“أوبن إيه آي” تبحث منح ألتمان حصة 7% والتحول للربحية
تجري شركة “أوبن إيه آي” (OpenAI) مناقشات لمنح الرئيس التنفيذي سام ألتمان حصة قدرها 7% من أسهم الشركة، وإعادة هيكلتها لتصبح شركة هادفة للربح، وفقاً لما أفاد به أشخاص مطلعون على الأمر، حيث ستمثل هذه الخطوة الكبيرة المرة الأولى التي يحصل فيها ألتمان على حقوق ملكية في شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة.
تدرس الشركة التحول إلى شركة ذات منفعة عامة، تكون مكلفة بتحقيق الأرباح والمساهمة في المجتمع في الوقت ذاته، وفقاً لما ذكره الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأن المعلومات خاصة.
أضاف أحدهم أن هذا التحول لا يزال قيد المناقشة، ولم يتم تحديد جدول زمني لذلك. وفي بيان، قال متحدث باسم الشركة إن “أوبن إيه آي” لاتزال “تركز على بناء ذكاء اصطناعي يفيد الجميع”، مشيراً إلى أن عدم الربحية سيظل جزءاً أساسياً من مهمة الشركة، وسيستمر كذلك”.
مغادرة كبار الموظفين لـ”OpenAI”
تجري “أوبن إيه آي” هذه التغييرات في ظل مغادرة عدد من كبار المسؤولين بها. وأعلنت كبيرة مسؤولي التكنولوجيا، ميرا موراتي، يوم الأربعاء، أنها ستغادر، وهي خطوة مفاجئة تمثل أحدث مغادرة لمسؤول كبير من الشركة. منذ أن أقالت الشركة ألتمان فجأة، وأعادته لاحقاً العام الماضي كانت “أوبن إيه آي” تمر بحالة من التغيير المستمر، حيث فقدت العديد من المسؤولين، وعدّلت هيكل بعض فرق العمل لديها.
الحصة المحتملة من الأسهم، التي لا تزال قيد التفاوض وقد تتغير أو لا تتحقق، ستمنح ألتمان حصة مالية مستمرة في نجاح “أوبن إيه آي”. ويفضل العديد من المستثمرين أن يمتلك المؤسس جزءاً من الشركات التي يديرها. وكانت “رويترز” قد نشرت في وقت سابق عن خطط الشركة لإعادة الهيكلة ومنح ألتمان أسهماً لأول مرة.
في بيان لها على منصة “إكس”، قالت موراتي إنها “تغادر لأنها تريد تخصيص وقت ومساحة لشؤونها الخاصة”. ردّاً على ذلك، عبّر ألتمان عن “امتنان هائل” لإسهامات موراتي، قائلاً: “من الصعب المبالغة في تقدير مدى أهمية ميرا لشركة (أوبن إيه آي)، ولمهمتنا، ولنا جميعاً على الصعيد الشخصي”. وأضاف أنه سيشارك قريباً مع الموظفين المزيد من التفاصيل حول خطط الانتقال.
ليس لدى موراتي حتى الآن تاريخ محدد لمغادرتها الشركة، وفقاً لما قاله شخص مطلع على الأمر. وهي لا تزال تتحدث مع قيادة “أوبن إيه آي” حول خطط استبدالها، بما في ذلك الجدول الزمني. وفي المنشور، كتبت: “في الوقت الحالي، ينصب تركيزي الأساسي على بذل كل ما بوسعي لضمان انتقال سلس، مع الحفاظ على الزخم الذي بنيناه”.
ورفض ممثلو “أوبن إيه آي” وموراتي تقديم أي تصريحات إضافية في هذا الصدد.
ذكاء اصطناعي آمن للبشرية
تأسست “أوبن إيه آي” في عام 2015 كمؤسسة بحثية غير ربحية بهدف بناء ذكاء اصطناعي آمن ومفيد للبشرية. وأنشأت الشركة فرعاً هادفاً للربح في عام 2019 لتمويل التكاليف العالية لتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي، ومنذ ذلك الحين جذبت مليارات الاستثمارات الخارجية من شركة “مايكروسوفت” وغيرها.
هذا الشهر، أفادت “بلومبرغ” بأن “أوبن إيه آي” تعمل حالياً على جمع 6.5 مليار دولار بقيمة سوقية تبلغ 150 مليار دولار، مما يجعلها واحدة من أكثر الشركات الناشئة قيمة في العالم.
تماشياً مع المبادئ الأصلية للشركة غير الربحية، لم يحصل ألتمان على أي حصة في الأسهم، مؤكداً أن الشركة تهدف إلى إفادة المجتمع بشكل واسع، وأنه لديه ما يكفي من المال. لكنه في بعض المقابلات أشار إلى أنه يتمنى لو كان قد أخذ حصة من الأسهم حتى يتوقف الناس عن سؤاله حول هذا الموضوع.
