“أوبك+” يزيد إنتاج النفط 411 ألف برميل يومياً في يوليو

اتفق تحالف “أوبك+” على زيادة إنتاج النفط 411 ألف برميل يومياً بداية من يوليو المقبل، وللشهر الثالث على التوالي، ما يُسرع من استئناف الإنتاج المتوقف، في خطوة يمكن أن تفاقم التراجع في أسعار الخام، بحسب البيان الصادر عن التحالف اليوم.
وأكدت السعودية وروسيا والعراق والإمارات والكويت وكازاخستان والجزائر وعُمان، خلال اجتماعها اليوم عبر تقنية الاتصال المرئي، التزامها المشترك باستقرار السوق النفطي، في ظل الأسس القوية الراهنة التي تقوم عليها السوق، وهو ما يظهر بوضوح في انخفاض مخزونات النفط، وقررت تعديل الإنتاج بالزيادة بواقع 411 ألف برميل يومياً عن مستويات إنتاج يونيو المقررة.
مستويات الإنتاج المقررة لشهر يوليو 2025
أكد التحالف في بيانه الصادر اليوم أن خطوة تعديل الإنتاج بالزيادة في يوليو ستتيح فرصة للدول المشاركة لتسريع تعويضاتها. وفيما يلي جدول يوضح مستويات الإنتاج المقررة لدول تحالف “أوبك+” لشهر يوليو، وفقاً للبيان الصادر عن التحالف.
الدولة | مستوى الإنتاج المقرر لشهر يوليو 2025 (بالألف برميل يومياً) |
الجزائر | 936 |
العراق | 4122 |
الكويت | 2488 |
السعودية | 9534 |
الإمارات | 3169 |
كازاخستان | 1514 |
عُمان | 782 |
روسيا | 9240 |
المصدر: أوبك+ |
تأتي هذه الزيادة في أعقاب زيادات مماثلة قررت في مايو ويونيو، وأنهت سنوات من جهود المجموعة لدعم أسعار النفط العالمية، مما أدى إلى انخفاض سعر الخام إلى أدنى مستوى له في أربع سنوات.
وهبطت أسعار النفط لفترة وجيزة إلى ما دون 60 دولاراً للبرميل في أبريل بعد أن أعلنت “أوبك” وحلفاؤها في البداية عن عزمهم على زيادة الإنتاج ثلاثة أضعاف الكمية المقررة، حتى في ظل تراجع الطلب والحرب التجارية التي شنها الرئيس دونالد ترامب والتي كانت تُثقل كاهل السوق بالفعل. ومنذ ذلك الحين، انتعشت العقود الآجلة لتقترب من 65 دولاراً في لندن.
تعويض الإنتاج
أكدت الدول الثماني على عزمها التعويض الكامل عن أي إنتاج زائد منذ يناير 2024. ومن المقرر أن تعقد دول “أوبك+” الثماني اجتماعات شهرية لمراجعة ظروف السوق، والالتزام، والتعويضات. كما ستجتمع الدول الثماني في 6 يوليو 2025 لتحديد مستويات إنتاج أغسطس.
قرار التحالف اليوم يمثل المرة الثالثة على التوالي التي تقرر فيها الدول الـ8 رفع الإنتاج، إذ اتفق التحالف باجتماعه السابق على زيادة الإنتاج لشهر يونيو بواقع 411 ألف برميل يومياً، بعد قراره بالاجتماع الأسبق بزيادة وتيرة الإنتاج لشهر مايو بالكمية نفسها.
خطوة “أوبك+” اليوم تأتي بعد أن أقر اجتماع وزراء التحالف قبل 3 أيام تكليف أمانة منظمة أوبك بتطوير آلية لتقييم الطاقة الإنتاجية المستدامة القصوى (MSC) للدول المشاركة، لاستخدامها كمرجع لتحديد خطوط الأساس للإنتاج لعام 2027 لجميع دول التحالف النفطي. إذ صادق الاجتماع الوزاري 39 لدول “أوبك+”، البالغ عددهم 22، على حصص الإنتاج الحالية المعتمدة على مستوى المجموعة.
