اخر الاخبار

“أوبن إيه آي” تتأهب أخيراً لمرحلة جني الأرباح قبل أن تنفد الأموال

تخيلوا أن يدخل المرء مكاناً ممسكاً بيد نجم أو نجمة من أبرز من جادت بهم هوليوود، هكذا يمكن وصف حال شركة مرتبطة فقط بالفورة المحيطة بشركة ”أوبن إيه آي“ (OpenAI). قد يرفع ذلك مصداقيتها في السوق هذه الأيام.

يوم الاثنين، ارتفعت أسهم شركة ”أدفانسد مايكرو ديفايسز“ (Advanced Micro Devices) بنسبة 24% على خلفية صفقة لبيع رقائق إلى ”أوبن إيه آي“، فارتفعت قيمتها السوقية بنحو 63.4 مليار دولار.

لكن المكاسب لم تتوقف عندها، إذ نقلت بلومبرغ نيوز ارتفاع سهم شركة ”فيغما“ (Figma) بنسبة 16%، وكذلك 11% لسهم “هبسبوت“ (HubSpot)، أما “سيلزفورس“ (Salesforce) فزاد سهمها 4.2% وشهدت شركات السفر عبر الإنترنت ارتفاعات قصيرة الأمد، حيث كسبت أسهم مجموعة ”إكسبيديا“ (Expedia). و“تريب أدفايزر“ (TripAdvisor) نحو 7%. حتى أن سهم شركة ”ماتيل” (Mattel) لصناعة الألعاب قفزت بنحو 6%.

“أوبن إيه آي” تبرم صفقة مع صانعة الرقائق “AMD” بمليارات الدولارات

كان القاسم المشترك بين هذه الشركات هو انخراطها في الخطاب الرئيسي في يوم مطوري ”أوبن إيه آي“ في سان فرانسيسكو، وهو ما يُعرف بـ”حفلة هواة الذكاء الاصطناعي” لمن يصنعون منتجات باستخدام الذكاء الاصطناعي.

أظهر أحد المقاطع كيف كان مصممو ألعاب من ”ماتيل” يجربون توليد مقاطع فيديو باستخدام الذكاء الاصطناعي لتصور منتج جديد مكتمل انطلاقاً من رسم تخطيطي أساسي. قال سام ألتمان، رئيس ”أوبن إيه آي“ التنفيذي: “إنها طريقة جديدة رائعة جداً لصنع الألعاب”.

الحماس بشأن “أوبن إيه آي” يتغافل عن التفاصيل

إنه محق، مع أنني أعتقد أن تحركات الأسهم بدت أقل ارتباطاً بكيفية مساعدة تطبيق الذكاء الاصطناعي لتلك الشركات – وهو أمر لم يُحدد بعد – وأكثر انعكاساً لحماس المستثمرين للانضمام إلى رحلة ”أوبن إيه آي“ الصاروخية حيث بلغت قيمتها 500 مليار دولار.

أحد التوقعات هو انهيار مدمر. لقد لاحظتُ سابقاً نقاط الضعف العديدة التي تعتري ”أوبن إيه آي“ في سعيها للتنافس مع شركات تُمكّنها أعمالها التقليدية من مواصلة الاستثمار في هذه التقنية الجديدة على المدى الطويل. يمكن لشركتي ”جوجل“ و“ميتا بلاتفورمز“ الاعتماد على إمبراطوريتيهما الإعلانيتين لكسب المال، بينما تملك ”أمازون دوت كوم“ عمليات التجارة الإلكترونية والحوسبة السحابية.

الأسهم الناشئة تواصل الصعود بفضل الرهان على صفقات الذكاء الاصطناعي

تفتقد ”أوبن إيه آي“ إلى نوع مماثل من آلات جني الأموال، إذ إن نشاطها يعتمد على آلات تستنزف مبالغ نقدية غير مسبوقة تقدّر بنحو 115 مليار دولار بحلول عام 2029، وفقاً لأحد التقديرات، ما يجبرها على اللجوء إلى المستثمرين بوتيرة مثيرة للقلق.

لكن في يوم المطورين يوم الاثنين، بدأت ”أوبن إيه آي“ في عرض خطتها لمزيد من التفصيل لبناء العمود الفقري لأعمال أقوى، وهي أعمال أقل جاذبية من وعود “الذكاء الاصطناعي العام” أو جهاز منافس من تصميم جوني إيف لهاتف ”أيفون“ وأكثر من ذلك، لكنها تُقدم تطبيقات عملية لبعض الأشياء التي تمكنت ”أوبن إيه آي“ من تحقيقها.

“سورا” والعملاء وسيلة لجني المال

كان الإطلاق الأخير لتطبيق ”سورا“ (Sora)، وهو تطبيق مستقل على غرار ”تيك توك“ لمقاطع الفيديو المُولّدة بالذكاء الاصطناعي، لحظةً لفتت انتباه وسائل الإعلام ودفعت الإنترنت لتضج بالحديث عن المعلومات المضللة وسرقة الملكية الفكرية.

ما فعلته هذه الدعاية هو تمهيد الطريق لإمكانية ربح حقيقية، عبر السماح للجهات الخارجية بإضافة قدرات ”أوبن إيه آي“ المتميزة في توليد الفيديو إلى تطبيقاتها الخاصة ولحالات استخدامها الخاصة – وهي إمكانية أُعلن عنها يوم الاثنين وسط تصفيق حار.

OpenAI تكمل صفقة بيع أسهم عند تقييم 500 مليار دولار وتتفوق على SpaceX

كما أعلن ألتمان عن طريقة يُفترض أنها أبسط لبناء وكلاء ذكاء اصطناعي يعتمدون على بيانات أو أنظمة الشركة. وعرض طرحاً واحداً لهذه التقنية من سلسلة متاجر البقالة ”ألبرتسونز“، التي استغلت مستويات المخزون ومقاييس أخرى لمنح مديري المتاجر القدرة على سؤال الوكيل “ما الذي يحدث؟” وتلقي توصية بشأن الخطوة التالية.

جميعها أمور مملة نوعاً ما، كما تؤكد ذلك شاشة العرض التي كانت خلف ألتمان، الذي ذكر في وقت ما حالات استخدام مثل “وكيل المشتريات”، و”إعداد الموارد البشرية”، و”إدارة البائعين”.

لكن هذا بالطبع هو جوهر ”أوبن إيه آي“. أعمالها “القديمة” التي ستجعل تحقيق أهداف سامية أمراً ممكناً. قد يُكرّس ألتمان وقته للحديث عن بناء الذكاء الاصطناعي “لصالح البشرية جمعاء”، لكن ما يحتاجه أولاً هو أن يُصبح ”أوبن إيه آي“ نظام تشغيل الإنترنت الجديد – نظام يُتيح فيه الذكاء الاصطناعي الربط بين الخدمات ومصادر البيانات التي لطالما كانت منفصلة.

السؤال هو: هل سيتمكن هذا المشروع من الانطلاق قبل نفاد الأموال؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *