اخر الاخبار

إسبانيا تواصل التقارب مع الصين متجاهلةً تحذيرات أميركا

جدد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز دعوته للاتحاد الأوروبي لتعزيز علاقاته مع الصين، متجاهلاً تحذيرات الولايات المتحدة التي اعتبرت أن هذه الخطوة قد تحمل تداعيات سلبية.

خلال مؤتمر صحفي عُقد في بكين يوم الجمعة عقب لقائه مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، شدد سانشيز على “ضرورة بناء علاقة إيجابية بين إسبانيا والصين”. وأكد أن “إسبانيا والاتحاد الأوروبي يتشاركان المبادئ والقيم والمصالح ذاتها”.

وكان وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت قد حذر في وقت سابق من هذا الأسبوع الاتحاد الأوروبي من الميل نحو تعميق التعاون مع بكين على حساب العلاقات مع واشنطن، موجهاً انتقاداً مباشراً لنهج سانشيز، ومعتبراً أن “هذه الخطوة بمثابة إلحاق الضرر بنفسها”.

دفعت محاولات الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتفكيك النظام التجاري العالمي العديد من الدول إلى إعادة تقييم علاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة، وتنويع سلاسل التوريد لمواجهة حالة عدم اليقين التي أثارتها واشنطن. وفي هذا السياق، أكد الاتحاد الأوروبي أنه يسعى إلى إبرام شراكات تجارية جديدة مع دول تشاركه التزامه بمبدأ “التبادل الحر والمفتوح للسلع”.

قمة الاتحاد الأوروبي والصين

يعتزم كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي عقد لقاء مع الرئيس الصيني شي في وقت لاحق من هذا العام، في إطار قمة مرتقبة بين الاتحاد الأوروبي والصين، وذلك بحسب أشخاص مطلعين على الأمر.

من المرجح أن تُجرى الزيارة في يوليو، وفقاً للأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم. وأوضح أحدهم أن الخطط لم تُحسم بشكل نهائي بعد.

كان من المقرر عقد القمة السنوية في بروكسل، لأن القمة السابقة نُظمت في الصين، لكن شي لم يكن ليحضرها لو أُقيمت هناك، لذلك اتفقت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، على عقدها مجدداً، بحسب شخص آخر.

وكانت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” أول من أورد هذه الخطط.

قال سانشيز في تصريحات افتتاحية قبيل اجتماعه مع شي: “نحن بحاجة إلى علاقات قائمة على المنفعة المتبادلة، وتعزيز التجارة والاستثمارات بطريقة متوازنة”. وأضاف أن “إسبانيا بلد مؤيد بقوة للاتحاد الأوروبي، ويرى الصين شريكاً للاتحاد الأوروبي”.

من جهته، عبر شي عن تقديره لسانشيز بسبب زياراته المتكررة إلى الصين، مؤكداً أن بكين مستعدة لتطوير العلاقات الثنائية بـ”مزيد من العزم الاستراتيجي والطاقة”، في ظل “التحولات والاضطرابات التي يشهدها العالم”.

كما دعا شي إلى تنسيق الجهود لمواجهة “الانعزالية، والنزعة الانفرادية، وفك الارتباط”، في إشارة غير مباشرة على ما يبدو إلى الولايات المتحدة. وأكد أن التطور المستقر للعلاقات بين الصين وإسبانيا يكتسب أهمية متزايدة في ظل الأوضاع العالمية المتقلبة.

استغل سانشيز زيارته إلى الصين، وهي الثالثة له إلى الدولة الآسيوية خلال عامين، للدفع باتجاه تعزيز العلاقات التجارية مع بكين، واصفاً الرسوم الجمركية الأميركية بأنها “غير مبررة، وغير عادلة، وتضر بالجميع دون استثناء”.

الصين تحاول كسب ود أوروبا

أعرب سانشيز عن شكره للرئيس الصيني على اللقاء، مؤكداً أن الاجتماع “يعكس رغبة الصين وإسبانيا في إقامة حوار بناء على أعلى مستوى”. وأضاف أن ملك إسبانيا فيليب السادس سيقوم بزيارة الصين هذا العام.

وتُظهر إسبانيا انفتاحاً أكبر تُجاه الصين، مقارنةً ببعض نظرائها داخل الاتحاد الأوروبي، الذين ينظرون إليها باعتبارها منافساً وخصماً أكثر من كونها شريكاً. وقبل وصوله إلى الصين، كان سانشيز قد زار فيتنام، التي تُعد واحدة من أكثر الدول اعتماداً على التجارة على مستوى العالم.

في المقابل، حذر مسؤولون أوروبيون من أن الرسوم الجمركية البالغة 145% التي فرضها ترمب على الصين قد تؤدي إلى إغراق أسواق الاتحاد الأوروبي بكميات كبيرة من المنتجات الرخيصة.

وفي منشور عبر منصة “إكس” يوم الجمعة، شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ضرورة بدء الاتحاد الأوروبي العمل فوراً لحماية نفسه “من أجل منع تدفقات السلع من دول ثالثة من إرباك سوقنا”.

ومع تفاقم التوترات مع الولايات المتحدة، سعت الصين إلى استمالة أوروبا سعياً لإيجاد أرضية مشتركة في مواجهة تهديدات ترمب بفرض رسوم جمركية.

وفي هذا الإطار، دعا وزير التجارة الصيني وانغ وينتاو، خلال اجتماع عُقد يوم الثلاثاء مع مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي ماروس سيفكوفيتش، إلى تعزيز التعاون التجاري بين الجانبين لإضفاء “مزيد من الاستقرار واليقين” على المشهد العالمي.

محادثات بين الصين وأوروبا حول السيارات الكهربائية

اتفق الاتحاد الأوروبي والصين على بحث سبل التعاون في سلاسل توريد السيارات الكهربائية، بحسب ما ذكره شخص مطلع. وأوضح أن هذه المحادثات ستشمل استثمارات صينية، لكن من الضروري أن تركز هذه الاستثمارات على إضافة القيمة ونقل الخبرات والتكنولوجيا، لا أن تقتصر على عمليات التجميع داخل أوروبا.

وخلال زيارة أجراها إلى الصين أواخر الشهر الماضي، اتفق سيفكوفيتش ونظراؤه الصينيون أيضاً على إعادة إحياء الجهود الرامية لاستكشاف ما يُعرف بـ”التعهد بشأن الأسعار” كخيار بديل للرسوم الجمركية التي فرضها الاتحاد الأوروبي على السيارات الكهربائية الواردة من الصين، بحسب ما ذكره الأشخاص.

حذر هؤلاء الأشخاص من أن المناقشات المتعلقة بالسيارات الكهربائية لا تزال في مراحلها الأولية، وأن المحادثات المتعلقة باستخدام آلية لضبط الأسعار وحجم الصادرات كوسيلة لتفادي الرسوم الجمركية كانت قد تعثرت في وقت سابق، وأن إحراز أي تقدم يتطلب مرونة أكبر من جانب بكين.

وشملت القضايا الأخرى التي تم بحثها شكاوى الاتحاد الأوروبي طويلة الأمد بشأن فائض الطاقة الإنتاجية في الصين، والوصول إلى البيانات، وحقوق الملكية الفكرية، إضافة إلى النفاذ إلى الأسواق، بما في ذلك الأدوية والعديد من التقنيات والمنتجات الزراعية.

وأشار الأشخاص المطلعون إلى أن الجانبين يبحثان أيضاً سبل تحديث اتفاقية التعاون الجمركي بينهما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *