران بالفعل من إنتاجهما، وهما دولتان شكلتا بمفردهما حوالي 20% من تجارة اليوريا العالمية العام الماضي، بحسب كريس لوسون، رئيس وحدة الأسمدة في شركة الاستشارات “سي آر يو غروب” (CRU Group).
وتُعد اليوريا أكثر الأسمدة النيتروجينية استخداماً في العالم، إذ توفر عنصراً أساسياً يدعم الإنتاج الغذائي العالمي. وقد قفزت أسعار اليوريا الفورية في ساحل الخليج الأميركي، وهو مؤشر مرجعي عالمي، بنحو 16% خلال الأسبوع الماضي، وفق بيانات “غرين ماركتس” (Green Markets)، بينما ارتفعت الأسعار في الشرق الأوسط بنسبة 11%.
وفي مصر، توقفت مصانع الأسمدة عن العمل منذ 13 يونيو نتيجة تعليق تدفقات الغاز من حقول الغاز الإسرائيلية الرئيسية، بحسب مصادر مطلعة طلبت عدم الكشف عن هويتها لعدم علنية الموضوع.
وأضافت المصادر أن استئناف إمدادات الغاز الطبيعي لمصانع الأسمدة تأجل لأسبوع آخر بعد الضربات الجوية الأميركية على إيران.
أما إيران، فقد أغلقت جميع منشآتها السبع لإنتاج الأمونيا واليوريا، بحسب لوسون، الذي أكد أنه حصل على هذه المعلومات من مصادر محلية.
وأشار لوسون إلى أن الأسعار من المرجح أن تواصل الارتفاع خلال الأسبوع الجاري، مؤكداً أن الأزمة عطلت بالفعل تدفقات التجارة العالمية. وأوضح أن الهند فشلت في تأمين كميات كافية ضمن مناقصة حديثة، بينما تراجعت أوروبا عن تقديم عروض. وفي حال استمرار ضعف الإنتاج، فقد تضطر الدول التي تعتمد على المنتجات الإيرانية مثل البرازيل وتركيا إلى البحث عن مصادر بديلة خلال الأسابيع المقبلة.