إنفستوبيا 2025 تنطلق لتحدد مشهد الاستثمار العالمي والتوجهات الحديثة للتمويل في قطاعات الاقتصاد الجديد

جمعت هذه النسخة من إنفستوبيا أكثر من 100 متحدث ومتحدثة من قادة الحكومات والوزراء والمستثمرين
انطلقت اليوم في العاصمة أبوظبي “إنفستوبيا 2025” والتي ستُقام على مدار يومي 26 و27 فبراير/شباط الجاري، تحت شعار “تسخير قوة الاستثمارات الضخمة”، بهدف تحديد مشهد الاستثمار العالمي والاتجاهات الحديثة للتمويل في قطاعات الاقتصاد الجديد والمستدام، لا سيما التكنولوجيا المالية والذكاء الاصطناعي والاقتصاد الدائري والقطاع الصحي والطاقة النظيفة والطاقة المتجددة والتمويل الأخضر، وكذلك الاطلاع على الرؤى المستقبلية لقادة الاستثمار العالمي في ظل التغيرات المتسارعة والتوترات الجيوسياسية التي يشهدها العالم.
وجمعت هذه النسخة من إنفستوبيا أكثر من 100 متحدث ومتحدثة من قادة الحكومات والوزراء والمستثمرين ورجال الأعمال وصناع القرار وخبراء الاقتصاد وأصحاب الثروات وصناديق الاستثمار الجريء من نحو 20 دولة، وأكثر من 3,000 مشارك، إضافة إلى ممثلين عن مجموعة من المؤسسات والمنظمات المالية والاقتصادية الدولية.
تعزيز الإستثمار في مجالات الاقتصاد الجديد
وافتتح أعمال النسخة الرابعة لـ “إنفستوبيا 2025″، معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، رئيس إنفستوبيا، وبحضور عدد كبير من أصحاب المعالي في الدولة.
وفي هذا الصدد، قال بن طوق: “تشهد “إنفستوبيا 2025″ اليوم حضوراً عالمياً قوياً من قادة الحكومات والوزراء والمستثمرين ورجال الأعمال وخبراء الاقتصاد ورواد الأعمال من 20 دولة حول العالم، تحت سقف واحد في دولة الإمارات العربية المتحدة، لصياغة رؤية جديدة حول مستقبل الاستثمار في مجالات الاقتصاد الجديد، وتعزيز العمل المشترك وابتكار الرؤى وتبادل الخبرات التي تسهم في ربط مجتمعات الأعمال بفرص الاستثمار والتمويل في هذه المجالات الحيوية، والتي باتت تشكل عاملاً رئيسياً في بناء نماج اقتصادية مستدامة ومتطورة، وكذلك إيجاد الحلول المناسبة للتحديات الجيوسياسية التي تواجه مشهد الاستثماري العالمي”.
وأضاف بن طوق أنه من خلال الجلسات النقاشية واجتماعات الطاولة المستديرة وملتقيات الأعمال العالمية لهذه النسخة، تحرص الإمارات على تسريع وصول المستثمرين ورجال الأعمال إلى الفرص الاقتصادية والاستثمارية الواعدة بالأسواق الأسرع نمواً في العالم، والأسواق الناشئة في المنطقة وإفريقيا وآسيا، وتعزيز استفادتهم من الموقع الاستراتيجي الاستثنائي الذي تتميز به الإمارات على خريطة التجارة والاستثمار العالمية، والذي يُمثل مركزاً اقتصادياً حيوياً لانطلاق الشركات التي تتطلع إلى التوسع على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وكذلك المميزات التنافسية التي تمنحها بيئة الأعمال في الدولة.
وأشار أيضاً إلى أن هذا الحدث يهدف إلى توجيه قوة الاستثمارات في دفع عجلة التنمية الاقتصادية المستدامة وبناء نماذج اقتصادية مرنة وقوية تواكب تطلعات المستقبل والمتغيرات العالمية المستمرة، وتعزيز العمل المشترك من أجل خلق نظام بيئي تستند فيه الشراكات الاستراتيجية والاستثمارات المبتكرة إلى تنويع الاقتصاد وتحقيق النمو المستدام.
