“إكسون” ترفع الإنفاق الرأسمالي في 2025 وسط فائض نفطي متوقع
تعتزم شركة “إكسون موبيل” (Exxon Mobil) زيادة إنفاقها الرأسمالي العام المقبل مع إضافة استحواذها على شركة “بايونير ناتشورال ريسورسز” (Pioneer Natural Resources) بقيمة 60 مليار دولار ضمن خطط إنتاج النفط، ما يهدد بتفاقم فائض النفط المتوقع العام المقبل.
قالت أكبر شركة استكشاف بمجال الطاقة في أميركا الشمالية في بيان يوم الأربعاء إنها تخطط لإنفاق ما بين 27 مليار دولار و29 مليار دولار في العام المقبل. قبل استحواذها على “بايونير”، كانت الشركة تستهدف إنفاقاً سنوياً يبلغ نحو 24.5 مليار دولار حتى 2027.
تتناقض خطة النمو وزيادة الإنفاق لدى “إكسون” بشكل مباشر مع توجهات لاعبين آخرين في صناعة النفط. فقد مدّد تحالف “أوبك+” خطط تخفيضات إنتاج النفط في السوق حتى العام المقبل وسط تراجع الأسعار نتيجة فائض متوقع. في المقابل، أعلنت شركة “شيفرون” (Chevron) الأسبوع الماضي عن أول خفض للإنفاق السنوي منذ 2021 وسط تركيزها على الأرباح بدلاً من الإنتاج.
يعتزم الرئيس التنفيذي لـ”إكسون”، دارين وودز، الاستثمار في ما يصفه بالمشاريع “ذات المزايا” التي يمكن أن تنتج النفط والغاز الطبيعي بتكلفة أقل من 40 دولاراً للبرميل على المدى الطويل. تُعتبر المشاريع منخفضة التكلفة مثل الحفر في حوض بيرميان الأميركي وغيانا وإنتاج الغاز الطبيعي المسال مربحة على المدى البعيد حتى مع تحول الاقتصادات الكبرى بعيداً عن الوقود الأحفوري، ما يضغط على الأسعار.
قال وودز في نوفمبر: “محفظة الأصول المتميزة التي بنيناها تحظى بإعجاب كبير في الصناعة”.
مخاوف زيادة معروض النفط عالمياً
هذه الاستراتيجية قد تكون منطقية للمساهمين على المدى الطويل، ولكن المحللين يخشون أن يؤدي ارتفاع إنتاج النفط من “إكسون” إلى زيادة فائض المعروض العالمي المتوقع العام المقبل. سيؤدي ذلك إلى تعقيد جهود منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” وحلفائها لاحتواء الفائض ودعم أسعار النفط.
قال بول سانكي، محلل النفط المخضرم ومؤسس شركة “سانكي ريسيرش” (Sankey Research )، قبل الإعلان، إن “إكسون” تزيد حصتها بشكل مباشر بسوق النفط العالمية، خاصة في ظل إبقاء السعودية على التخفيضات الطوعية للإنتاج. وأضاف أن ضعف الاستهلاك الصيني، وتوسع الإمدادات من الولايات المتحدة والبرازيل يؤديان إلى “ضغط كبير على أسعار النفط”.
تجدر الإشارة إلى أن رفض وودز التخلي عن نشاط “إكسون” الأساسي في النفط والغاز جاء في صالح الشركة منذ 2021 مع تعافي الطلب على الطاقة بقوة بعد انخفاضه خلال جائحة “كورونا”. حقق سعر السهم عائداً إجمالياً يفوق 100% خلال السنوات الثلاث الماضية، وهو أكثر من ضعف عوائد مؤشر “إس آند بي 500” وشركة “شيفرون”.
لكن المحللين بدأوا في التشكيك في الحكمة من التركيز على نمو إنتاج النفط في وقت يتجه سعر الخام العالمي للتراجع للعام الثاني على التوالي، وسط استمرار ضعف الطلب الصيني على الطاقة، فضلاً عن تقييد تحالف “أوبك+” ملايين البراميل من طاقة الإنتاج غير المستخدمة، وفقاً لبنك “سيتي غروب”.