تفاجأ العديد من الموظفين بإعلان رحيل موراتي يوم الأربعاء. وعبر منصة “سلاك” الداخلية للشركة، رد العديد من موظفي “أوبن إيه آي” على الخبر برمز يعبّر عن “الاندهاش”، وفقاً لشخص مطلع.
موراتي، المهندسة الألبانية المتخرجة من “دارتموث”، لعبت دوراً أساسياً في الإشراف على إطلاق المنتجات الرئيسية، بما في ذلك برنامج الدردشة “تشات جي بي تي” التابع للشركة، وبرنامج توليد الصور “دال إي” (DALL-E)، ووضع الصوت المتقدم الذي تم إطلاقه مؤخراً والذي يسمح للمستخدمين بالتحدث إلى “تشات جي بي تي” في الوقت الفعلي تقريباً.
انتقادات لموراتي
في الربيع الماضي، تعرضت موراتي للانتقاد بعد قولها في مقابلة مع “وول ستريت جورنال” إنها ليست متأكدة مما إذا كان برنامج توليد النصوص إلى فيديو “سورا”، الذي استعرضته “أوبن إيه آي” ولكنه لم يتم إطلاقه بعد، قد تم تدريبه على مقاطع فيديو أنشأها المستخدمون من “يوتيوب” و”فيسبوك” و”إنستغرام”. صرح الرئيس التنفيذي لشركة “يوتيوب”، نيل موهان، لاحقاً لـ”بلومبرغ” بأن هذا الاستخدام لمحتوى “يوتيوب” سيكون انتهاكاً لشروط الخدمة الخاصة بالمنصة.
بعد إقالة ألتمان، زاد دور موراتي عندما تم تعيينها كرئيسة تنفيذية مؤقتة، لكنها سرعان ما انضمت إلى مجموعة من المديرين التنفيذيين الذين طالبوا بإعادة ألتمان إلى منصبه.
يمثل رحيلها أحدث مغادرة من مسؤول تنفيذي في “أوبن إيه آي” منذ إقالة ألتمان وإعادة تعيينه في العام الماضي. ففي مايو، غادر كبير العلماء في الشركة، إيليا سوتسكيفر. وفي أغسطس، أعلن المؤسس المشارك غريغ بروكمان عن نيته أخذ إجازة حتى نهاية العام، كما غادر الباحث جون شولمان للعمل لدى الشركة المنافسة “أنتروبيك” (Anthropic). هذه المغادرات تركت اثنين فقط من أعضاء الفريق المؤسس الأصلي في “أوبن إيه آي”؛ وهما ألتمان وفويتش زاريبما.
في منشورها عبر منصة “إكس”، والذي أرسلته سابقاً إلى موظفي الشركة، قالت موراتي إنها ممتنة لعملها مع فريق “أوبن إيه آي”. وكتبت: “معاً، وسعنا آفاق الإدراك العلمي من خلال سعي مشترك لتحسين رفاهية البشر”.
حالياً، يعمل لدي الشركة حوالي 1700 موظف، أي أكثر من ضعف العدد الذي كان لديها في أواخر عام 2023 والذي بلغ حوالي 770 موظفاً.
تغييرات في إدارة “أوبن إيه آي”
أعلن ألتمان في وقت لاحق عن تغييرات إضافية في إدارة “أوبن إيه آي”. في مذكرة إلى موظفي “أوبن إيه آي” نشرها أيضاً عبر “إكس” أمس الأربعاء، ذكر أن كبير مسؤولي الأبحاث بوب مكغرو سيغادر، وكذلك نائب الرئيس للأبحاث باريت زوف، الذي عمل على منتجات مثل “تشات جي بي تي”.
قال زوف في منشور له على منصة “إكس”، إن قراره بالمغادرة كان “صعباً للغاية”، وأنه يخطط “لاستكشاف فرص جديدة” خارج الشركة. وأضاف: “شركة (أوبن إيه آي) تقوم بعمل رائع، وستستمر في ذلك، وأنا متفائل جداً بشأن مسار الشركة المستقبلي، وسأظل داعماً للجميع”.
كما ذكر ألتمان أسماء ستة موظفين سيرفعون حالياً تقاريرهم مباشرة إليه، بعضهم سيشغل أدواراً جديدة، بما في ذلك مات نايت الذي تم تعيينه ككبير لمسؤولي أمن المعلومات.
كتب الرئيس التنفيذي: “قضيت معظم العام الماضي في التركيز على الجوانب غير التقنية بشركتنا، وأتطلع الآن إلى التركيز على الجوانب التقنية والمنتجات في الشركة”. وأضاف أنه سيعقد اجتماعاً لجميع الموظفين يوم الخميس للرد على أسئلتهم.
اختتم ألتمان بقوله: “التغييرات القيادية جزء طبيعي من الشركات، خاصة تلك التي تنمو بسرعة كبيرة وتتطلب جهداً كبيراً للغاية. لن أدعي أن هذا التغيير طبيعي بسبب مفاجآته، لكننا لسنا شركة عادية”.