اخر الاخبار

إشادات وانتقادات تقابل نموذج الذكاء الاصطناعي “GPT-5” في يومه الأول

على مدى أشهر، روج سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة “أوبن إيه آي” (OpenAI)، لإمكانيات نموذج “جي بي تي-5” (GPT-5)، معتبراً إطلاقه محطة مفصلية في تاريخ الشركة. غير أن نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد قوبل، خلال أول 24 ساعة من طرحه، بآراء متباينة.

فقد أوضحت “أوبن إيه آي”، في إعلانها الصادر يوم الخميس، أن  “جي بي تي-5” يتمتع بقدرات أفضل في البرمجة والتفكير المنطقي لحل المشكلات المعقدة، واعتبرته متقدماً بما يكفي لترقية روبوت الدردشة “تشات جي بي تي” (ChatGPT) إلى مستوى خبير يحمل درجة الدكتوراه.

وأشاد بعض من حصلوا على وصول مبكر للنموذج الجديد، رغم إبدائهم بعض التحفظات. فقد ذكر المطور سيمون ويليسون في مدونة له: “أصبح نموذجي المفضل الجديد”، واصفاً إياه بـ”الكفء” و”المثير للإعجاب أحياناً”، لكنه أضاف أن التطوير في النموذج “لا يمثل تحولاً جذرياً عما كان متاحاً لدينا سابقاً”.

اقرأ أيضاً: “أوبن إيه آي” تطلق أقوى نماذجها للذكاء الاصطناعي “GPT-5” مجاناً

مع ذلك، أبدى مستخدمو “تشات جي بي تي” على منصات التواصل الاجتماعي استياءهم من استمرار نموذج “جي بي تي-5” في اختلاق المعلومات والتعثر عند التعامل مع مسائل رياضية وإملائية بسيطة.

وبهذا الصدد، قال نوح جيانسيراكوزا، الأستاذ المشارك في الرياضيات بجامعة بنتلي، بأن الإطلاق جاء “مخيباً للآمال”، موضحاً أنه رغم وجود “بعض التحسينات”، فإنها “كانت محدودة أكثر بكثير مما كنت آمل”.

آلية التبديل بين نماذج الذكاء الاصطناعي

ربما يُعزى جزء من ردود الفعل إلى حالة ارتباك بشأن آلية عمل النموذج. فعلى خلاف إصدارات “أوبن إيه آي” السابقة، ينتقل “جي بي تي-5” تلقائياً بين نماذج مختلفة في مستويات التطور تبعاً لطبيعة الاستفسار. ويساعد هذا النهج الشركة على الاستفادة القصوى من مواردها الحاسوبية، لكنه يعني أيضاً أن المستخدمين قد لا يتعاملون دائماً مع أقوى نسخة من تقنيتها.

فعلى سبيل المثال، عندما طُلب من “جي بي تي-5” تحديد عدد مرات ظهور الحرف “b” في كلمة “blueberry”، كانت إجابته الأولى في أحد الاختبارات “ثلاث مرات”. لكن عند مطالبته بـ”التفكير بشكل أعمق”، انتقل إلى نموذج استدلال أكثر تقدماً، وقدم الإجابة الصحيحة.

وفي يوم الجمعة، علق ألتمان على بعض الملاحظات، موضحاً أن هناك مشكلة في النظام. وقال: “سيبدو (جي بي تي-5) أكثر ذكاءً ابتداءً من اليوم، إذ أن ميزة التبديل التلقائي تعطلت بالأمس وتوقفت عن العمل لجزء من اليوم، ما جعل (جي بي تي-5) يبدو أقل ذكاءً بكثير”.

