أعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، تنفيذ هجوم استهدف “القيادة العليا لحركة حماس” خلال اجتماع لها في العاصمة القطرية الدوحة.
وصرح مسؤول إسرائيلي لوسائل إعلام محلية إسرائيلية أن تل أبيب “هاجمت قيادة حماس في قطر”، مشيراً بالاسم إلى كل من خليل الحية وظاهر جبارين بوصفهما من بين المستهدفين.
وبحسب ما نقلته القناة 12 الإسرائيلية، قال المسؤول إن “الرئيس الأميركي دونالد ترمب “أعطى الضوء الأخضر” للهجوم، دون أن توضح القناة مزيداً من التفاصيل بشأن توقيت هذه الموافقة أو مدى صحتها.
وشهدت الدوحة، مساء اليوم الثلاثاء، دوي انفجارات متتالية أعقبها تصاعد أعمدة دخان كثيفة في سماء حي كتارا. وبحسب منصة “أكسيوس”، هزّت الانفجارات محيط المنطقة الساحلية، ما أثار حالة من الهلع بين السكان.
ارتفعت أسعار الذهب والنفط بعد الإعلان عن الهجوم؛ حيث قفز سعر الذهب فوق حاجز 3700 دولار للأونصة لأول مرة في التاريخ. كما صعد سعر مزيج برنت بما يصل إلى 1.5% ليصل إلى 67 دولاراً للبرميل.
يأتي هذا التطور في وقت يشهد تصعيداً متزايداً في الصراع بين إسرائيل وحماس، بعدما أمرت تل أبيب بإخلاء شامل لسكان غزة تمهيداً لشن هجوم واسع النطاق.
فيما قالت إسرائيل في بيان رسمي: “نفذ جيش الدفاع الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك)، باستخدام سلاح الجو، مؤخراً هجوماً مستهدفاً القيادة العليا لمنظمة حماس”.
وقال مصدران من حركة “حماس”، لوكالة “رويترز”، إن “وفد الحركة في مفاوضات وقف إطلاق النار نجا من الهجوم الإسرائيلي” الذي شهدته العاصمة القطرية الدوحة، الثلاثاء. كما نقلت قناة “الجزيرة” القطرية عن مصدر قيادي في “حماس” قوله إن الوفد القيادي للحركة بقيادة خليل الحية “نجا من محاول الاغتيال الإسرائيلية”.
إدانة قطرية للهجوم
في المقابل، أصدرت وزارة الخارجية القطرية بياناً شديد اللهجة، أكدت فيه أن “دولة قطر تدين بأشد العبارات الهجوم الإسرائيلي الجبان الذي استهدف مقرات سكنية يقيم فيها عدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة”.
وصرح المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، بأن الهجوم “اعتداء إجرامي يشكل انتهاكاً صارخاً لكافة القوانين والأعراف الدولية، وتهديداً خطيراً لأمن وسلامة القطريين والمقيمين في قطر”. وأضاف أن الجهات الأمنية والدفاع المدني “باشرت التعامل مع الحادث فوراً واتخذت الإجراءات اللازمة لاحتواء تبعاته”.
وأكد الأنصاري أن قطر “لن تتهاون مع هذا السلوك الإسرائيلي المتهور”، مشيراً إلى أن “التحقيقات جارية على أعلى مستوى”، مع وعود بالكشف عن مزيد من التفاصيل فور توفرها.
أسماء القادة المستهدفين
مصادر مطلعة نقلت لـ”الشرق” أن الاجتماع الذي استهدفه الهجوم ضم قيادات بارزة من حركة حماس، من بينهم خليل الحية، وظاهر جبارين، وخالد مشعل، وأبو عبيدة عوض الله، دون ورود أنباء مؤكدة حول وقوع إصابات.
الجيش الإسرائيلي لم يذكر الدوحة صراحة في بيانه، لكن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي قال، عبر منصة إكس، إن الجيش الإسرائيلي استهدف قادة حماس، الذين حملهم مسؤولية الهجوم على جنوبي إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، في إشارة ضمنية إلى تصعيد عمليات الردع.
ويحمل هذا التطور أبعاداً جيوسياسية حساسة، لا سيما أن الهجوم يشكل سابقة باستهداف مباشر لأراضي دولة خليجية تحتضن شخصيات من حركة حماس، ويضع العلاقات القطرية الإسرائيلية على محك التصعيد.
