أندية الصندوق السيادي السعودية تدخل مرحلة جني العوائد
شهدت إيرادات أندية الهلال والنصر والاتحاد المنافسة في الدوري السعودي للمحترفين، والمملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، طفرة ملحوظة، وفقاً لما كشفته التقارير المالية للأندية عن العام المالي المنتهي 30 يونيو 2024.
ويستحوذ صندوق الاستثمارات العامة على 75% من أندية الهلال والنصر والاتحاد والأهلي منذ يونيو 2023، بخلاف ملكيته لنادي “نيوكاسل يونايتد” الإنجليزي منذ أكتوبر 2021.
إيرادات الهلال تتجاوز مليار ريال
كشفت أندية الهلال والنصر والاتحاد خلال الأيام الماضية، عن بياناتها المالية لأول مرة منذ استحواذ الصندوق السيادي السعودي عليها في يونيو 2023، والتي أظهرت مدى النمو الكبير الذي حققته الإيرادات، خاصة الإيرادات التجارية.
نادي الهلال أعلن تحقيقه إيرادات قياسية بقيمة 1.09 مليار ريال (290.3 مليون دولار)، بنهاية العام المالي المنتهي 30 يونيو 2024، مقابل مصروفات بلغت 923.5 مليون ريال، فيما وصل صافي الربح إلى 33.4 مليون ريال.
ولم يكشف “الهلال” عن التفاصيل المالية الخاصة بالعام المالي المنتهي 30 يونيو 2023، لكنه أوضح أن الإيرادات التجارية قفزت 105% لتصل إلى 646 مليون ريال في 2024، مقابل 314 مليوناً في 2023.
أما النصر فقد كشف عن تحقيقه نمواً في الإيرادات في 2024 عن العام السابق بلغ 71% لتصل إلى 615 مليون ريال، في المقابل قفزت المصروفات 33% إلى 654 مليون ريال.
وأشار النصر الذي كان صاحب المبادرة بين أندية الصندوق في الكشف عن بياناته المالية، إلى أنه نجح في غلق 14 قضية ضده منذ منتصف 2018، بإجمالي مطالبات تصل إلى 300 مليون ريال، ولا توجد في الوقت الحالي مستحقات واجبة السداد على النادي.
“الاتحاد” لم يقدم الكثير من المعلومات والبيانات المالية خلال الفترة الماضية، لكنه أكد على نمو الإيرادات التجارية 243% في 2024 عن العام السابق، مع توضيح ما حدث من تطور على مستوى الهيكل التنظيمي والبنية التحتية للنادي، فيما لم يصدر “الأهلي” بعد أي بيانات مالية.
ولم تتضمن الأرقام التي أصدرتها الأندية، المخصصات المالية الخاصة ببرنامج استقطاب نخبة اللاعبين المحترفين.
أثر الصندوق على الجوانب التجارية للأندية
مشاري الإبراهيم، مدير قطاعات الترفيه والسياحة والرياضة والتعليم في إدارة استثمارات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بصندوق الاستثمارات العامة، قال خلال مقابلة في سبتمبر الماضي مع بودكاست “ثمانية”، إن الجوانب التجارية كانت أهم ما قدمه الصندوق للأندية، بحكم تأثيرها على الجانب الرياضي بشكل مباشر.
وأضاف الإبراهيم: “تم تفعيل دور المتاجر الإلكترونية للأندية الأربعة، بعدما كان نادٍ واحد فقط هو الذي يملك متجراً إلكترونياً، وقفزت فروع المتاجر من أربعة إلى 12 فرعاً للأندية الأربعة، كما تم توقيع عقود مع شركات توريد الملابس والأدوات الرياضية، وأصبح لدى الأندية نقاط توزيع في 70 دولة”.
أكد الإبراهيم أن نسبة نمو الإيرادات التجارية في الأندية الأربعة وصلت إلى 123% في العام الأول للأندية تحت مظلة الصندوق، بنسب متقاربة بينها، فيما كان أقصى نمو وصلت إليه الأندية خلال آخر خمس سنوات قبل استحواذ الصندوق حوالي 15%، موضحاً أن الصندوق عمل على تكوين أقسام للاستثمار في الأندية التي لم تكن تستعين بمتخصصين يساعدونها في جلب رعاة.
وذكر أن المساحات الإعلانية قبل استحواذ الصندوق كانت ما بين ست إلى عشر مساحات، لكنها زادت مع ملكية الصندوق السيادي لتتراوح ما بين 15 إلى 20 مساحة.
مدير قطاعات الترفيه والسياحة والرياضة والتعليم في إدارة استثمارات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بصندوق الاستثمارات العامة، أوضح أنه كان هناك بعض التحفظ لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” على قيام شركات تابعة للصندوق برعاية الأندية الأربعة، لكن قيمة الرعاية التي تم تقديمها للأندية من هذه الشركات كانت بقيم مالية متساوية، وهو ما كان مقنعاً بالنسبة لهم.