إلى أين تتجه الأسهم السعودية خلال الأسبوع الجاري؟
تدخل السوق السعودية الأسبوع الجاري وسط اتجاهات متباينة؛ فمن جانب ثمة حالة من التفاؤل الذي يغذيه الأداء الإيجابي في الجلسات الخمس الأخيرة، والارتفاعات المتزامنة لأسعار النفط.
على الجانب الآخر، تظل المخاوف قائمة من عمليات جني أرباح مع الوصول إلى مستوى المقاومة الرئيسي عند 12100 نقطة خاصةً وأن السوق تاريخياً لا تستمر في الصعود لأكثر من 6 جلسات متتالية إلا في حالات نادرة، بالإضافة إلى الضغوط التي قد تواجهها قطاعات الأسمنت والبتروكيماويات والمرافق العامة بعد الزيادات الأحدث في أسعار اللقيم من جانب شركة “أرامكو”.
ستعول السوق السعودية على قطاعي الطاقة والبنوك خلال الأسبوع الجاري، مدفوعة بتحسن أسعار النفط وقوة الدولار، مع اقتراب تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
ترقب تجاه قطاع الأسمنت
كما ستشهد ترقباً بين المستثمرين تجاه قطاع الأسمنت والذي تصدرت خسائره مشهد السوق السعودية خلال تعاملات الخميس الماضي، بعدما كشفت الشركات عن تأثير رفع أسعار الديزل على تكاليف الإنتاج.
الزيادة التي طالت أغلب الشركات السعودية العاملة في قطاعات الأسمنت والبتروكيماويات والأغذية، تراوح أثرها بين 1% تقريباً إلى نحو 14% في حدها الأقصى من تكاليف الإنتاج. لكن يظل تمرير تلك التكاليف إلى المستهلك النهائي هو التحدي أمام إدارات تلك الشركات، فضلاً عن الخطط المرتقبة من جانبها لتحييد الأثر عبر تحسين كفاءة استخدام الطاقة.
يأتي ذلك، حيث كشفت عدد من الشركات لـ “تداول” عن عملها ضمن “برنامج تنافسية القطاع الصناعي” على تطوير ورفع كفاءة استخدام الطاقة. ويتيح البرنامج تمويلاً ميسراً للشركات الساعية لتحسين كفاءة الطاقة ضمن خطط هيكلة القطاع ورفع الدعم.
قال محللون تحدثوا لـ “الشرق”، إن رد فعل الأسهم في قطاعات البتروكيماويات والأسمنت والأغذية -والتي جاءت أغلبها سلبية- “مؤقت”، وأشاروا إلى أن القرار يأتي ضمن مخطط تعلمه الشركات منذ إطلاق برنامج تنافسية القطاع الصناعي قبل عامين.
“قطاع البتروكيماويات يعاني من مشاكل في جانب الطلب بشكل أساسي، ولا يمكن لزيادة في التكاليف بنحو 1% أن تكون هي المؤثر الأكبر على نتائج أعمال الشركات، وفي حال تحسن الطلب وسياسات الشركات في استخدام وتنويع مصادر الطاقة فسيعزز ذلك من استدامة أعمالها”، بحسب إسحاق علي، رئيس إدارة الأصول والاستشارات في “وينفستون كابيتال” (Winveston Capital).
ستراقب السوق أداء أسهم قطاع الأسمنت خاصة “أسمنت اليمامة” بعد انخفاض السهم بأكثر من 6% الخميس الماضي، على الرغم من عدم تأثر الشركة بقرار زيادة أسعار الديزل كمعظم شركات القطاع لعدم اعتمادها عليه بشكل رئيسي في الإنتاج، وفق علي.
“تاسي” يحقق أفضل أداء أسبوعي خلال شهر
أحمد الرشيد، محلل أول في صحيفة “الاقتصادية”، يتوقع أن تشهد بداية جلسات الأسبوع الجاري بعض عمليات جني الأرباح بعد 4 جلسات متتالية من الصعود، والتي قادت مؤشر “تاسي” إلى الإغلاق عند أعلى مستوياته خلال شهر، ليحقق أفضل أداء أسبوعي منذ شهر بارتفاع 2% تقريباً.
إلا أنه يتوقع أن تتجه الأنظار صوب سهم “أرامكو” مع تحسن أسعار النفط مؤخراً والتي تجاوزت مستوى 76 دولاراً للبرميل لخام برنت.
سيضع المستثمرون أيضاً نصب أعينهم قطاع البنوك مع اقتراب مؤشر “تاسي” من مستويات مقاومة رئيسية قد يكون اختراقها لأعلى هو كلمة السر في كسر الحركة العرضية، والتي استمرت منذ بداية النصف الثاني من العام الماضي.
استمرار الصعود ربما تدعمه قوة الدولار والتوقعات بتحقيق مزيد من المكاسب خلال العام الجاري، خاصةً مع ارتباط الريال بسعر صرف ثابت مع الدولار، وبالتالي سيكون الاستثمار في الأسهم السعودية مزدوج المكاسب مقارنة بفئات الأصول المرتبطة بمعظم العملات العالمية.
تتوقع بنوك “وول ستريت” مزيداً من الارتفاع للعملة الخضراء في المدى القريب مع دخول سياسات الرئيس المنتخب حيز التنفيذ، فيما يتكهن عدد من المؤسسات بأن تصل إلى نقطة التعادل مع اليورو.
في الوقت ذاته وبينما تستعد الشركات للإعلان عن نتائج الربع الرابع من عام 2024، ستتجه الأنظار نحو قطاع الإنشاءات مع توقعات بتحقيق معدلات نمو 24% على أساس سنوي للإيرادات، بينما تتوقع “الراجحي المالية” أن ترتفع الأرباح الفصلية على أساس سنوي بنسبة 97%.
وتوقعت مذكرة بحثية حديثة للشركة اطلعت عليها “الشرق”، أن يستفيد قطاع الرعاية الصحية من معدلات الانتشار المنخفضة للخدمات، وخطط التوسع الطموحة للشركات، في دعم النمو خلال الربع الأخير من العام الماضي.