اخر الاخبار

أسهم شركات التكنولوجيا تضغط على مؤشرات وول ستريت قبيل نتائج “إنفيديا”

أدى انخفاض في أسهم بعض أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، إلى هبوط مؤشرات الأسهم الأميركية، قبيل الإعلان عن نتائج شركة “إنفيديا”. 

انخفض مؤشر “إس آند بي 500” إلى ما دون 6000 نقطة، وخسر مؤشر “ناسداك 100” أكثر من 1%.

قبل أيام من نتائج “إنفيديا”، وصل صافي تعرض صناديق التحوط لشركات “العظماء السبعة” (أبل، ألفابت، إنفيديا، أمازون، تسلا، مايكروسوفت، ميتا) إلى أدنى مستوى له منذ أبريل 2023.

خسرت أسهم أبرز شركة تصنيع رقائق نحو 3.1%، كما انخفضت أسهم “مايكروسوفت” بعد قول أحد المحللين إن شركة البرمجيات العملاقة ألغت بعض عقود إيجار مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، في حين ارتفعت أسهم “أبل”.

رهانات على عودة التقلبات

بدأ المستثمرون في تعزيز الرهانات على عودة التقلبات، وقد تكون أرباح “إنفيديا” الأربعاء هي أول الأحداث التي قد تدفع السوق إلى الجنون، خصوصاً أن المؤشر القياسي أمضى أكثر من 30 جلسة من دون تسجيل انخفاضات متتالية بأكثر من 1%.

قال كريس لاركين من “إي ترايد” التابعة لـ”مورغان ستانلي”: “قد يكون هذا أسبوعاً مهماً للأسهم التي كانت تتداول بشكل جانبي في الغالب لأكثر من شهرين”.

خسر مؤشر “إس آند بي 500” نحو 0.5%، وانخفض مؤشر “ناسداك 100” بنسبة 1.2%، في حين تذبذب مؤشر “داو جونز” الصناعي.

انخفض العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بمقدار ثلاث نقاط أساس إلى 4.4%. وظلت السندات أعلى بعد الطلب القياسي على شراء سندات لأجل عامين بقيمة 69 مليار دولار.

نزل الدولار الكندي والبيزو المكسيكي، بعدما توقع الرئيس الأميركي دونالد ترمب تفعيل التعريفات الجمركية المخطط لها على البلدين، في الشهر المقبل.

“إنفيديا” قد تحدد اتجاه السوق

اعتبر مارك هاكيت من “نايشن وايد” (Nationwide) أن السوق “تتحرك بشكل جانبي، مدفوعة بارتباك المستثمرين، وفترة توحيد طبيعية بعد المكاسب الأخيرة، والضعف الموسمي في فبراير”. وأضاف: “ومع ذلك، فإن الخلفية الكلية الداعمة، والأرباح القوية، وتدفقات الصناديق الصحية، تشير إلى إمكانية الارتفاع بمجرد عودة الزخم”.

قبيل نتائج “إنفيديا” يوم الأربعاء، وصل صافي تعرض صناديق التحوط لـ”العظماء السبعة” إلى أدنى مستوى منذ أبريل 2023. وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن يهدأ مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى أبطأ مستوى منذ يونيو، لكن التقدم البطيء في ترويض الأسعار، سيبقي على حذر المسؤولين. ومن المقرر صدور البيانات يوم الجمعة.

من جهته، قال كلارك بيلين من “بيل ويثير ويلث” (Bellwether Wealth): “إذا رأينا أرباحاً ضخمة من إنفيديا، وبيانات تضخم أضعف من المتوقع، فقد نشهد زخماً صعودياً للأسهم”.

لا يزال التركيز على أسهم النمو ذات رؤوس الأموال الضخمة والتكنولوجيا مرتفعاً للغاية قبيل إعلان شركة “إنفيديا” عن أرباحها هذا الأسبوع، حيث يقع في النسبة المئوية الـ97، وهو أعلى بكثير من المستويات التي توحي بها معدلات نمو الأرباح، وفقاً لاستراتيجيي “دويتشه بنك”، بمن فيهم باراغ ثات.

تمضي أرباح الربع الرابع في مسار يتجاوز تقديرات الأرباح بشكل كبير عبر مختلف أحجام الشركات، حيث تكاد تتضاعف مقارنة بالتوقعات الأولية، لكن ذلك لم يكن كافياً لإرضاء المستثمرين، إذ تتفاعل الأسواق مع عوائد ضعيفة بشكل غير معتاد، وفقاً لما ذكرته جينا مارتن آدامز وويندي سونغ من “بلومبرغ إنتليجنس”.

