أميركا تدرس عقوبات على “روسنفت” و”لوك أويل” لوقف الحرب في أوكرانيا

تدرس الولايات المتحدة التهديد بفرض عقوبات على شركتي النفط الروسيتين “روسنفت” و”لوك أويل”، ضمن قائمة خيارات لدفع الرئيس فلاديمير بوتين إلى قبول وقف إطلاق النار في أوكرانيا، وفقاً لمصادر مطلعة.
تهدف العقوبات على شركتي النفط الروسيتين العملاقتين إلى الضغط على عائدات الكرملين من الطاقة في حال فشل قمة الجمعة بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب وبوتين في ألاسكا في إحراز تقدم، وفقاً لمصادر طلبت عدم الكشف عن هويتها أثناء مداولات خاصة. وفي ظل المخاوف بشأن تأثير ذلك على الأسعار، يقول المسؤولون إن أمل ترمب هو أن تكون هذه الخطوة -إن اتُخذت- قصيرة الأجل.
تشمل الاحتمالات الأخرى فرض المزيد من القيود على أسطول ناقلات النفط الروسي، وفرض رسوم جمركية إضافية على مشتري النفط الروسي، بما في ذلك الصين. وحذرت المصادر من أن تطبيق أي إجراءات قد يكون تدريجياً. وكان ترمب قد أشار سابقاً إلى أنه يفضل الرسوم الجمركية على العقوبات، إذ يراها أكثر فعالية.
ولم ترد وزارة الخزانة الأميركية فوراً على طلب التعليق.
اقرأ التفاصيل: ترمب وبوتين في ألاسكا تمهيداً لقمة أميركية روسية تاريخية بشأن أوكرانيا
ترمب يستهدف نصف إجمالي صادرات روسيا من النفط
تُعدّ شركة “روسنفت” الحكومية، التي يرأسها إيغور سيتشين، حليف بوتين المُقرب، وشركة “لوك أويل” الخاصة أكبر منتجين للنفط في روسيا، حيث تُمثلان معاً ما يقرب من نصف إجمالي صادرات البلاد من النفط الخام، أو حوالي 2.2 مليون برميل يومياً في النصف الأول من هذا العام، وفقاً لتقديرات “بلومبرغ”.
يُعدّ التهديد بفرض المزيد من العقوبات جزءاً من تكتيكات التفاوض الأميركية قبل القمة لإظهار استعداد الإدارة لتكثيف الضغط على روسيا. ومن أساليب ترمب استخدام الأدوات الاقتصادية كأدوات ترغيب وترهيب.
وعندما سُئل وزير الخزانة سكوت بيسنت على شبكة “فوكس بيزنس” عن العقوبات المحتملة على الصين، قال: “كل شيء مطروح على الطاولة”.
وقد ضاعف ترمب بالفعل الرسوم الجمركية على الهند إلى 50% على مشترياتها من النفط الروسي، وهي خطوة قال البعض إنها دفعت بوتين إلى طاولة المفاوضات. كما هدد مراراً وتكراراً بفرض عقوبات غير محددة على روسيا، وكان آخرها هذا الأسبوع.
اقرأ أيضاً: صادرات روسيا تتراجع للشهر الخامس وسط انخفاض أسعار النفط
قال ترمب للصحفيين في مركز كينيدي يوم الأربعاء: “ستكون هناك -لا يجب أن أقول ذلك- عواقب وخيمة للغاية”.
ومع ذلك، تراجع ترمب مراراً عن تهديدات الرسوم الجمركية والعقوبات وغيرها من العقوبات في الماضي. في 29 يوليو، أمهل روسيا 10 أيام للتوصل إلى هدنة مع أوكرانيا. لكن الموعد النهائي في 8 أغسطس انقضى دون أي إجراء إضافي من الرئيس الأميركي.
عقوبات أميركية على النفط في ظل فائض قياسي
قال ترمب في مقابلة مع “بريت باير” يوم الجمعة إنه إذا لم يسرِ اللقاء مع بوتين في قاعدة عسكرية أميركية في أنكوريج على ما يرام، فسأغادر، وفقاً لقناة “فوكس نيوز”.
تأتي هذه الإجراءات المحتملة في ظل سوق نفطية تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن تشهد فائضاً قياسياً العام المقبل. وبينما قد يفسح ذلك المجال لسحب بعض الإمدادات من السوق دون ارتفاع الأسعار، فإن روسيا من أكبر منتجي النفط الخام في العالم، ومن شأن تهديد تُعطل إنتاجها أن يزيد من حدة المخاطر الجيوسياسية.
امتنع الرئيس السابق جو بايدن عن فرض عقوبات على شركات النفط الروسية الكبرى عندما اندلعت حرب أوكرانيا عام 2022 وسط مخاوف من تأثيرها على أسعار الغاز الأميركية، في ظل سعي إدارته للسيطرة على ارتفاع التضخم.
اقرأ أيضاً: أهداف ترمب وبوتين تتباين في قمة ألاسكا
اختارت الولايات المتحدة وحلفاؤها في مجموعة الدول السبع فرض سقف سعري على صادرات النفط الروسية في عام 2022، ويعود ذلك جزئياً إلى المخاوف من ارتفاع أسعار النفط الخام. لامس سعر العقود الآجلة لخام برنت 139 دولاراً للبرميل في الأيام التي تلت اندلاع الحرب، ولكنه يُتداول اليوم بالقرب من 70 دولاراً.
وقف إطلاق النار في أوكرانيا هدف رئيسي
في يناير، فرضت إدارة بايدن المنتهية ولايتها عقوبات على شركتي “سورجوت نفط” و”غازبروم نفط”، اللتين تحتلان المركزين الثالث والرابع على التوالي، كأكبر مُصدّرين روسيين. لكن الأسواق الآسيوية، التي تُعدّ الآن المشترين الرئيسيين للنفط الروسي، تجاهلت هذه القيود إلى حد كبير، مما حافظ على الطلب القوي على النفط الروسي الخاضع للعقوبات. ونتيجةً لذلك، حافظت صادرات موسكو من النفط الخام على استقرارها حتى الآن هذا العام، وفقاً لحسابات بلومبرغ المستندة إلى بيانات تتبع السفن.
طالع أيضاً: قمة ترمب-بوتين.. نهاية حرب أوكرانيا أم جعجعة بلا طحين؟
يرى ترمب أن أي نوع من وقف إطلاق النار في أوكرانيا هو هدف رئيسي للمحادثات. وفي طريقه إلى أنكوريج صباح يوم الجمعة، لم يستبعد حصول أوكرانيا على ضمانات أمنية من الدول الغربية، أو اضطرارها للموافقة على تبادل أراضٍ مع روسيا. لكنه قال إنه ليس من حقه اتخاذ القرار.
وقال ترمب، تعليقاً على فكرة تبادل الأراضي بين البلدين: “عليّ أن أترك لأوكرانيا اتخاذ هذا القرار. وأعتقد أنهم سيتخذون القرار المناسب. لكنني لست هنا للتفاوض نيابةً عن أوكرانيا، بل لأجمعهم على طاولة المفاوضات”.
وأفادت “بلومبرغ” سابقاً أن اتفاق السلام بين روسيا وأوكرانيا قد يُخفّف العقوبات المفروضة على موسكو.