توقعات نمو الطلب العالمي
وفي تقريرها لشهر مايو، أبقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط خلال العامين الحالي والمقبل عند 1.3 مليون برميل، دون تغيير، لكنها واصلت، ترجيح انخفاض المعروض من خارج دول المنظمة. وبحسب التقرير، فإن إجمالي الطلب العالمي على النفط سيصل خلال الربع الأخير من العام الحالي إلى حوالي 106.2 مليون برميل يوميا منخفضاً عن توقعات أبريل بحوالي 200 ألف برميل كل يوم، أما بالنظر إلى 2025 بأكمله فما زالت التوقعات عند 105 آلاف برميل تقريباً يومياً دون تغيير عن تقرير أبريل.
في جانب العرض، واصلت “أوبك” للشهر الثاني تخفيض توقعاتها لنمو الإمدادات من دول خارج تحالف “أوبك+” خلال العامين الحالي والمقبل إلى 0.8 مليون برميل يومياً بدلاً من 0.9 مليون برميل يومياً حسب توقعات أبريل، بينما كانت تقدرها في الشهر الأسبق عند مليون برميل يومياً.
منذ منتصف يناير، تميل أسعار النفط نحو الهبوط، نتيجة التداعيات الناجمة عن الرسوم الجمركية الواسعة التي فرضها ترمب والإجراءات الانتقامية، وهو ما أضعف التوقعات بشأن الطلب على الخام. بجانب التوقعات بارتفاع الإنتاج من قبل الدول من خارج “أوبك”، فضلاً عن بدء تحالف “أوبك+” في الآونة الأخيرة زيادة وتيرة استعادة الإنتاج المتوقف، ما عزز ترجيحات بحدوث فائض في المعروض خلال العام الحالي.
ووفق قرار اليوم، اتفقت الدول الثمانية الأعضاء في تحالف المنتجين للنفط على إعادة ضخ إجمالي 1.37 مليون برميل يومياً بدءاً من يوليو. وفي حال احتساب تعهدات التعويض، فإن الحجم الفعلي للزيادة المُعلنة سينخفض إلى 1.1 مليون برميل فقط.
كمية النفط الفعلية
ورغم أن العراق خفض إنتاجه إلى مستوى هدفه المُعلن، إلا أنه لم ينفذ بالكامل التخفيضات التعويضية التي وعد بها. أما كازاخستان، فقد سارت في الاتجاه المعاكس، وزادت إنتاجها في وقت سابق من هذا العام لتضخ أكثر من 400 ألف برميل يومياً فوق مستوى هدفها المعدّل وفق التعويض خلال شهري مارس وأبريل.
على الرغم من أن الدولة الواقعة في آسيا الوسطى ربما لا تستطيع زيادة إنتاجها أكثر مما هو عليه حالياً، إلا أنها تبدو أيضاً عاجزة عن خفضه، وهو ما أكده وزير الطاقة الكازاخي يوم الخميس.
يفترض الجدول التالي أن يبقى إنتاج كل من العراق وكازاخستان مستقراً عند متوسط مستوياتهما خلال شهري مارس وأبريل، العراق بسبب التزامه، وكازاخستان لعجزها عن التغيير.
أما بالنسبة لبقية الدول، فسيكون ارتفاع الإنتاج متماشياً فقط مع الأهداف المعدّلة وفقاً للتعويض، وذلك مقارنة بالمستويات الفعلية للإنتاج التي قالت منظمة “أوبك” إن تلك الدول كانت تضخها في مارس.
تظهر الزيادات الأقل قليلاً من تلك الواردة في الجدول الثاني، باستثناء السعودية وعُمان، تعديلات محتملة تأخذ في الحسبان مستويات الإنتاج الزائدة بشكل طفيف في مارس.
وبينما أنجزت الدول الثماني حتى الآن نحو نصف خطة إعادة 2.2 مليون برميل يومياً من الإنتاج الذي تم وقفه منذ عام 2023، فإنها إذا واصلت الوتيرة الحالية المتسارعة، فقد تنتهي من هذه العملية بحلول أكتوبر المقبل، وفق تقديرات بلومبرغ.