تسعى مجموعة “أمان”، التي تبني وتدير بعضاً من أغلى فنادق العالم، لجمع ملياري دولار من المستثمرين لتمويل المرحلة التالية من توسعها عالمياً. حيث سيساعد التمويل الجديد الشركة الواقع مقرها في سويسرا على إحراز تقدم في مشاريعها الفندقية الـ23 قيد التطوير، وفقاً للرئيس التنفيذي فلاديسلاف دورونين.
التوسع في قطاع العقارات الفاخرة
تركز الشركة أيضاً على توسيع مشروع “أمان ريزيدنسز”، وهي منازل فاخرة بمستوى خدمات فندقية تقوم ببنائها حول العالم.
قال دورونين في مقابلة: “نعمل على توسيع تواجد الشركة ونتعاون مع صناديق استثمارية مختلفة، كما نجري مفاوضات مع عدة مجموعات مختلفة. ونبحث عن شركاء جيدين وموثوقين”.
تسعى الشركة لجمع التمويل وسط تزايد إقبال المسافرين الأثرياء على الإقامة في فنادق دورونين فائقة الفخامة، والتي تشمل منتجع “أمانغيري” الشهير في منطقة نائية بولاية يوتا، بالإضافة إلى “أمان نيويورك”، الذي يضم أغلى غرفة فندقية في المدينة.
تم تصنيف “أمان كيوتو”، الذي تبدأ أسعاره من 2675 دولاراً في الليلة الواحدة، مؤخراً كأحد أفضل الفنادق في العالم من قبل مجلة “كوندي ناست ترافيلر” (Conde Nast Traveler).
بفضل التمويل الجديد، يأمل دورونين في افتتاح المزيد من فنادق “أمان” في الشرق الأوسط وأفريقيا. كما يسعى إلى توسيع سلسلة فنادق الشركة الجديدة “جانو”، التي توفر قدراً أقل من العزلة لتلبية تطلعات العملاء الأصغر سناً الباحثين عن “المزيد من الحيوية والإثارة”، على حد قوله.
قال دورونين: “نحن أقوياء جداً في آسيا، كما توسعنا بشكل كبير في أميركا. “ومن المنطقي بالنسبة لي توسيع نطاق الشركة في الشرق الأوسط، لأن لدينا الكثير من العملاء الذين يعشقون (أمان)”.
استثمارات خليجية تدعم “أمان”
تأتي أحدث جولة لجمع التمويل بعد ثلاث سنوات من حصول مجموعة “أمان” على 900 مليون دولار من صندوق الاستثمارات العامة السعودي ومجموعة “كاين إنترناشيونال” (Cain International) العقارية ومقرها في لندن. ومُنح ذلك التمويل الشركة تقييماً بلغ 3 مليارات دولار في ذلك الوقت.
بعد عام، حصلت شركة الضيافة على استثمار إضافي بقيمة 360 مليون دولار من “مبادلة كابيتال” (Mubadala Capital) و”ألفا ويف فنتشرز” (Alpha Wave Ventures)، وهو صندوق استثمار مباشر يُدار بالشراكة بين شركة “ألفا ويف غلوبال” (Alpha Wave Global) الأميركية و”شيميرا كابيتال” (Chimera Capital)- وهي جزء من إمبراطورية أعمال يشرف عليها الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان.
بدأت مجموعة “أمان” مسيرتها في عام 1988 عندما افتتحت أول منتجع لها في فوكيت، تايلندا، والمعروف باسم “أمانبوري”، ولا يزال يفرض أسعار إقامة تتجاوز 3500 دولار لليلة، حيث يقع على شبه جزيرة خاصة تطل على بحر أندامان. من جانبه، يقول دورونين إنه يحتفظ بالسيطرة على الشركة، لكنه رفض تقديم مزيد من التفاصيل حول هيكل ملكية “أمان”.
التوسع في الشرق الأوسط
قال دورونين إن الحصول على الاستثمارات من الصناديق الخليجية ساعدت “أمان” على إطلاق مشاريع تطويرية لدى دول في الشرق الأوسط. وتشمل عدة مشاريع ضمن “أمان ريزيدنسز”، بما في ذلك مجموعة من القصور يبلغ سعر كل منها 39 مليون دولار، في العاصمة السعودية، وبرجين فاخرين في دبي.
