إشارات تحذيرية على شحّ الديزل في أوروبا وسط ضغوط الإمدادات

تظهر العقود الآجلة المرجعية للديزل في أوروبا علامات على شحّ السوق، مع استمرار تجار الوقود في مواجهة ضغوط بالإمدادات.

سجّلت العقود الأقرب استحقاقاً اليوم الثلاثاء أقوى حالة “باكورديشن” منذ شهر مارس، وهو وضع (صعودي بالسوق) تكون فيه الأسعار الفورية أعلى من نظيرتها للعقود على الأجل الأطول. يُفسَّر هذا النمط غالباً على أنه مؤشر على شح الإمدادات مقارنة بالطلب، ما يدفع التجار لدفع علاوة سعرية للحصول على الوقود في أقرب وقت ممكن.

اقرأ أيضاً: الإمدادات السعودية ترفع واردات أوروبا من الديزل لمستويات قياسية

تعاني إمدادات الديزل في أوروبا من ضغوط بسبب توقف المصافي، سواء بسبب عمليات صيانة مجدولة أو أعطال غير متوقعة، خلال الأسابيع الأخيرة. كما شهد يناير انخفاضاً حاداً في الشحنات المتجهة إلى الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، وفقاً لبيانات شركة “فورتكسا” (Vortexa) التي جمعتها “بلومبرغ”.

الإمدادات الأميركية

وتظهر إشارات على محدودية الإمدادات أيضاً في السوق الأميركية، التي تُعد مصدراً منتظماً للشحنات المتجهة إلى أوروبا. فقد تراجعت المخزونات الأميركية إلى أدنى مستوياتها الموسمية منذ 2014، كما أن العقود الآجلة هناك تشهد نمط “باكورديشن” بشكل حاد.

اقرأ أيضاً: أسعار الغاز الأوروبي تتراجع مع انحسار مخاوف الإمدادات

اعتبر جورج شو، محلل النفط في شركة “كبلر” (Kpler)، أن “تحويل الشحنات إلى الولايات المتحدة، إلى جانب حركات المراجحة العكسية من موانئ أمستردام – روتردام – أنتويرب إلى المنطقة الأولى من مناطق إمدادات البترول في الساحل الشرقي بالولايات المتحدة (PADD 1)، تعكس بلا شك شحّاً في السوق الأميركية”. وأضاف أن ذلك “يؤثر على الفروق السعرية لزيت الغاز في أوروبا، حيث تحتاج المنطقة إلى تسعير أعلى لجذب تدفقات الشحنات، خصوصاً مع تعافي الطلب الموسمي”.

يُضاف إلى هذه العوامل تأثير الطقس البارد، الذي يدعم السوق الأوروبية، إذ تؤدي درجات الحرارة المنخفضة إلى زيادة الطلب على زيت التدفئة، وهو نوع من الديزل. كما أن الارتفاع الأخير في أسعار الغاز الطبيعي قد يشكّل محفزاً إضافياً لارتفاع الأسعار.