أصول الأسواق الناشئة تتعافى بدعم من التهدئة بين إيران وإسرائيل

ارتدت أصول الأسواق الناشئة صعوداً يوم الثلاثاء، بينما أخذ المستثمرون في الاعتبار تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بشأن السياسة النقدية، واستوعبوا تهدئة التوترات في الشرق الأوسط.
ارتفع مؤشر “إم إس سي آي” لعملات الأسواق الناشئة بأكثر من 0.6%، مع تصدر عملات كوريا الجنوبية وتشيلي وماليزيا موجة الصعود.
في المقابل، تراجع الدولار إلى جانب عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات. وسجل مؤشر موازٍ لأسهم الأسواق الناشئة أكبر قفزة يومية له منذ أبريل، مدفوعاً بارتفاع الأسهم المدرجة في تايوان.
ارتفاع شهية المخاطرة
استعادت معنويات المخاطرة عافيتها في مختلف الأسواق خلال ساعات التداول الأميركية، بعد أن لمح باول إلى أن تراجع التضخم وضعف بيانات سوق العمل قد يؤديان لخفض مبكر لأسعار الفائدة، في تكرار لتصريحات أدلى بها مسؤولون آخرون في الاحتياطي الفيدرالي.
ساهمت تلك التصريحات، إلى جانب انخفاض ثقة المستهلك الأميركي عن التوقعات، في زيادة احتمالات إجراء خفض ثالث في تكاليف الاقتراض بحلول نهاية العام، بما في ذلك احتمال خفض في يوليو.
وقال باريش أبادهيايا، مدير استراتيجية الدخل الثابت والعملات لدى “أموندي يو إس”: “الأسواق باتت أكثر حماساً بشأن خفض في يوليو” بعد شهادة باول.
وأضاف: “أعتقد أن باول لا يزال متمسكاً بسيناريو مفاده أن الفيدرالي ليس في عجلة من أمره لخفض الفائدة، ومستعد للانتظار حتى تتضح الصورة أكثر بشأن السياسة والاقتصاد”.
وقف النار يعيد الثقة للأسواق الناشئة
في وقت سابق من الجلسة، صعدت أصول الأسواق النامية عقب اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بين إسرائيل وإيران.
وارتفع الشيكل الإسرائيلي بنسبة وصلت إلى 1.7%، ليلامس أعلى مستوى له منذ يناير 2023، قبل أن يتراجع عن جزء من مكاسبه. وسجلت السندات الدولارية المصرية أعلى مكاسب بين نظيراتها في الأسواق الناشئة والنامية.
وقال مايكل براون، كبير استراتيجيي الأبحاث لدى “بيبرستون غروب” في لندن، إن الضربات الرمزية التي نفذتها إيران على قواعد أميركية ثم الهدنة التي تلتها، سمحت للمستثمرين بتجاوز الأحداث الجيوسياسية في الوقت الراهن.
وقال براون: “بات بإمكان المشاركين في السوق الآن تحويل تركيزهم بعيداً عن تشويش الجغرافيا السياسية، والعودة إلى السردية الأساسية المتفائلة التي كانت تدفع الأسواق منذ فترة”.
تباين في أداء العملات الناشئة
في أسواق العملات الأخرى، ارتفع البيزو المكسيكي مقابل الدولار الأميركي. وسجل التضخم الرئيسي في البلاد تراجعاً طفيفاً في أوائل يونيو، ما أبقى احتمال خفض الفائدة مطروحاً في وقت لاحق هذا الأسبوع.
في المقابل، خالف الريال البرازيلي الاتجاه العام وسجّل تراجعاً أمام الدولار. ونشر البنك المركزي البرازيلي محضر اجتماعه، مؤكداً من جديد خطط صناع السياسات للتوقف عن دورة رفع الفائدة، رغم بقاء التضخم أعلى من الهدف المحدد.
ويضاف التفاؤل الأخير إلى النظرة الإيجابية السائدة أصلاً لدى المستثمرين بشأن الأسواق الناشئة. وأظهر مسح فصلي أجرته “إتش إس بي سي” لـ100 مدير أموال، أن درجة التفاؤل حيال هذه الفئة من الأصول، بلغت أعلى مستوياتها في أكثر من عامين.
وقال براون من “بيبرستون”: “قد تتمكن أسهم الأسواق الناشئة من التفوق في الأداء إذا واصل الشعور الإيجابي تحسنه بشكل واضح، وبقيت شهية المخاطرة قوية”.
في أوروبا الشرقية، أبقى البنك المركزي المجري أسعار الفائدة من دون تغيير للشهر التاسع على التوالي. وباعت سلوفينيا أول سندات مرتبطة بالاستدامة، لتنضم إلى دول مثل تشيلي وكازاخستان وتركيا، التي سعت إلى جمع التمويل قبل أي تصعيد محتمل جديد في التوترات مع إيران.