اخر الاخبار

إيران بعد الحرب.. تحولات جديدة تصطدم بواقع معقد

فرضت الهجمات الإسرائيلية الخاطفة على طهران تحولات جديدة على الجمهورية الإسلامية لكنها ليست بالضرورة ضد النظام القائم.

راهنت إسرائيل على أن تُسهم ضرباتها في انهيار النظام السياسي الإيراني من الداخل، عبر اغتيال كبار القادة، وإحداث فوضى تشجع خصوم السلطة على الانقضاض عليها. ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو  الشعب الإيراني أكثر من مرة، إلى “الانتفاض ضد النظام للإطاحة به”.

تردد صدى ذلك في تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب  في أعقاب التدخل الأميركي في الحرب، عندما ألمح إلى خيار “تغيير النظام”، وهو ما علّقت عليه المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، قائلة: “إذا أخفق النظام في الانخراط دبلوماسياً، فلماذا لا ينتفض الشعب ضده؟”. لكن ترمب عاد ليحذّر من أن هذا المسار قد يؤدي إلى “فوضى” غير مرغوبة.

تماسك الجبهة الداخلية

وفيما كان ينتظر خصوم طهران حدوث انتفاضة داخلية، لم يشهد الشارع الإيراني في الواقع أي حراك ضد حكومته خلال الحرب، بل على العكس، خرج الآلاف في احتجاجات تُندد بالهجمات الإسرائيلية.

أشار تقرير حديث لمركز “ستيمسون” البحثي الأميركي، إلى أن الحرب الإسرائيلية الأخيرة، كشفت عن مشهد داخلي معقّد في إيران، وأظهرت أن الإيرانيين، على الرغم من استيائهم العميق من الأوضاع في بلدهم، إلا أنهم يميلون إلى الإصلاح الداخلي، وهو ما عزاه التقرير إلى “الفوبيا من الفوضى” داخل المجتمع.

لكن باربرا سلافين، المديرة السابقة لمبادرة “مستقبل إيران” بالمجلس الأطلسي، تستبعد حدوث أي إصلاحات داخلية قريبة “قد تُفسَر على أنها مؤشر ضعف أو تنازل أمام القوى الخارجية”، وفق قولها، معتبرة أن “قبضة السلطة الأمنية في طهران بات أكثر قوة من ذي قبل”.

خلال مقابلة مع “الشرق”، قالت سلافين إن الضغوط الداخلية ” قد تتزايد من أجل التغيير، وربما يشهد الشارع الإيراني احتجاجات أيضاً، إلا أن نجاحها، على غرار ما سبق، يبقى غير مضمون”.

مشهد معقد ومزدوج 

سلافين أضافت إن المشهد في إيران بات “معقداً ومزدوجاً”، وأضافت: “بينما زاد النظام الإيراني من قبضته الأمنية داخلياً، طرأت تغيرات لافتة على المؤسسة العسكرية، بتعيين أشخاص أقل خبرة محل قادة الحرس الثوري المخضرمين الذين لقوا حتفهم، فضلاً عن اختيار جنرال من الجيش النظامي لقيادة هيئة الأركان، في خطوة غير مسبوقة”.

وكان المرشد الإيراني علي خامنئي أمر بتعيين حبيب الله سياري قائماً بأعمال رئيس هيئة الأركان، وذلك بعد اغتيال محمد باقري إثر ضربة إسرائيلية، الشهر الماضي، قبل أن يعود ويقع اختياره على عبد الرحمن موسوي، كأول عسكري من صفوف الجيش الإيراني يشغل المنصب رسمياً منذ إعلان “الجمهورية الإسلامية” عام 1979.

من المرشح لخلافة خامنئي؟

الكثير من التحليلات الاستراتيجية تناولت تقدّم خامنئي في السن، وحالته الصحية الغامضة، والتلويح باستهدافه. ورجح بعض تلك التحليلات أنه ربما يبحث عن خليفة له، وقالت سلافين في هذا الشأن إن “خامنئي كان يُخطط للأمر منذ فترة، وقد عيّن لأجل ذلك لجنة ثلاثية تتولى مهمة اختيار خليفته”.

تشير تقارير صحفية إلى اثنين هما المرشحين الأوفر حظاً لخلافة خامنئي، أولهما نجله مجتبى، البالغ من العمر 56 عاماً، ويُنظر إليه كامتداد لسياسات والده، أما الثاني، فهو حسن الخميني (53 عاماً)، حفيد مؤسس “الجمهورية الإسلامية” ومرشدها الأول.

لكن الانطباع في موسكو، يُشير إلى أن قضية المرشد المقبل ليست جديدة، وأن اختياره لن يقع على نجله. إذ يقول رئيس مركز الدراسات الإيرانية في العاصمة الروسية، رجب صفاروف، إن هذا الأمر قائم منذ مدة طويلة، لافتاً إلى أن المرشحين لهذا المنصب، 3 شخصيات حالياً، مشيراً إلى أن خامنئي “استثنى مجتبى من قائمة خلافته في قيادة البلاد رغم أنه يعمل إلى جانبه ويتمتع بالخبرة والتجربة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *