ارتفع الدولار الثلاثاء، محققاً أقوى زيادة سنوية له منذ ما يقرب من عقد، وذلك بفضل قوة الاقتصاد الأميركي وسياسات الرئيس المنتخب دونالد ترمب المتعلقة بتخفيض الضرائب وفرض الرسوم الجمركية، والتي تعد بإبقاء أسعار الفائدة مرتفعة.
أدى هذا الارتفاع إلى وصول مؤشر “بلومبرغ” للدولار إلى أعلى مستوى منذ نوفمبر 2022. وارتفع المؤشر بحوالي 8% هذا العام، وهو أعلى مستوى له منذ عام 2015، بعد أن دفع النمو الاقتصادي المفاجئ والمتماسك المتداولين إلى تقليص توقعاتهم بشأن مدى تيسير السياسة النقدية من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
يشير المحللون إلى أن ارتفاع الدولار لديه فرصة للاستمرار خلال أوائل العام الجديد، خاصة بعد أن أبدى مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي حذرهم بشأن تخفيضات إضافية في أسعار الفائدة. هذا الموقف يتناقض مع البنوك المركزية الأخرى، التي يُتوقع أن تخفض أسعار الفائدة بشكل أسرع. أعطى ذلك حافزاً للمستثمرين لنقل أموالهم إلى الولايات المتحدة، ما ساهم في رفع قيمة الدولار.
سياسات ترمب
حقق الدولار ارتفاعاً مقابل جميع العملات الرئيسية في عام 2024، وكانت أكثر العملات تراجعاً أمامه هي الدولار النيوزيلندي والكرونة النرويجية والين الياباني.
“العديد من السياسات الأولية لترمب ستكون داعمة لقوة الدولار في بداية عام 2025″، حسبما رأت جاياتي بهارادواج، استراتيجية العملات في “تي دي سيكيوريتيز” (TD Securities).
وأضافت: “نتوقع في النصف الثاني من العام المقبل أن يستأنف الفيدرالي تخفيف السياسة النقدية، ما قد يكون نقطة تحول لقوة الدولار، خاصة إذا كانت البنوك المركزية الأخرى ثابتة في سياساتها”.
وفقاً لبيانات جمعتها “بلومبرغ”، زادت مجموعة من المتداولين في السوق، بما في ذلك صناديق التحوط ومديري الأصول، رهاناتهم الجماعية على ارتفاع الدولار، لتصل إلى حوالي 29.8 مليار دولار. يُعتبر هذا أعلى مستوى من التفاؤل تجاه العملة الأميركية منذ شهر أبريل.
زخمُ مؤقت
مع ذلك، تٌثار بعض الشكوك حول مدى استمرار ارتفاع الدولار، نظراً للمكاسب الكبيرة التي حققها حتى الآن، وأيضاً لأن السوق قد أخذت بالفعل في الحسبان أن وتيرة خفض أسعار الفائدة ستكون أبطأ.
قالت سارة يينغ، رئيسة استراتيجية العملات في “سي آي بي سي كابيتال ماركتس” (CIBC Capital Markets) في تورونتو: “نحن متفائلون بشكل معتدل بشأن الدولار”. وتابعت: “تم تسعير معظم مسار الفيدرالي بالفعل، ونعتقد أن زخم الدولار سيفقد بعض قوته في الربع الثاني”.
