اخر الاخبار

“أمازون” تسرع سباق الذكاء الاصطناعي بإطلاق جيل جديد من الرقائق

تسابق وحدة الحوسبة السحابية لدى “أمازون دوت كوم” الزمن لإطلاق أحدث نسخة من رقاقة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، في محاولة متجددة لبيع عتاد قادر على منافسة منتجات “إنفيديا” و”جوجل”.

الرقاقة المسرّعة، التي تحمل اسم “تراينيوم 3” (Trainium3)، جرى تركيبها مؤخراً في عدد من مراكز البيانات، وستُتاح للعملاء بدءاً من الثلاثاء، وفق ما قال ديف براون، نائب رئيس “أمازون ويب سيرفيسز”، في مقابلة. وأضاف: “مع دخولنا أوائل العام المقبل، سنبدأ بالتوسع بسرعة كبيرة جداً”.

يعدّ تطوير هذه الشريحة جزءاً أساسياً من استراتيجية “أمازون” لتمييز نفسها في عالم الذكاء الاصطناعي. فرغم أن “أمازون ويب سيرفيسز” أكبر مزود لخدمات الحوسبة السحابية وتخزين البيانات، فإنها تكافح لفرض الهيمنة نفسها بين أبرز مطوّري أدوات الذكاء الاصطناعي، إذ تفضّل بعض الشركات استخدام خدمات “مايكروسوفت”، ذات العلاقة الوثيقة بشركة “أوبن إيه آي”، أو خدمات “جوجل” التابعة لـ”ألفابت”.

وارتفعت أسهم “أمازون” بنسبة 1.6% إلى 237.71 دولار عند الساعة 11:09 صباحاً في نيويورك. وقلّصت أسهم “إنفيديا” مكاسبها، بينما هبطت أسهم منافستها “إيه إم دي” إلى مستوى متدنٍّ خلال الجلسة.

“أمازون” تراهن على الأداء والسعر

تأمل الشركة في جذب شركات تبحث عن بدائل أقل تكلفة. وتقول إن رقائقها الجديدة قادرة على تشغيل العمليات الحسابية المكثفة لنماذج الذكاء الاصطناعي بكفاءة أكبر وكلفة أقل مقارنة بوحدات معالجة الرسوميات المتصدّرة لدى “إنفيديا”. وقال براون: “نحن سعداء جداً بقدرتنا على تحقيق الأداء المناسب مقابل السعر، باستخدام تراينيوم”.

وتطرح أمازون “تراينيوم 3” بعد نحو عام فقط من إطلاق الجيل السابق، وهي سرعة استثنائية وفق معايير صناعة الرقائق. وقال مهندس في “أمازون ويب سيرفيسز” مازحاً عند تشغيل الرقاقة للمرة الأولى في أغسطس: “ما نأمله حقاً هو ألّا نرى أي دخان أو نار”.

هذه الوتيرة السريعة تتماشى أيضاً مع إعلانات “إنفيديا” التي تعهّدت بإطلاق رقاقة جديدة كل عام.

اقرأ أيضاً: “جوجل” تخترق حصون “إنفيديا” برقائقها

البرمجيات المساندة نقطة الضعف الرئيسية

لكن هناك مشكلة رئيسية، إذ تفتقر رقائق “أمازون” إلى مكتبات البرامج العميقة التي تساعد العملاء على تشغيل وحدات “إنفيديا” بسرعة.

وتستخدم شركة “بدروك روبوتيكس” (Bedrock Robotics)، التي تطوّر معدات إنشائية ذاتية التشغيل بالاعتماد على نماذج الذكاء الاصطناعي، خوادم “أمازون”، لكنها تعتمد على رقائق “إنفيديا” عند بناء النماذج اللازمة لتوجيه حفارة، بحسب كبير مسؤولي التكنولوجيا كيفن بيترسون.

وقال بيترسون: “نحتاج إلى أداء عالٍ وسهولة في الاستخدام. وهذا ما تقدمه إنفيديا”.