وأشار الاستراتيجيان إلى أن “خيبة الأمل في التوجيهات، والمراجعات، وهوامش التشغيل، كلها عوامل تلعب دوراً في ذلك”، وأضافوا أن “إنفيديا لا تزال قادرة على تحريك السوق مع اقتراب موسم أرباح الشركات الكبرى من نهايته”.

عودة رؤوس الأموال إلى الأسهم الأميركية

لن تظل الأسهم الأميركية غير محبوبة لفترة طويلة نظراً لآفاق النمو الاقتصادي القوية وزيادة أرباح الشركات، وفق بعض أبرز الاستراتيجيين في وول ستريت.

يتوقع مايكل ويلسون، الاستراتيجي في “مورغان ستانلي” الذي كان متشائماً بشأن الأسهم الأميركية حتى منتصف 2024، عودة رأس المال إلى الأسواق الأميركية، واصفاً مؤشر “إس آند بي 500” بأنه “أعلى مؤشر من حيث الجودة”، ويمتلك “أفضل آفاق نمو للأرباح”.

وكتب ويلسون في مذكرة: “من السابق لأوانه الاستنتاج بأن التحول بعيداً عن الأسهم الأميركية سيكون مستداماً”.

من جانبه، قال ميسلاف ماتيجكا، الاستراتيجي في “جي بي مورغان تشيس”، إن النظرة الأكثر تحفظاً تجاه شركات التكنولوجيا الكبرى تمثل بالفعل “عائقاً كبيراً” أمام الأداء المتفوق للأسهم الأميركية بشكل عام. ومع ذلك، فلكي يكون هناك اتجاه هبوطي واضح، يجب أن يتراجع نمو أرباح الشركات الأميركية مقارنة ببقية العالم.

وقال سكوت هيلفستاين من “غلوبال إكس” (Global X) إن “البيانات الاقتصادية الأخيرة واستطلاعات الرأي، تظهر بعض الإشارات التحذيرية، لكن شركات مؤشر إس آند بي 500 حققت نمواً قوياً، مع استمرار تسجيل أرباح قياسية في الربع الماضي”.

وأضاف: “في النهاية، ستنتصر الأساسيات، لكن تراجع المعنويات قد يؤدي إلى حركة عرضية للمؤشرات الأوسع نطاقاً لفترة من الوقت”.

هل وصلت السوق إلى ذروتها؟

بعد تحقيق الأسهم الأميركية عوائد مزدوجة الرقم خلال العامين الماضيين، ووصول التقييمات إلى مستويات مرتفعة للغاية، أصبح المستثمرون قلقين بشكل متزايد بشأن ما إذا كانت السوق قد بلغت ذروتها، وفقاً لما قاله كريستيان فلورو من “برينسيبال آسيت مانجمنت” (Principal Asset Management).

وأشار فلورو إلى أن “الأسواق الصاعدة لا تموت لمجرد تقدمها في العمر، والتاريخ يوضح أن الاحتياطي الفيدرالي يلعب دوراً حاسماً في تحديد الاتجاه السائد للأسواق، بناءً على سياسته النقدية”.

وأوضح أن معظم عمليات البيع الكبيرة في السوق، التي تجاوزت 10% منذ عام 1965، كانت مدفوعة إما بتحول حاد من الفيدرالي نحو سياسة نقدية متشددة، أو ببقائه في وضع تقييدي لفترة طويلة جداً.

ومع ذلك، أشار إلى أن المشهد الاقتصادي الحالي يختلف بشكل ملحوظ عن فترات الذروة السابقة في السوق، لا سيما مع عدم ظهور مؤشرات واضحة على حدوث تباطؤ اقتصادي حاد.

وأضاف: “لا يزال هناك مسار ضيق، لكنه ممكن، لاستمرار ارتفاع الأسواق، خاصة إذا استمرت الأرباح في تحقيق التوقعات”. لكنه حذر من أن عدم اليقين بشأن السياسات المستقبلية يمثل خطراً كبيراً، لذا يجب على المستثمرين الحذر، من خلال موازنة التفاؤل مع نهج استراتيجي لإدارة المخاطر، في بيئة السوق المتغيرة اليوم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *