أميركا تعلن استئناف شحنات رقائق “نكسبيريا” من الصين

تستعد الولايات المتحدة للإعلان عن استئناف “نكسبيريا” (Nexperia)، وهي شركة هولندية لأشباه الموصلات تمتلك منشآت في الصين، شحن الرقائق مجدداً، وفقاً لشخص مطلع على الأمر، وذلك عقب اتفاقٍ تجاري أبرمه الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الصيني شي جين بينغ خلال قمتهما هذا الأسبوع.
من المنتظر أن توضح إدارة ترمب تفاصيل الخطوة في ورقة معلومات قيد الإعداد حول الاتفاق التجاري بين واشنطن وبكين، بحسب الشخص الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لبحث مسألة لم تُعلن بعد. وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” أول من أورد خبر الاتفاق المتعلق بشركة “نكسبيريا”.
تجنب أزمة رقائق في سوق السيارات
يُتوقع أن تُسهم هذه الخطوة في تهدئة المخاوف بشأن إمدادات الرقائق التي كانت تهدد إنتاج السيارات في أوروبا وغيرها من المناطق، وسط نزاعٍ تجاري متصاعد بين الصين من جهة، والولايات المتحدة وحلفائها من جهة أخرى، وهو ما تسبب في اضطراب الأسواق.
حظرت بكين هذا الشهر شركة “نكسبيريا”، المورد الرئيسي للرقائق المستخدمة في صناعات السيارات والإلكترونيات الاستهلاكية، من التصدير من منشآتها داخل الصين. وجاءت هذه الخطوة رداً على استحواذ الحكومة الهولندية على الشركة المصنّعة للرقائق المملوكة للصين، في تصعيد يعكس تدهور العلاقات التجارية بين الصين والغرب.
وفي تعليقها على التطورات الأخيرة المتعلقة بقضية “نكسبيريا”، أعلنت وزارة التجارة الصينية يوم السبت أنها ستسمح باستئناف عمليات التصدير وفق شروط محددة، دون أن تكشف عن تفاصيل المنتجات المستثناة من القيود أو المعايير المطلوبة للامتثال لتلك الشروط.
تداعيات النزاع على صناعة السيارات
تستعد شركات صناعة السيارات العالمية لخفض الإنتاج أو حتى التوقف الكامل نتيجة تجميد صادرات الرقائق. وتعمل الشركات الأوروبية على مدار الساعة لتفادي تسبب النزاع في تعطل الإنتاج، بينما قلّص المورّدون إنتاج المكونات الخاصة بشركات كبرى مثل “فولكس واجن” (Volkswagen AG) و”بي إم دبليو” (BMW AG).
اقرأ أيضاً: شركات السيارات تتحضر لتجنب أزمة رقائق محتملة بعد قيود الصين
كذلك، حذّرت أكبر جمعية لمورّدي السيارات في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي من أن الصناعة الأميركية تقف على بعد أسبوعين إلى أربعة أسابيع فقط من توقف الإنتاج، بينما وصف الرئيس التنفيذي لشركة “فورد موتور” (Ford Motor) الأزمة بأنها “مشكلة على مستوى الصناعة” تتطلب حلاً سياسياً.
سيتم توضيح إطار عمل استئناف شحنات الرقائق في ورقة معلومات تصدرها الإدارة الأميركية لتسليط الضوء على بنود الاتفاق التجاري الذي توصّل إليه ترمب وشي خلال قمتهما في كوريا الجنوبية.
تضمن الاتفاق، الذي أعقب أول لقاء مباشر بين الزعيمين منذ عام 2019، موافقة الصين على تأجيل القيود الشاملة على صادرات مغناطيسات المعادن النادرة، واستئناف مشترياتها من فول الصويا الأميركي ومنتجات زراعية أخرى. في المقابل، تعهدت الولايات المتحدة بخفض الرسوم الجمركية المرتبطة بمادة الفنتانيل إلى النصف، وتأجيل رسوم بنسبة 100% على السلع الصينية كان ترمب هدد بفرضها ابتداءً من نوفمبر. كما علقت الولايات المتحدة بعض الرسوم الجمركية المتبادلة على بكين لعامٍ إضافي.
تصعيد جديد من “نيكسبيريا”
تفاقمت الأزمة المتعلقة بشركة “نكسبيريا” (Nexperia) في وقتٍ مبكر من يوم الجمعة، بعدما أوقفت الشركة إمداداتها إلى مصنعها في الصين إثر خلافات مع إدارة الموقع، ما زاد من حدة النزاع اذي يؤثر بالفعل على إنتاج السيارات في أوروبا وخارجها.
توفر الشركة الهولندية كميات كبيرة من الترانزستورات والرقائق المستخدمة في صناعات السيارات والإلكترونيات الاستهلاكية. وتدير منشآت لتصنيع الرقائق في كلٍّ من ألمانيا والمملكة المتحدة، ومركز للتجميع والاختبار في الصين، بالإضافة إلى منشآت أخرى في الفلبين وماليزيا.
طالع أيضاً: الصين تستعرض نفوذها في سلاسل إمداد البطاريات بقيود تصدير جديدة
تحظى أشباه الموصلات بأهمية بالغة في النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، إذ يسعى ترمب إلى تقييد وصول بكين إلى الرقائق المتقدمة في سباقٍ بين البلدين نحو التفوّق التكنولوجي في الذكاء الاصطناعي ومجالات أخرى.
وفي المقابل، استخدمت بكين هيمنتها على إنتاج المعادن الأرضية النادرة كورقة مساومة، مهدّدةً بتقييد الوصول إلى المعادن الأساسية المستخدمة في التصنيع عالي التقنية للمنتجات الاستهلاكية واسعة الاستخدام.