كما تقوم الشركة بتطوير ثلاثة من فنادق “جانو” في المنطقة، بما في ذلك فندق يضم 150 غرفة في مركز دبي المالي العالمي، بالإضافة إلى فنادق بمواقع تاريخية في العُلا والدرعية بالسعودية.
كما تخطط الشركة لافتتاح “أمان دبي”، وهو نادٍ خاص للأعضاء يتيح لضيوفه الوصول إلى شاطئ خاص يمتد لمسافة 350 متراً بالإضافة إلى منتجع صحي تبلغ مساحته 2850 متراً مربعاً. لم تعلن “أمان” عن تكلفة العضوية السنوية للنادي الجديد في دبي، ولكن رسوم العضوية السنوية في نادٍ مماثل في نيويورك تبلغ 200 ألف دولار.
من خلال مشروع “أمان ريزيدنسز”، باعت الشركة بالفعل وحدات سكنية فاخرة بقيمة 5.7 مليار دولار خلال السنوات الثلاث الماضية في وجهات تشمل جزر المالديف والمغرب وإندونيسيا والمكسيك. تم بيع شقة “بنتهاوس” بفندق “أمان نيويورك” وحدها مقابل 135 مليون دولار . وتسعى الشركة الآن إلى تكرار هذا النموذج في السعودية. ويجري في الوقت الحالي بناء حوالي 36 قصراً في حي الدرعية بالرياض.
وقال دورونين إن “أمان” نجحت في بيع حوالي نصف هذه القصور بأسعار تتراوح بين 35 مليون دولار و39 مليون دولار لكل قصر. وأضاف أن البرجين السكنيين في دبي سيحتوي كل منهما على 39 شقة. تم بيع البرج الأول بالفعل، بينما ستبدأ مبيعات البرج الثاني في الأشهر المقبلة.
هيكلة الصندوق الاستثماري الجديد
تجري “أمان” محادثات متقدمة مع مستشاريها الماليين بشأن هيكلة صندوقها الاستثماري الجديد، وفقاً لما ذكره متحدث باسم الشركة. وأضاف المتحدث أن الشركة تخطط للاعتماد على كلٍ من المستثمرين المؤسسيين والأفراد ذوي الثروات العالية. ولفت أن الشركة تأمل في جذب مستثمرين في المناطق التي تتوقع طلباً قوياً على فنادقها.
حظيت “أمان” بالفعل باهتمام عدة مستثمرين، لكنها لن تبدأ المفاوضات معهم رسمياً إلا بعد إتمام إعداد الصندوق بشكل نهائي، وقد لا تُغلق عملية جمع التمويل قبل أوائل عام 2026. من خلال جمع التمويل، يسعى دورونين إلى الاستفادة من زيادة إقبال المستثمرين على العقارات الفندقية حول العالم.
اهتمام المستثمرين بالفنادق الفاخرة
في استطلاع رأي أجرته شركة “سي بي آر إي” (CBRE) عام 2025 لمستثمري الفنادق، تبين أن أكثر من نصفهم يفضلون الفنادق الفاخرة من الفئة العليا، في حين رأى 30% أن الفنادق الفاخرة هي الأكثر جاذبية.
في الوقت الحالي، يقول دورونين إنه لا يشعر بالقلق بشأن احتمال حدوث ركود عالمي بسبب الحروب التجارية التي أشعلها الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وتستهدف أمان شريحة أغنى 0.5% من سكان العالم. وأوضح أن أفراد تلك الشريحة لا يتأثرون بتقلبات الأسعار مثل باقي المستهلكين.
علامة “أمان” والتراث العالمي
تُعد “أمان”، والتي تعني “السلام” باللغة السنسكريتية، علامة تجارية معروفة بتطوير عقارات فائقة الفخامة غالباً ما تقع في مواقع طبيعية خلابة حول العالم.
تدير الشركة عملياتها في 15 موقعاً من مواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو، بما في ذلك منتجع “أمان سمر بالاس” (في بكين)، الذي تقول إنه يقع على بُعد خطوات فقط من البوابة الشرقية للقصر، الذي يحمل الاسم نفسه، والذي كان يستقبل ضيوف الإمبراطورة الأرملة تسيشي قبل أكثر من قرن. واختتم دورونين: “نحترم الثقافة والطبيعة والتاريخ ولسنا جشعين. أمان لا تهتم بالكمية، بل تركز بالكامل على الجودة”.
