جمعت إسرائيل 5 مليارات دولار عبر شركة الوساطة الخاصة بها المسجلة في الولايات المتحدة الأميركية، “إسرائيل بوندز” (Israel Bonds)، منذ اندلاع الحرب مع حركة “حماس”، مما عزز قدرتها على تمويل الحرب المستمرة منذ 20 شهراً.
هذا المبلغ يزيد بأكثر من الضعف مقارنة بما جمعته الشركة خلال فترات زمنية مشابهة قبل اندلاع الحرب، التي بدأت بهجمات “حماس” في 7 أكتوبر 2023، وتوسعت لتشمل معارك مع مجموعات أخرى مدعومة من إيران.
الحرب تثقل كاهل اقتصاد إسرائيل
قال داني نافيه، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة “إسرائيل بوندز”: “لقد غير السابع من أكتوبر كل شيء، لكن ما تلاه كان استثنائياً بكل معنى الكلمة. هذه الأموال ليست مجرد رأسمال، بل تصويت عالمي بالثقة في الاقتصاد الإسرائيلي”.
تُعد “إسرائيل بوندز”، المسجلة في الولايات المتحدة الأميركية منذ عام 1951، كياناً منفصلاً لكنه مرتبط بوزارة المالية الإسرائيلية، وتبيع السندات للمستثمرين الأفراد والمؤسسات في الولايات المتحدة، وبحجم أقل في كندا وأوروبا.
اقرأ أيضاً: إسرائيل تبيع أول سندات دولية منذ الحرب على غزة
تبيع الشركة أدوات استثمارية شبيهة موجهة للأفراد لا تُتداول في السوق الثانوية، أي أنها غير قابلة للبيع بعد شرائها. تُباع هذه السندات بأسماء مثل “مازل توف” و”مكابي”، وتتراوح آجال استحقاقها حالياً بين عام إلى 15 عاماً، فيما تتراوح عوائد السندات لأجل 5 سنوات بين 4.86% و5.44%. يمكن شراؤها بفئات تبدأ من 36 دولاراً فقط.
أثقلت الحرب كاهل المالية العامة في إسرائيل، إذ اقترضت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رقماً قياسياً بلغ 278.4 مليار شيكل (75.9 مليار دولار) في العام الماضي.
وكانت المحاسبة العامة في وزارة المالية، يلي روثنبرغ، وهي المسؤولة عن إدارة الدين السيادي الإسرائيلي، قد صرحت لـ”بلومبرغ” في وقت سابق من العام الجاري بأن احتياجات البلاد التمويلية ستبلغ نحو 200 مليار شيكل في عام 2025.
أبرز المستثمرين في سندات إسرائيل
تُجري إسرائيل معظم عمليات الاقتراض في سوق السندات المحلية، حيث يقود الطلب مستثمرون مؤسسيون يملكون رؤوس أموال كبيرة. شكلت هذه السوق 80% من إجمالي عمليات الاقتراض العام الماضي، بينما جاء الباقي من الأسواق الدولية، والصفقات الخاصة، ومبيعات “إسرائيل بوندز”.
قال نافيه إن أكبر المستثمرين في الولايات المتحدة الأميركية هم حكومات محلية على مستوى الولايات والمقاطعات والمدن، وتشمل ولايات نيويورك وتكساس وأوهايو وإلينوي.
وأضاف أن أكبر مستثمر هو مقاطعة “بالم بيتش” في ولاية فلوريدا، والتي تملك سندات سيادية إسرائيلية بقيمة 700 مليون دولار.
واختتم نافيه بالقول: “إنه نهج يحظى بإجماع الحزبين الديمقراطي والجمهوري. فهم يستثمرون في السندات الإسرائيلية لأنهم يحصلون على عوائد قوية وثابتة، وفي الوقت نفسه، تُعد وسيلة رائعة للتعبير عن دعمهم”.
