توقعت شركة “إيرباص” (Airbus SE) أن يتضاعف حجم أسطول الطائرات التجارية حول العالم ليصل إلى نحو 50 ألف طائرة خلال السنوات العشرين المقبلة، مدفوعاً بالنمو السريع في أسواق مثل الهند، مع تزايد اعتماد الطبقة المتوسطة المتنامية على السفر الجوي.
قالت “إيرباص” في أحدث توقعاتها للسوق العالمية إن عدد الطائرات العاملة سيرتفع بواقع 24480 طائرة ليصل إلى 49210 طائرات بحلول عام 2044، وتشمل هذه التقديرات طائراتها إلى جانب طائرات شركات منافسة مثل “بوينغ” (Boeing Co). وأضافت أن معظم هذا النمو سيأتي من الطائرات ذات الممر الواحد مثل عائلة “إيرباص A320” أو “بوينغ 737″، والتي تُشكّل العمود الفقري لأساطيل العديد من شركات الطيران.
الهند والصين يتصدران السعة والنمو
قالت “إيرباص” إن شبكة الطيران الداخلية في الهند ستكون الأسرع نمواً في العالم خلال العقدين المقبلين، فيما ستُصبح الصين السوق الأكبر من حيث السعة بحلول ذلك الوقت. وعلى الصعيد العالمي، تتوقع الشركة أن ينمو الطلب على السفر الجوي بنسبة 3.6% سنوياً على المدى الطويل، كما ستُساهم حركة النقل الجوي إلى منطقة الشرق الأوسط في هذا النمو كمحرك رئيسي إضافي.
تعد الطائرات التجارية من المنتجات الصناعية صاحبة أطول الدورات، ما يمنح “إيرباص” و”بوينغ” رؤية معمقة لاتجاهات السفر تمتد لعقود. وأصدرت “إيرباص” أحدث توقعاتها في ظل مفاوضات تجارية عالمية متوترة، قد تعيق حركة الطائرات وتوريد قطع الغيار، وهو ما قد يُؤثر سلباً على الإنتاج وتسليم الطائرات.
مع ذلك، قالت “إيرباص” إن شركات الطيران لم تتوقف عن شراء الطرازات الجديدة، رغم حالة عدم اليقين التي خلّفها فرض الرئيس دونالد ترمب لرسوم جمركية عالمية، والتي دفعت المستهلكين إلى كبح الإنفاق وأجبرت بعض شركات الطيران على تبني نظرة أكثر تشاؤماً لبقية العام.
لا تحول في الطلب رغم التوتر التجاري
صرح كريستيان شيرار، الرئيس التنفيذي لوحدة الطائرات التجارية في “إيرباص”، خلال إفادة صحفية في تولوز، حيث يقع المقر الرئيسي للشركة: “باستثناء محتمل للسوق الأميركية المحلية، لم نلحظ أي تحول جوهري في الطلب من عملائنا… ونرى طلباً متواصلاً وزخماً مستمراً على منتجاتنا”.
ورغم أن اختناقات سلاسل التوريد التي تراكمت خلال جائحة كورونا بدأت في التراجع تدريجياً، قالت “إيرباص” إنها لا تزال تواجه نقصاً في بعض المكونات. على سبيل المثال، أوضح شيرار أن نقص المحركات من شركة “سي إف إم إنترناشيونال” (CFM International) في طرازها الرئيسي “A320neo”، بالإضافة إلى نقص في دورات المياة في طائرتها بعيدة المدى “A350″، أعاق عمليات التسليم.
وتعد الهند بالفعل ثالث أكبر سوق طيران داخلي في العالم، كما أن نمو عدد السكان الأكثر ثراءً يجعل من هذه الدولة، التي يزيد عدد سكانها عن 1.4 مليار نسمة، محركاً حيوياً للطلب المستقبلي على الطائرات.
طلب هندي قوي على الطائرات
خلال الاجتماع السنوي العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) الذي عُقد الشهر الجاري في نيودلهي، أعلنت شركات الطيران –سواء الأجنبية أو المحلية– عن مجموعة من المبادرات لإطلاق أو توسيع خدماتها من وإلى هذه الدولة الواقعة في جنوب آسيا.
تحولت الهند إلى واحدة من كبار مشتري الطائرات. فقد قدمت شركة “إير إنديا” (Air India) طلبات لشراء 570 طائرة من “إيرباص” و”بوينغ” منذ عام 2023. أما شركة “إنديغو” (IndiGo)، المتخصصة في الطيران منخفض التكلفة، فتمتلك قائمة طلبات تتجاوز 900 طائرة من “إيرباص”، بما في ذلك صفقة موسعة حديثاً لشراء 60 طائرة من طراز “A350” ذات الهيكل العريض.