شراكة وثيقة مع “أنثروبيك”

أتاحت “أمازون” العديد من رقائق “تراينيوم” داخل مراكز بيانات بولايات إنديانا ومسيسيبي وبنسلفانيا، لشركة “أنثروبيك” الناشئة. وكانت “أمازون ويب سيرفيسز” أعلنت أنها جمعت أكثر من 500 ألف رقاقة لمساعدة الشركة الناشئة على تدريب أحدث نماذجها، وتهدف إلى تخصيص مليون رقاقة لها بحلول نهاية العام.

وتراهن “أمازون” على أن نجاح “أنثروبيك”، إضافة إلى خدماتها الخاصة بالذكاء الاصطناعي، سيحفّز شركات أخرى على استخدام رقائقها. لكن الشركة أعلنت عن عدد محدود من العملاء الرئيسيين، ما يجعل المحللين غير قادرين على تقييم فعالية “تراينيوم” بدقة.

وتستخدم “أنثروبيك” أيضاً وحدات معالجة “جوجل” الخاصة (TPU)، وقد أبرمت اتفاقاً مع الشركة الأم يمنحها إمكانية الوصول إلى قوة حوسبة تصل قيمتها إلى عشرات مليارات الدولارات.

اقرأ أيضاً: صفقة شرائح ذكاء اصطناعي بعشرات المليارات بين “ألفابت” و”أنثروبيك”

وفي مقابلة مع تلفزيون “بلومبرغ”، قال الرئيس التنفيذي لـ””أمازون ويب سيرفيسز”، مات غارمان، إن “العلاقة مع أنثروبيك قوية للغاية”، مضيفاً أن الشركة الناشئة لديها طلب هائل على القدرة الحاسوبية، ما يدفعها لاستخدام مزودين متعدّدين.

إعلانات جديدة في مؤتمر الشركة السنوي

أعلنت “أمازون” إطلاق “تراينيوم 3” خلال مؤتمرها السنوي “ري إنفنت” (re:Invent)، الذي أصبح في السنوات الأخيرة منصة مركزية لاستعراض خدمات الذكاء الاصطناعي، واستقطاب مطوري الأدوات المتقدمة والعملاء المحتملين.

وأعلنت الشركة أيضاً عن تحديثات في خط نماذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها “نوفا”. وتشمل المنتجات الجديدة في “نوفا 2” نسخة باسم “أومني” (Omni) التي تستطيع تلقّي النصوص والصور والصوت والفيديو، والرد نصياً أو بصرياً.

وكما هو الحال مع رقائقها، تحاول “أمازون” بيع نماذجها عبر تسليط الضوء على الأداء مقابل السعر. ولم تحقق النماذج السابقة من “نوفا” مراتب متقدمة في الاختبارات القياسية الخاصة بالأداء.

اقرأ أيضاً: شركات التقنية الكبرى تراهن على كسلنا.. وتكسب الرهان

وقال روهيت براساد، الذي يقود تطوير النماذج وفريق الذكاء الاصطناعي المتقدم في “أمازون”، إن “المعيار الحقيقي هو العالم الواقعي”، معبّراً عن ثقته في قدرة النماذج الجديدة على المنافسة.

توسيع قدرة العملاء على التخصيص

تخطط الشركة أيضاً للسماح للعملاء باستخدام المزيد من البيانات عند تخصيص نماذجها. ويتيح منتج “نوفا فورجي” (Nova Forge) الجديد، للمستخدمين المتقدمين الحصول على نسخة من نماذج “نوفا” قبل اكتمال تدريبها، وتخصيصها ببياناتهم الخاصة.

وتستخدم شركة “ريديت” لوسائل التواصل هذا المنتج لبناء نموذج قادر على تقييم ما إذا كان منشور ما ينتهك سياسات السلامة على منصتها.

ويقول كبير مسؤولي التكنولوجيا كريس سلو، إن بعض عملاء الذكاء الاصطناعي يميلون إلى استخدام النموذج الأكثر تقدماً لكل مشكلة، بدلاً من اختيار نموذج أكثر تخصصاً.

وقال سلو: “القيمة الحقيقية تأتي من قدرتنا على جعله خبيراً في مجالنا المحدد”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *