ارتفاع أغلب الأسهم الآسيوية والأنظار تترقب القيود الأميركية على الصين
ارتفعت أغلب الأسهم الآسيوية بشكل عام لتتبع المكاسب التي حققتها الأسهم الأميركية بقيادة قطاع التكنولوجيا، مع تراجع أسهم الصين بعد أن وصل اليوان إلى أدنى مستوى له في عام أمام الدولار بسبب المخاوف من ضعف الاقتصاد والتوترات المتزايدة مع الولايات المتحدة.
صعدت مؤشرات الأسهم في اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا. في حين تقلبت الأسهم في هونغ كونغ، وتراجعت الأسهم في البر الرئيسي للصين. وكانت العقود الآجلة الأميركية ثابتة بعد أن سجل مؤشر “إس أند بي 500” رقمه القياسي الـ54 هذا العام في يوم الإثنين، بينما ارتفع مؤشر “ناسداك 100” الخاص بشركات التكنولوجيا بأكثر من 1%.
ارتفع الدولار بشكل طفيف في التداولات الآسيوية المبكرة، حيث كسر سلسلة من ثلاثة أيام من الخسائر يوم الإثنين بعد تحذير الرئيس المنتخب دونالد ترمب لدول البريكس. ولم يتغير اليورو كثيرا بعد أن تراجع بنسبة تصل إلى 1.1% في الجلسة السابقة، وسط الاضطرابات السياسية في فرنسا، حيث تعرضت السندات والأسهم لضغوط متجددة.
رغم أن المنطقة كانت تتمتع بنبرة إيجابية بشكل عام، فإن ضعف العملة والأسواق الصينية جاء بعد أن كشفت الولايات المتحدة عن قيود جديدة على وصول بكين إلى مكونات حيوية للرقائق والذكاء الاصطناعي، في خطوة لم تصل إلى الحد المقترح في وقت سابق، والذي كان يشمل فرض عقوبات على المزيد من الشركات الصينية الرئيسية. كما يعكس أداء أسهم الصين خيبة أمل المستثمرين من نتائج اجتماع رئيسي لقادة الصين، والذي كان يأمل العديد منهم في أن يتضمن إشارات سياسية جديدة.
قيود أقل وطأة
قال فيليب وول، رئيس إدارة المحافظ في “رايليانت غلوبال أدفايزورز”: “السياسة الخارجية الأميركية، والقيود الأخيرة من وزارة التجارة على الرقائق لم تكن قاسية كما كان يخشى الكثيرون، وهو ما يعزز أيضا الأسهم المرتبطة في شرق آسيا. حدسي هو أن الناس يقدرون بشكل أقل شدة الضغوط التي مارستها إدارة بايدن على الصين، ويقللون من استعداد ترمب لإبرام صفقات رغم، أو ربما بمساعدة الخطاب القاسي”.
على نطاق أوسع، يستعد المتداولون لتدفق من البيانات الاقتصادية والتصريحات من أعضاء الاحتياطي الفيدرالي، والتي ستساعد في تشكيل التوقعات بشأن أسعار الفائدة. من أبرز الأحداث هذا الأسبوع تقرير الأجور المقرر صدوره يوم الجمعة، والذي يُتوقع أن يظهر ارتفاعاً كبيراً في التوظيف في الولايات المتحدة في نوفمبر، بالإضافة إلى مشاركة رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، في نقاش يوم الأربعاء.
قال توم إيساي من “ذا سيفنز ريبورت”: “هذا الأسبوع هو آخر أسبوع مهم بالفعل من حيث البيانات الاقتصادية في 2024”. وأضاف: “إذا كانت النتائج معتدلة، فإن المستثمرين سيترقبون هبوطاً ناعماً وخفضاً لأسعار الفائدة في ديسمبر”.
ظلت سندات الخزانة مستقرة في آسيا، بعد تقليص الخسائر يوم الاثنين عقب تقييم محافظ الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والير، الذي أشار إلى أنه يميل للتصويت لصالح خفض الفائدة في ديسمبر، على الرغم من أن البيانات التي ستصدر قبل ذلك قد تدعم إبقاء الفائدة ثابتة. وتتوقع سوق المبادلات بنسبة أكثر من 70% خفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة هذا الشهر.
اضطرابات فرنسا
وفي “وول ستريت”، ارتفع مؤشر “إس أند بي 500” بنسبة 0.2%. وصعد مؤشر “ناسداك 100” بنسبة 1.1%، بينما انخفضت أسهم “تسلا” في تداولات بعد الإغلاق بعد أن رفض قاضٍ في ديلاوير مرة أخرى حزمة تعويضات ضخمة للرئيس التنفيذي إيلون ماسك. وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.3%.
في أوروبا، تعهدت مارين لوبان بالإطاحة بحكومة رئيس الوزراء ميشيل بارنييه بعد أن فشل في تلبية مطالبها بشأن الميزانية الجديدة، مهددةً بتعطيل مالي وسياسي لفرنسا.
ظل سعر النفط ثابتاً بينما كان التجار يراقبون الموقف للحصول على أدلة بشأن خطط إمدادات “أوبك+” قبيل اجتماع مهم هذا الخميس. وظل سعر الذهب ثابتاً أيضاً، في نطاق تداول ضيق ظل فيه خلال الأسبوع الماضي.