اخر الاخبار

“إيرباص”: رسوم ترمب تفاقم معاناة سلاسل التوريد والإنتاج

تأثرت نتائج “إيرباص” للربع الأول بالاضطرابات المستمرة في سلاسل التوريد، والتي انعكست على وتيرة إنتاج الطائرات، فيما حذرت الشركة من أن الرسوم الجمركية أضفت مزيداً من الغموض على قطاع الطيران.

أعادت الشركة التأكيد على أنها تستهدف تسليم نحو 820 طائرة تجارية هذا العام، رغم أن هذا الهدف لا يأخذ في الحسبان تداعيات الرسوم الجمركية، ويفترض “عدم حدوث اضطرابات إضافية في التجارة العالمية أو الاقتصاد العالمي”، بحسب بيان صدر يوم الأربعاء. وأضافت “إيرباص” أن التسليمات سيتمركز معظمها في النصف الثاني من العام، “متأثرةً بالتحديات الخاصة التي نواجهها في سلسلة التوريد”.

بدأت أكبر شركة تصنيع طائرات في العالم عامها الحالي وهي تكافح بالفعل قيوداً في التوريد تطال مكونات تشمل المحركات وتجهيزات المقصورات، فيما تسببت السياسات الجمركية التي فرضها ترمب في تعميق هذه النواقص.

تداعيات رسوم ترمب على قطاع الطيران

أعلنت شركات طيران أنها غير مستعدة لتحمّل التكاليف الإضافية للطائرات، فيما طلبت الصين من شركاتها رفض استلام طائرات “بوينغ”، ما ألقى بظلال من الفوضى على قطاع اعتاد لعقود على انسياب التجارة بشكل حر.

قال الرئيس التنفيذي لـ”إيرباص” غيوم فوري في بيان إن الرسوم الجمركية “تُضفي مزيداً من التعقيد ولا تزال غير واضحة من حيث التطبيق والنطاق والفترة الزمنية”. وأضاف: “نراقب الوضع عن كثب ونُجري تقييمات مستمرة، لكن من المبكر تحديد حجم الأثر في الوقت الراهن”.

وسجلت “إيرباص” في الربع الأول أرباحاً معدلة قبل الفوائد والضرائب بلغت 624 مليون يورو (709 ملايين دولار)، مقابل إيرادات بقيمة 13.54 مليار يورو. أما صافي الدخل فقد بلغ 793 مليون يورو، متجاوزاً التقديرات في استطلاع “بلومبرغ” التي رجحت بلوغه 532.6 مليون يورو، وذلك بعد أن أعادت الشركة تقييم بعض استثماراتها في الأسهم.

تراجع الطلب على السفر

انخفضت الأرباح التشغيلية المعدلة لوحدة الطائرات التجارية 3% إلى 494 مليون يورو، بينما سجل قطاع الدفاع والفضاء أرباحاً بقيمة 77 مليون يورو، مقارنة بخسارة في نفس الفترة من العام الماضي.

تواجه شركات الطيران بالفعل ارتفاعاً في أسعار قطع الغيار، وتواجه الآن تهديد الرسوم الجمركية على الطائرات الجديدة. في الوقت ذاته، بدأت معدلات الطلب على السفر بين أميركا وأوروبا بالتراجع، مع تردد السياح في الحجز نتيجة الضبابية الاقتصادية.

وتهدد رسوم ترمب بتقويض سلاسل التوريد المعقدة التي بُنيت على أساس اتفاقية تسمح بحرية تنقّل الطائرات وقطع الغيار عبر الحدود. وعندما عاد إلى المنصب، لم تكن تلك السلاسل قد تعافت بالكامل بعد من تداعيات جائحة كورونا وتعليق السفر الجوي الذي أعقبها.

الإنتاج مستمر رغم التحديات

أكدت “إيرباص” أنها لا تزال تستهدف تحقيق أرباح تشغيلية معدلة بقيمة 7 مليارات يورو هذا العام، وتدفقات نقدية حرة قبل احتساب تمويل العملاء تبلغ حوالي 4.5 مليار يورو. لكنها حذّرت من أن التحديات المرتبطة بسلسلة التوريد، وتحديداً مع شركة “سبيريت إيروسيستمز” (Spirit AeroSystems)، تضغط على زيادة إنتاج طراز “إيه 350” العريض البدن، وطائرة “إيه 220” الأصغر.

وأعلنت الشركة هذا الأسبوع توصلها لاتفاق للاستحواذ على بعض منشآت “سبيريت”، في الوقت الذي تمضي فيه “بوينغ” قدماً في ضم الجزء الأكبر من أهم مورديها.

وتستهدف “إيرباص” الوصول إلى إنتاج 12 طائرة من طراز “إيه 350” شهرياً بحلول 2028، و14 طائرة “إيه 220” شهرياً بحلول 2026. أما عائلة طائرات “إيه 320” فهي مستمرة في التقدم نحو معدل إنتاج يبلغ 75 طائرة شهرياً بحلول 2027، بينما استقر معدل إنتاج طائرات “إيه 330” عند حوالي 4 طائرات شهرياً، بحسب الشركة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *