أسعار النفط ترتفع وسط غموض بشأن الإمدادات والرسوم

ارتفعت أسعار النفط بعدما عززت تعهدات المنتجين بكبح نمو الإنتاج من المؤشرات التي تدل على قوة السوق الفعلية، إلى جانب احتمالات تخفيف التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
العقود الآجلة لخام “غرب تكساس” الوسيط زادت بنسبة 1% تقريباً لتتداول قرب 63 دولاراً للبرميل، بينما اقترب خام “برنت” من 67 دولاراً، بعد أن صرّح الرئيس دونالد ترمب بأن مسؤولين أميركيين عقدوا اجتماعات مع مسؤولين صينيين بشأن التجارة صباح الخميس.
هذا التصريح خفّف من حدة التشاؤم الذي سبّبته تعليقات سابقة للصين، دعت فيها الولايات المتحدة إلى إلغاء جميع الرسوم الجمركية الأحادية، ورفضت خلالها التكهنات بشأن تحقيق أي تقدم في الاتصالات الثنائية.
جاءت هذه التطورات بعد مؤشرات ظهرت خلال الأيام الماضية، تفيد بأن انخفاض أسعار النفط بدأ يؤثر على خطط بعض المنتجين الخاصة بالإنفاق. وتشير المقاييس حالياً إلى أن السوق تتجه نحو حالة صعودية على المدى القريب، إذ إن الفارق السعري الفوري لخام “غرب تكساس” الوسيط يقترب من أقوى مستوياته منذ أكثر من شهرين، ما يُعد مؤشراً على شحّ الإمدادات.
في الوقت نفسه، لا تزال التوترات الجيوسياسية مرتفعة. إذ قصفت روسيا العاصمة الأوكرانية بوابل من الصواريخ والطائرات المسيّرة خلال الليل، ما أسفر عن سقوط تسعة أشخاص على الأقل، وسط تعثّر محادثات السلام بسبب إصرار الرئيس فولوديمير زيلينسكي على عدم الاعتراف أبداً بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم. وتستعد الولايات المتحدة للمطالبة بأن تقرّ روسيا بحق أوكرانيا في الحفاظ على قوة عسكرية.
أنباء عن انفتاح إيران على صفقة مؤقتة
خلال الجلسة، هبطت أسعار النفط إلى المنطقة السلبية لفترة وجيزة، بعد أن نقل موقع “أكسيوس” أن إيران سألت المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف عمّا إذا كان ينبغي للطرفين التفاوض بشأن اتفاق مؤقت، ما قد يُقلل من مخاطر تراجع الصادرات الإيرانية.
وكانت أسعار النفط قد شهدت انخفاضاً حاداً هذا الشهر، وسط مخاوف من أن تؤدي الرسوم الجمركية الأميركية والرسوم المضادة من أكبر شركائها التجاريين إلى كبح النشاط الاقتصادي، وبالتالي إضعاف الطلب على الطاقة.
كما أدّى تصاعد النقاشات داخل تحالف “أوبك+”، لا سيما مع كازاخستان التي تجاوزت مراراً حصصها الإنتاجية المتفق عليها بموجب الاتفاق، إلى تأجيج المخاوف من احتمال استمرار نمو الإمدادات بوتيرة أسرع مما هو معلن خلال الأشهر المقبلة.
من المقرر أن يعقد التحالف اجتماعاً في 5 مايو لاتخاذ قرار بشأن مستويات الإنتاج لشهر يونيو.
وقالت ريبيكا بابين، كبيرة المتعاملين في الطاقة لدى “سي آي بي سي برايفت ويلث غروب”، إن تباطؤ نمو الإنتاج في الولايات المتحدة “قد يساعد في موازنة التسارع المتوقع في تخفيف القيود الإنتاجية داخل تحالف أوبك+”.
لكنها أضافت أن حالة عدم اليقين التي تحيط بالتحالف “من المرجح أن تُبقي على أي ارتفاع في الأسعار ضمن نطاق محدود، وقد تشكل عوامل هبوطية في حال بدأت البيانات الاقتصادية بالضعف”.