إعادة انتخاب مايك جونسون رئيساً لمجلس النواب بدعم من ترمب
فاز الجمهوري مايك جونسون بإعادة انتخابه رئيساً لمجلس النواب، متغلباً على مقاومة مجموعة صغيرة ولكنها مؤثرة من المحافظين المتشددين، وذلك بعد سلسلة من المحادثات في اللحظات الأخيرة، وبمساعدة تأييد حاسم من الرئيس المنتخب دونالد ترمب.
حصل جونسون على الأغلبية المطلوبة بعد أن وافق معظم المعارضين من المحافظين المتشددين على استمراره في القيادة. وكان النائب الجمهوري عن ولاية لويزيانا قد فشل في البداية في تحقيق النصاب اللازم، وتم إبقاء التصويت مفتوحاً، بينما كان يتشاور مع النواب في غرفة جانبية بالقرب من قاعة المجلس.
يأتي فوز جونسون بفارق ضيق، حيث صوت 218 صوتاً لصالحه مقابل 215 صوتاً ضده، ليمنحه فرصة قيادة مجلس نواب بأقل هامش سيطرة يحظى به أي حزب بعد الانتخابات منذ ما يقرب من 100 عام. كما يسلط الضوء على الصعوبة التي قد يواجهها الجمهوريون في دفع أولوياتهم التشريعية قُدماً رغم سيطرتهم الكاملة على الحكومة في واشنطن.
أول اختبار كبير
ومع ذلك، تمكن جونسون من تجاوز الانقسامات بين الجمهوريين في أول اختبار كبير له في الكونغرس الجديد. وقد غير عضوان جمهوريان، هما كيث سيلف من تكساس ورالف نورمان من ساوث كارولاينا، أصواتهما لصالح جونسون بعد محادثات مع حلفاء رئيس المجلس.
وقال نورمان في مقابلة على قناة “فوكس نيوز” إنه غير تصويته بعد أن أكد له جونسون أنه سيقاتل من أجل القضايا المحافظة المتشددة في التشريعات. أما سيلف فقال إنه لن “يسبق رئيس المجلس” فيما يتعلق بالكشف عن الاتفاقيات المحددة التي أبرمها جونسون. وأفاد كلا النائبين بأن ترمب أيضاً اتصل بهما لحثهما على التخلي عن معارضتهما لجونسون.
وصرح رئيس المجلس بأنه أبلغ المعارضين بأنه سيشرك الأعضاء على جميع المستويات، لكنه لم يقدم “أي وعود” أخرى.
ومع ذلك، حذر أحد المحافظين المتشددين الذي صوت لصالح جونسون في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي من أن رئيس المجلس لا يزال يواجه استياء داخل حزبه.
وقال شيب روي، النائب الجمهوري عن ولاية تكساس، على منصة إكس: “هناك العديد من الأعضاء، إلى جانب الثلاثة الذين صوتوا لمرشح آخر، لديهم تحفظات”.
وكان توماس ماسي من كنتاكي هو الجمهوري الوحيد الذي صوت لمرشح آخر غير جونسون.
أولويات ترمب
تعهد دونالد ترمب، الرئيس المنتخب، بالعمل على تنفيذ أولويات جريئة، من بينها قمع المهاجرين غير الشرعيين، وخفض كبير جديد في الضرائب على المدى الطويل. يأتي ذلك بالإضافة إلى خطط لخفض كبير في الإنفاق الحكومي الأميركي، بقيادة الملياردير الداعم لترمب، إيلون ماسك، مع معالجة احتياجات أساسية مثل تمويل الحكومة أو تمديد سقف الدين الأميركي، وهي مسائل اعتمد فيها الجمهوريون في مجلس النواب على أصوات الديمقراطيين في السنوات الأخيرة.
تم التصويت على إعادة انتخاب مايك جونسون كرئيس لمجلس النواب بعد إبقاء عملية التصويت مفتوحة لأكثر من 30 دقيقة عقب النداء الرسمي، مما حقق توقع جونسون بأن يتم الحسم في جولة واحدة مع وجود معارض جمهوري واحد فقط.
لكن انتصار جونسون لم يكن مضموناً. إذ تصاعدت حالة السخط بشأن قيادته في ديسمبر الماضي بعد أن فشلت صفقة إنفاق حكومي، حازت موافقة الحزبين، كان قد تفاوض عليها بسبب اعتراض ترمب على الصفقة، مما تسبب في فوضى قبل الموعد النهائي لإغلاق الحكومة. طالب الرئيس المنتخب بأن يضمن مجلس النواب بنوداً لرفع سقف الدين الحكومي لمدة عامين على الأقل من فترته الرئاسية.
أغلبية ضيقة
تم رفض اقتراح معدل يشمل رفع سقف الدين من قِبل 38 نائباً جمهورياً ومعظم الديمقراطيين، على الرغم من تهديد ترمب بتحدي الجمهوريين الذين يعارضونه في الانتخابات القادمة.
تمكن المشرعون في اللحظة الأخيرة من تمرير صفقة إنفاق قبل الموعد النهائي للإغلاق الحكومي. لكنها لم تتضمن رفع سقف الدين، وهي قضية سيتعين على جونسون وترمب معالجتها مرة أخرى في وقت لاحق من هذا العام.
ويتعين على الحزب الجمهوري التعامل مع أغلبية ضيقة بشكل أكبر هذا العام، إذ يملك الجمهوريون 219 مقعداً في مجلس النواب مقابل 215 للديمقراطيين.
تُعد هذه النسبة هي الأقل لأي حزب بعد أي انتخابات منذ عام 1930، وفقاً لمكتب المؤرخ في مجلس النواب الأميركي.