الركائز الرئيسية الثلاث لإنفستوبيا
واستعرض بن طوق خلال كلمته الركائز الرئيسية الثلاث لـ “إنفستوبيا 2025” وهي “حوارات إنفستوبيا العالمية”، والتي تتضمن تنظيم الجلسات الحوارية والفعاليات بمشاركة قادة الأعمال والمستثمرين والمبتكرين من جميع أنحاء العالم، للنقاش حول الموضوعات الرئيسية التي تشكل النظام البيئي العالمي للاستثمار، و”مجتمعات إنفستوبيا الاستثمارية”؛ التي تعمل على تعزيز التواصل المستمر بين المستثمرين وأصحاب القرار في الحكومات والقطاع الخاص على مستوى العالم وفي قطاعات اقتصادية محددة، والركيزة الثالثة هي “إنفستوبيا ماركت بليس”؛ التي تركز على ربط رؤوس الأموال والصناديق الاستثمارية في مختلف أنحاء العالم، وتوفر قاعدة بيانات واسعة لفرص الاستثمار.
وتضمن جدول فعاليات اليوم الأول لـ “إنفستوبيا 2025” إقامة 11 اجتماع طاولة مستديرة، وذلك بحضور مجموعة كبيرة من الوزراء والمسؤولين الحكوميين البارزين على المستوى الإقليمي والدولي، وممثلين لشركات عالمية وصناديق استثمار كبرى، والتي تعمل في مجالات الاقتصاد الجديد والتكنولوجيا والطاقة النظيفة والاقتصاد الدائري ورأس المال المخاطر والمسؤولية المجتمعية والخدمات المالية والبنكية والصحة الرقمية.
فعاليات اليوم الأول تتناول الاتجاهات الرئيسية التي تشكل الاقتصاد الجديد
شهدت أجندة اليوم الأول لـ “إنفستوبيا 2025” أولى الجلسات الحوارية بعنوان “الاتجاهات العالمية التي تُشكّل الاقتصاد الجديد،” حيث ناقش الخبراء تأثير الذكاء الاصطناعي على الاتجاهات الاقتصادية والاستثمارية العالمية، وأثر التحولات الاقتصادية والجيوسياسية. وتناول المشاركون أيضاً أهمية التكنولوجيا والاستدامة في تشكيل مستقبل الاقتصاد الجديد، مؤكدين أهمية التحول الرقمي في خلق فرص استثمارية فريدة في قطاع الخدمات المالية، خاصة مع تطور تقنيات البلوكتشين والمدفوعات الرقمية والعملات المشفرة بوتيرة أسرع من المتوقع.
وفي جلسة أخرى بعنوان “رأس المال من أجل الخير.. مستقبل العمل الخيري”، تم التركيز على أهمية النظر للعمل الخيري بشكل أكثر استراتيجية وعمليّة، وذلك من خلال إحداث تغيير مُحوكَم ومستدام بدلاً من الحلول المؤقتة، باستخدام أساليب إدارية مبتكرة مدعومة بالتكنولوجيا وتحليل البيانات. وناقش المشاركون أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص لتعزيز الأثر الاجتماعي للمبادرات الخيرية. وتناولت الجلسة التحديات المرتبطة بقياس فعالية المشاريع الخيرية والاستثمارية، مع التأكيد على ضرورة وضع معايير أداء واضحة لضمان تحقيق نتائج ملموسة وقابلية للقياس. وسلط المتحدثون الضوء على دور الاستثمار المؤثر في تحقيق التغيير الاجتماعي، مشيرين إلى أهمية تبني نماذج استثمارية مستدامة تدمج بين الأرباح المالية والتأثير الاجتماعي الإيجابي، بالإضافة إلى دعم ريادة الأعمال والمبادرات الاجتماعية كوسيلة لتعزيز التنمية المستدامة.
وفي سياق متصل، ناقشت الجلسة الثالثة “تعزيز النمو في قطاع الخدمات المالية” خلال “إنفستوبيا 2025” أبرز التحولات الاقتصادية وتأثيرها على قطاع الخدمات المالية مثل التضخم وارتفاع أسعار الفائدة والتغيرات في السياسات النقدية. وركزت على مُمكنات تعزيز الشراكات المالية والاستثمارية بين المملكة المتحدة ودولة الإمارات لدعم النمو المستدام في الأسواق الدولية.
استضافت “إنفستوبيا 2025” في يومها الأول جلسات عديدة، بما في ذلك:
- الجغرافيا السياسية والاستثمار.. مسارات غير مستقرة.
- مستقبل الرعاية الصحية.. مسار الإمارات نحو المستقبل.
- رأس المال الجديد.. استكشاف التوجهات والتدفقات والفرص.
- بناء الغد.. رؤية أبوظبي للابتكار الحضري.
- الشرق الأوسط.. الفصل الجديد.
- تو بيونت زيرو.. كمُمكّن للذكاء الاصطناعي.
- من العقارات إلى العالمية.
- حماية الاستثمارات في المعادن الثمينة: المخاطر المحتملة.
