أسهم التكنولوجيا ترتفع بدعم من توقعات “إنفيديا” القوية

ارتفعت أسهم أكبر شركات التكنولوجيا في العالم خلال التداولات الأميركية الممتدة، على خلفية تكهّنات بأن التوقعات القوية لأرباح “إنفيديا” ستساعد في إعادة إشعال موجة الصعود المدفوعة بالذكاء الاصطناعي.
وصعد صندوق متداول في البورصة تبلغ قيمته نحو 390 مليار دولار ويتتبع مؤشر “ناسداك 100” بنحو 1% بعد إغلاق جلسة التداول العادية.
وقدمت شركة الشرائح العملاقة، التي تُعد مقياساً لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، توقعات قوية للإيرادات خلال الفترة الحالية، ما ساعد في تبديد المخاوف من أن الطفرة العالمية في الإنفاق على الذكاء الاصطناعي تتجه نحو التراجع. وارتفعت أسهم “إنفيديا” بنسبة 4%.
ساهمت المخاوف المتعلقة بكل شيء، بدءاً من استدامة تجارة الذكاء الاصطناعي وصولاً إلى مسار سياسة الاحتياطي الفيدرالي، في موجة بيع حديثة في الأسهم. ومع ازدياد قلق المستثمرين بشأن الإنفاق على التكنولوجيا، ستكون كيفية تفسير نتائج “إنفيديا” عاملاً محورياً.
قال كريس زاكراريلي من “نورثلايت أسيت مانجمنت”: “كانت نفسية السوق سلبية هذا الشهر مع قلق المستثمرين من أن البنية التحتية للذكاء الاصطناعي كانت مجرد فقاعة”. وأضاف: “في الوقت ذاته، فإن أكبر شركات التكنولوجيا في العالم تحقق أرباحاً هائلة”.
وعلى الرغم من أن حدوث تراجع في السوق قد يحدث في أي وقت، يقول زاكراريلي إنه طالما بقي الاقتصاد بعيداً عن الركود، فإنه يتوقع أن تستأنف السوق الصاعدة زخمها وتصل إلى مستويات قياسية جديدة في وقت لاحق من هذا العام وخلال العام المقبل.
أسواق الأسهم والعملات قبل صدور نتائج “إنفيديا”
في الفترة التي سبقت نتائج شركة الشرائح العملاقة، أوقف مؤشر “إس آند بي 500” سلسلة تراجعات دامت أربعة أيام. وارتفع الدولار، مع اقتراب المتعاملين من استبعاد إمكانية خفض أسعار الفائدة الشهر المقبل، إذ لن ينشر “مكتب إحصاءات العمل” تقرير الوظائف لشهر أكتوبر، بل سيدمج بيانات الوظائف ضمن أرقام نوفمبر المقرر نشرها بعد الاجتماع النهائي للاحتياطي الفيدرالي لعام 2025. وهبطت “بتكوين” دون 90 ألف دولار.
في هذه الأثناء، قال العديد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي إنه سيكون من المناسب على الأرجح الإبقاء على أسعار الفائدة من دون تغيير لبقية عام 2025، وذلك وفقاً لمحضر اجتماع أكتوبر. وجاء صدور الوثيقة عشية تقرير الوظائف لشهر سبتمبر.
اقرأ أيضاً: محضر “الفيدرالي”: العديد من مسؤولي السياسة النقدية يميلون لإبقاء الفائدة في ديسمبر
وقال ديفيد راسل من “تريدستيشن”: “تسود حالة من عدم اليقين بسبب فقدان البيانات وتداعيات الرسوم الجمركية غير الواضحة”. وأضاف: “لا يوجد إجماع داخل الاحتياطي الفيدرالي، وصنّاع السياسات يسيرون في الظلام، لكن هذه المحاضر تميل إلى التشدد بشكل عام”.
ارتفع مؤشر “إس آند بي 500” إلى نحو 6642 نقطة. وصعد عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بنقطتي أساس إلى 4.13%. وتراجع النفط بعد أن أظهر تقرير حكومي أميركي ارتفاع مخزونات الوقود والمنتجات المكررة الأخرى، ما خفّف المخاوف على صعيد الإمدادات.
التراجع الأخير “تصحيح صحي”… والفرص ما تزال قائمة
يرى أندرو تايلر، رئيس وحدة استخبارات الأسواق العالمية في “جي بي مورغان تشيس”، أن موجة البيع الأخيرة في الأسهم تمثل “تصفية تقنية” قد تكون انتهت بالفعل.
وكتب تايلر في مذكرة للعملاء يوم الأربعاء: “بما أنه لم يطرأ أي تغيير على الصورة الأساسية، ولا تعتمد فرضيتنا الاستثمارية على تيسير السياسة النقدية من الاحتياطي الفيدرالي، فنحن من المشترين عند الانخفاضات”.
بدوره، قال بوب دايموند، الرئيس التنفيذي السابق لـ”باركليز” والذي يدير الآن شركة “أطلس ميرشانت كابيتال”، إن الاضطراب الذي شهدته الأسواق العالمية في الأيام الأخيرة يشبه “تصحيحاً صحياً” مع محاولة المستثمرين تقييم عناصر التغيير التكنولوجي.
أما ديفيد ترينر من “نيو كونستركتس” فقال إن “تراجع الأسهم في نوفمبر بمثابة استراحة، إذ إن السوق تستقر عند رؤية أكثر واقعية للعالم”.
اقرأ أيضاً: مكتب إحصاءات العمل الأميركي لن ينشر تقرير وظائف أكتوبر
وأشار ترينر أيضاً إلى أن تقرير أرباح “إنفيديا” مهم للسوق الأوسع، خصوصاً في ظل قلق المستثمرين من فقاعة في الأسهم المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
وقال كريس سينيك من “وولف ريسيرتش”: “ما زلنا نعتقد أن المخاوف من انفجار فقاعة الذكاء الاصطناعي مبالغ فيها، على الأقل في الوقت الحالي”. وأضاف: “نظل مشترين لأسهم الذكاء الاصطناعي عند ضعف الأسعار”.
أولريكه هوفمان-بورشاردت من “يو بي إس لإدارة الثروات العالمية” أشارت إلى أنه “على الرغم من التراجع الأخير في أسهم التكنولوجيا، نتوقع أن تدفع الابتكارات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي أسواق الأسهم العالمية إلى مستويات أعلى”.
وأضافت: “الاستثمارات المتواصلة في الذكاء الاصطناعي، والصحة المالية القوية لكبرى شركات التكنولوجيا اليوم، والإمكانات والأدلة المتزايدة على العائدات من هذه الاستثمارات، تمنحنا الثقة في المرحلة التالية من موجة ارتفاع الأسهم العالمية خلال الأشهر المقبلة”.



