أسهم شركات التكنولوجيا تدعم مؤشرات وول ستريت قبيل العطلة
أدى ارتفاع أسعار أسهم بعض أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، إلى انتعاش مؤشرات وول ستريت، بعد انخفاض قصير بفعل بيانات ثقة المستهلك التي جاءت أضعف من المتوقع.
في جلسة تداول هزيلة في بداية أسبوع مختصر بسبب العطلات، أنهى مؤشر “إس آند بي 500” التداول بالقرب من أعلى مستويات الجلسة. دفعت أسهم “إنفيديا” و”ميتا” و”تسلا” مؤشر “العظماء السبعة” (ميتا، تسلا، أبل، أمازون، إنفيديا، مايكروسوفت، ألفابت) إلى الارتفاع بنحو 1.5%.
قال كريغ جونسون من “بايبر ساندلر” (Piper Sandler) إن “الاتجاهات الصعودية تظل جيدة للأسهم على الرغم من جني الأرباح الأخير”، مضيفاً: “نظراً لظروف البيع المفرط في الأمد القريب، نتوقع أن يكون ارتفاعاً قوياً هذه السنة”.
بالنسبة لمايكل ويلسون من “مورغان ستانلي”، فإن العرض السلبي، أي عندما يفوق عدد الأسهم المنخفضة تلك المرتفعة، قد لا يكون مهماً كثيراً لمؤشرات الأسهم عالية الجودة ذات الزخم السعري القوي.
انخفاض ثقة المستهلك
في وقت سابق من يوم الإثنين، فقدت الأسهم زخمها بشكل مؤقت، بعد أن أظهرت البيانات انخفاض ثقة المستهلك بشكل غير متوقع لأول مرة في ثلاثة أشهر، بسبب المخاوف بشأن آفاق الاقتصاد.
اعتبر نيل دوتا من “رينيسانس ماكرو ريسيرتش” (Renaissance Macro Research) أن “التوقعات الاقتصادية تتدهور”، مضيفاً: “كانت هذه الفرضية صحيحة قبل مؤتمر بنك الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر، ولا تزال صحيحة الآن”، مشيراً إلى أن “خطر تقلب الفيدرالي مرتفع للغاية”.
صعد مؤشر “إس آند بي 500” بنسبة 0.7%، ولحقه مؤشر “ناسداك 100” بنسبة 1%، كما صعد مؤشر “داو جونز” الصناعي بنسبة 0.2%.
ارتفعت أسهم شركة “كوالكوم” بعد أن قضت المحكمة لصالحها في قضية ادعاء شركة “أرم هولدينغز” بانتهاكها ترخيصاً لتكنولوجيا الرقائق. كما ارتفعت أسهم شركة “رامبل” بأكبر قدر على الإطلاق، بعد أن قررت شركة “تيثير” شراء حصة في منصة مشاركة الفيديو. وتتعاون عائلة نوردستروم مع بائع تجزئة مكسيكي، لتحويل متجرها الذي يحمل نفس الاسم إلى شركة خاصة.
ارتفعت عائدات سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بمقدار ست نقاط أساس إلى 4.59%. وارتفع مؤشر “بلومبرغ” للدولار بنسبة 0.3%.
مكاسب تزيد عن 20%
حالياً، يشق مؤشر “إس آند بي 500” طريقه لتسجيل عائد سنوي ممتاز، وسنوات متتالية من المكاسب التي تزيد عن 20%. وقد ارتفع المؤشر بنحو 25% منذ نهاية عام 2023، حيث ساهمت أكبر سبع أسهم تكنولوجية بأكثر من نصف هذا التقدم.
وقال جوناثان كرينسكي من “بي تي آي جي” (BTIG)، إن تحرك الفيدرالي الأسبوع الماضي “يجب أن يمثل نهاية التراجع الأخير، ويسمح بالارتفاع القوي”. وأضاف: “نعتقد أن التصحيح الأعمق في وقت مبكر من عام 2025 محتمل، وإن كان سيتم من مستويات قياسية جديدة”.
تفاؤل المستثمرين
سواء كان “إس آند بي 500” قادراً على تحقيق ارتفاع قوي أم لا، فإنه لا يزال مؤشراً لتفاؤل المستثمرين في العام الجديد. تشمل هذه الفترة التي تبلغ سبعة أيام، آخر خمسة أيام تداول من العام الجاري، وأول يومين من العام الجديد.
وفقاً لسام ستوفال من “سي أف آر إيه” (CFRA)، فإن الارتفاع القوي سبقه تحقيق مؤشر “إس آند بي 500” مكاسب سنوية متوسطة عند 10.4% منذ الحرب العالمية الثانية، بالإضافة إلى ارتفاع بمعدل 74% من الوقت. مع ذلك، شهد الانخفاض في هذه الفترة المكونة من سبعة أيام، زيادة سنوية متوسطة بنسبة 5.7% فقط، حيث سجل مكسباً بنسبة 32% فقط من الوقت.
ومع ذلك، يقول ستوفال إن المؤشر الأكثر دقة في رأيه هو “مقياس يناير”. منذ عام 1945، ارتفع مؤشر “إس آند بي 500” بنسبة 18.3% خلال العام بأكمله، في حال بدأ العام بمكسب في يناير، كما بقي متقدماً خلال 91% من الوقت. ولكن إذا انخفض في الشهر الأول من السنة، فإن متوسط العائد على مدار العام بأكمله كان سالباً بنسبة 1.9%.