تعزيز الشراكات الاقتصادية والاستثمارات المستقبلية
وخلال مشاركته في “إنفستوبيا 2025″، قال معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية: “شكلت قمة إنفستوبيا خلال نسخها الثلاث الماضية محطة محورية لتعزيز التدفقات الاستثمارية والتجارية، ودفع التعاون الاقتصادي العالمي نحو مزيد من التكامل والشراكات المستدامة، وتأتي نسخة هذا العام في وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمي تحولات متسارعة، ما يستدعي تقديم حلول جديدة ومبتكرة لإعادة تشكيل المشهد التجاري والاستثماري العالمي، بما يعزز النمو المشترك والمستدام، ويلبي تطلعات مختلف الشركاء الاقتصاديين”.
وأوضح معاليه أن دولة الإمارات نجحت في ترسيخ مكانتها منصةً رئيسية للشراكات الاقتصادية والاستثمارية، بفضل سياساتها التجارية المرنة واتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة التي أسهمت في فتح أسواق جديدة أمام الصادرات الإماراتية، وزيادة انسيابية التدفقات التجارية من السلع والخدمات، وتعزيز جاذبية الدولة كوجهة رئيسية لرؤوس الأموال والاستثمارات النوعية، وذلك من خلال أكثر من 19 اتفاقية شراكة تم توقيعها حتى الآن مع أسواق واقتصادات استراتيجية حول العالم.
وأضاف: “نعمل من خلال إنفستوبيا 2025 على تمكين المستثمرين ورجال الأعمال من الوصول إلى الفرص الاستثمارية الواعدة في الأسواق الأسرع نمواً، وتعزيز التواصل بين مجتمع الأعمال الإماراتي وشركائه العالميين، بما يدعم نمو القطاعات الجديدة تماشياً مع رؤية الإمارات في بناء اقتصاد متنوع ومستدام”.
اقرأ أيضاً: مؤشر جديد يوضح عوامل تسريع توسع الشركات الدولية في السعودية في ظل زيادة 33 في المئة في الاستعداد للتوسع الفوري
تشكيل مستقبل الاستثمار والذكاء الاصطناعي
ومن جانبها، قالت معالي مريم المهيري: “تستمر إنفستوبيا في كونها منصة قوية لتشكيل مستقبل الاستثمار والذكاء الاصطناعي والاقتصاد الجديد، حيث تجمع بين القادة العالميين والمبتكرين وصناع القرار لدفع الحوار والتعاون الهادف. تفتخر “2 بوينت زيرو” بالمشاركة في هذا الحدث الاستثماري الرائد والمساهمة في دعم دورها بتسليط الضوء على الفرص الناشئة، وكذلك تعزيز أيضاً الشراكات التي تساهم في النمو الاقتصادي المستدام. تعد مثل هذه المنصات حيوية لاستكشاف آفاق جديدة ومواءمة الاستثمارات مع خلق القيمة على المدى الطويل”.
وتجدر الإشارة إلى أن “إنفستوبيا” هي إحدى المبادرات الرئيسية ضمن الحزمة الأولى من “مشاريع الخمسين” التي أعلنتها حكومة الإمارات في العام 2021، والتي تهدف إلى بناء الاقتصاد الأفضل والأكثر ابتكاراً في العالم، وخلق جسر فعال للتواصل وتعزيز الحوار بين مجتمعات الأعمال لتحفيزها على التوسع والاستثمار في قطاعات الاقتصاد الجديد، وبناء شراكات اقتصادية وتجارية مثمرة تدعم تطوير نماذج اقتصادية مستدامة، وكذلك تسليط الضوء على ممكنات ومقومات بيئة الاستثمار والأعمال في دولة الإمارات.
مبادرة 100 شركة من المستقبل
وفي ختام أعمال اليوم الأول ضمن البرنامج الرئيسي لمحور “حوارات إنفستوبيا”، تم تنظيم المنتدى السنوي لمبادرة “100 شركة من المستقبل” للإعلان عن الشركات المئة المختارة للعام الحالي وإطلاق التقرير السنوي للمبادرة، وذلك بحضور معالي علياء بنت عبدالله المزروعي، وزيرة دولة لريادة الأعمال، ومعالي عهود بنت خلفان الرومي، وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، حيث ركزت الجلسة على الدور الحيوي لمبادرة “100 شركة من المستقبل” في تسريع الشركات ذات الإمكانات العالية في جميع قطاعات اقتصاد المستقبل، وتعزيز مكانة الإمارات العربية المتحدة كمركز تجاري عالمي للمشاريع الريادية، وتناولت موضوعات مهمة مثل الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة، وريادة الأعمال القائمة على التكنولوجيا والابتكار.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من أخبار الاقتصاد.