منافسة قوية في ميدان الذكاء الاصطناعي

يشكل إطلاق النموذج الجديد رهاناً كبيراً بالنسبة لـ”أوبن إيه آي”، التي تسعى للحفاظ على صدارتها في السباق المتصاعد المتزايدة مع شركات أميركية وصينية في مجال الذكاء الاصطناعي. كما تسعى الشركة لإقناع الشركات والمستخدمين الأفراد بالاشتراك في خدماتها المميزة لتعويض إنفاقها الضخم على استقطاب المواهب، وشراء الرقائق، وبناء مراكز البيانات لدعم الابتكار في هذا القطاع.

أطلقت الشركة، ومقرها سان فرانسيسكو، طفرة الذكاء الاصطناعي التوليدي قبل نحو ثلاث سنوات عبر إصدار “تشات جي بي تي”، الذي استند في بدايته إلى نموذج سابق يُسمى “جي بي تي-3.5” (GPT-3.5). ومنذ ذلك الحين، واصلت الشركة تطوير سلسلة من النماذج الأكثر تقدماً، بما في ذلك خيارات متعددة تحاكي التفكير البشري.

اقرأ أيضاً: على القادة الحذر من “التملق المفرط” للذكاء الاصطناعي

ومع تقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي، بات من الصعب تحديد التفوق بين النماذج المختلفة بشكل قاطع. فاعتباراً من ظهر الجمعة، تصدّر “جي بي تي-5” عدداً من الفئات على منصة “إل إم أرينا” (LMArena)، المخصصة لتصنيف نماذج الذكاء الاصطناعي وفق تقييمات المستخدمين، بينما أظهر مقياس آخر يُعرف باسم “إيه آر سي-إيه جي آي-2” (ARC-AGI-2) تفوق أحدث إصدار من “غروك” (Grok) التابع لشركة “إكس إيه آي” (xAI) المملوكة لإيلون ماسك على نموذج “أوبن إيه آي” الجديد.

في غياب تقييمات أكثر حسماً، تعتمد المنافسة بين النماذج أحياناً على الانطباع العام. ومع اقتراب عدد مستخدمي “تشات جي بي تي” من 700 مليون تقريباً بشكل أسبوعي، فمن الطبيعي أن تتباين الآراء حول أداء النموذج، خصوصاً أن قياس قيمة نظام ذكاء اصطناعي جديد في الحياة الشخصية والمهنية يحتاج إلى وقت أطول من يوم واحد فقط.

إشادة أكاديمية مقابل سخط المستخدمين

أبدى إيثان موليك، الأستاذ في كلية وارتون بجامعة بنسلفانيا والمعتاد على اختبار نماذج الذكاء الاصطناعي، إعجابه بقدرة “جي بي تي-5” على إجراء الأبحاث، وابتكار ردود كتابية ذكية، وتبسيط البرمجة حتى للمبتدئين.

وكتب في مدونته: “(جي بي تي-5) ينجز المهام من تلقاء نفسه، أحياناً بشكل استثنائي، وأحياناً بصورة غريبة، وأحياناً بأسلوب يعكس طابع الذكاء الاصطناعي بوضوح، وهذا ما يجعله مثيراً للاهتمام”.

لكن على منصة “ريديت” (Reddit)، بدت ردود الفعل متباينة تماماً. فخلال جلسة “اسألني أي شيء” يوم الجمعة على المنصة، واجه ألتمان انتقادات من مستخدمين عبروا عن استيائهم من غياب حرية أكبر ورؤية أوضح لمعرفة أي نموذج يتولى الرد على استفساراتهم. وأكد ألتمان أن “أوبن إيه آي” ستتخذ خطوات لمعالجة هذه الملاحظات، من بينها جعل العملية “أكثر شفافية”.

رد ألتمان على سؤال أحد مستخدمي “رديت” موضحاً أن “أوبن إيه آي” ترى أن “جودة الكتابة” في إحدى نسخ “جي بي تي-5” أفضل من “جي بي تي-4.5″، ثم طرح سؤاله: “هل تجدونها أسوأ؟” فجاءت الإجابات المتتالية من المستخدمين بنعم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *