إسرائيل تكثف تدخلها العسكري في سوريا بذريعة حماية الدروز

شنت إسرائيل، الأربعاء، غارات جوية مكثفة على العاصمة السورية دمشق، بالتزامن مع تصاعد أزمة السويداء، وتجدد الاشتباكات في المحافظة ذات الأغلبية الدرزية، بينما تعهدت الرئاسة السورية بمحاسبة المتورطين في انتهاكات، بعد انتشار مقاطع فيديو، ترصد انتهاكات منسوبة لعناصر من قوات الجيش والأمن الداخلي بحق مواطنين من الدروز في المحافظة.
واستهدفت غارات إسرائيل، مقر وزارة الدفاع السورية في دمشق، فيما أشار شهود عيان إلى أن القصف الإسرائيلي، طال مناطق قريبة من قصر الرئاسة السورية.
160 غارة إسرائيلية على سوريا
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن الجيش الإسرائيلي شن 160 غارة على سوريا، تمهيداً لقتال يستمر لأيام.
اقرأ أيضاً: انسحاب كتلة “يهدوت هتوراه” الحريدية يهدد حكومة نتنياهو
ودعا السفير الأميركي لدى تركيا، في تعليقه على التطورات في سوريا، إلى “التراجع خطوة للوراء والتفاوض من أجل وقف إطلاق النار بمدينة السويداء السورية”، كما ندد بـ”العنف ضد المدنيين”.
وكتب السفير توم بيريك على منصة “إكس”، “نندد بشدة بالعنف ضد المدنيين في السويداء. نقطة توقف. على جميع الأطراف التراجع خطوة للوراء والانخراط في حوار هادف يؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار، ويجب محاسبة الجناة”.
تجددت الاشتباكات في محافظة السويداء السورية، الأربعاء، لليوم الرابع على التوالي منذ اندلاعها الأحد الماضي، إذ شهدت الساعات الأخيرة اشتباكات عنيفة وقصف مدفعي ببعض أحياء المدينة، حيث تسعى قوات مشتركة من الجيش والأمن الداخلي إلى استكمال فرض سيطرتها على المدينة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، قصف بوابة الدخول إلى مجمع الأركان العامة السوري في دمشق، وذلك بعد سلسلة من الضربات التي استهدفت القوات السورية المنتشرة في محافظة السويداء جنوبي البلاد.
تعزيزات عسكرية إسرائيلية
شدد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في وقت سابق من الأربعاء، على أن الجيش الإسرائيلي، سيواصل قصف قوات الحكومة السورية، ما لم تنسحب من مدينة السويداء ذات الأغلبية الدرزية في جنوب سوريا.
وقال كاتس، في بيان: “يجب على النظام السوري أن يترك الدروز في السويداء وشأنهم ويسحب قواته. وكما أوضحنا وحذّرنا، فإن إسرائيل لن تتخلى عن الدروز في سوريا وستطبق سياسة نزع السلاح التي قررناها”، وفق ما أوردت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
وأضاف وزير الدفاع الإسرائيلي: “سيستمر الجيش الإسرائيلي في ضرب قوات النظام حتى تنسحب من المنطقة، وسيصعّد رده ضد النظام قريباً إذا لم تفهم الرسالة”.
اقرأ أيضاً: مستقبل سوريا: توازن القوى على المحك بعد الإطاحة بالأسد
ودفع الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، بثلاث كتائب إضافية من قوات حرس الحدود ولواء “جولاني”، إلى حدود إسرائيل مع سوريا، خوفاً من محاولات اقتحام جماعية للسياج من قبل الدروز إلى داخل إسرائيل، وكتيبة أخرى من قوات حرس الحدود تم استدعائها، ظهر الثلاثاء، بالإضافة إلى قوات الشرطة العسكرية التي تعمل في المنطقة.
في غضون ذلك، تزايدت الدعوات الدولية للتهدئة، واعتبرت الخارجية التركية، أن الغارات الجوية الإسرائيلية على دمشق، والتي استهدفت مقراً عسكرياً ووزارة الدفاع والمناطق المحيطة بها، تهدف إلى “تقويض جهود سوريا لإرساء السلام والأمن”.