أسعار النفط تستقر وسط ارتفاع المخزونات الأميركية والقيود على خام إيران

استقرت أسعار النفط مع تقييم المستثمرين لأكبر زيادة أسبوعية في المخزونات الأميركية منذ يناير، في مقابل جهود أميركية جديدة للحد من صادرات إيران النفطية.
تذبذب خام غرب “تكساس الوسيط” بين المكاسب والخسائر قبل أن يستقر فوق 68 دولاراً للبرميل، مواصلاً ارتفاعه لليوم الثالث على التوالي وإن بشكل طفيف، كما ارتفع سعر خام “برنت” تسليم سبتمبر بمقدار 4 سنتات ليغلق عند 70.19 دولار للبرميل.
نقلت “بلومبرغ” عن مات سميث، كبير محللي النفط في شركة “كبلر” في أميركا قوله إن “رغم الانخفاض الملحوظ في الواردات على أساس أسبوعي، فإن تراجع نشاط التكرير واستمرار ضعف الصادرات ساهما في زيادة كبيرة في مخزونات الخام”.
عقوبات تهدئ المخاوف
ساهمت العقوبات التي فرضتها واشنطن على صادرات إيران، في تهدئة بعض شكوك المستثمرين بشأن سياسة واشنطن، وذلك بعد أسابيع من تصريحات مفاجئة للرئيس الأميركي دونالد ترمب شجّع فيها الصين على مواصلة شراء النفط الإيراني.
مع ذلك، يرى جو ديلاورا، الخبير العالمي في شؤون الطاقة لدى “رابوبنك”، أن تأثير العقوبات على السوق سيكون محدوداً، ما لم تلحظ فقداناً فعلياً في حجم المعروض، وفق ما نقلته “بلومبرغ”.
وقال ديلاورا: “كل هذا مجرد استعراض”، مضيفاً: “بنهاية الأسبوع، ستكون كل هذه الشركات التي طالتها العقوبات قد أعادت تسجيل نفسها بأسماء ومواقع جديدة، وسيستمر تدفق النفط كالمعتاد”.
في الوقت نفسه، لم تنجح الهجمات المتجددة التي يشنّها الحوثيون على السفن التجارية في البحر الأحمر، أحد أهم ممرات تجارة النفط في العالم، في دفع أسعار النفط إلى الأعلى. وقد أسفرت هذه الهجمات حتى الآن عن سقوط ثلاثة بحارة على الأقل وإغراق سفينتين.
الإمارات: ندعم كل قرارات “أوبك+”
في سياق متصل، أكدت الإمارات دعمها لكل قرارات تحالف “أوبك+” الرامية إلى تحقيق التوازن والاستقرار في أسواق النفط، مشددة في الوقت ذاته على أن الزيادات الأخيرة في الإمدادات “جاءت مدروسة”.
وقال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي إن الزيادات التدريجية أسهمت “في تعزيز التوازن واستقرار الأسعار عند مستويات متقاربة، ظلت تقريباً عند المستوى نفسه مع تسجيل ارتفاع طفيف يعكس تحسّن الطلب العالمي على النفط”.
شهدت الأشهر الماضية تحولات لافتة في سياسة “أوبك”، إذ سرعت من استعادة الإمدادات التي خفضتها طوعاً، ضمن سعي لاستعادة الحصة السوقية التي فقدها لصالح منافسين خلال الفترة التي قلص فيها إمداداته بهدف الحفاظ على التوازن بين العرض والطلب في السوق.
آخر هذه التحركات جاء قبل أيام، إذ قرر تحالف “أوبك+” رفع إنتاجه النفطي بمقدار 548 ألف برميل يومياً في أغسطس، بما يفوق الزيادات التي أقرها على مدى الأشهر الثلاثة السابقة
كانت أسعار النفط قد ارتفعت خلال ذروة التصعيد بين إيران وإسرائيل، حيث تجاوز خام “برنت” 80 دولاراً للبرميل، لكنها تراجعت بشكل حاد منذ ذلك الحين.
وانتقل تركيز السوق الآن إلى سياسة “أوبك+” الإنتاجية، والتطورات في السياسة التجارية الأميركية، في ظل تحذيرات العديد من المحللين من ضيق المعروض في الأمد القريب.